اظهرت سنوات التغيير في العراق بعد عام ٢٠٠٣ سمات شخصية الإنسان العراقي التي لم تعهدها الأجيال الاوائل التي عاشت في عقود خلت من القرن الماضي.
ويخرج العراقي من كل درس يُبتلى به بظاهرة تغُص بها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ولكن كلها تصب بأخذ الأمور بروح النكتة والنقد اللاذع لما يحصل.
جاء المطر وتحولت مدن العراق الي فينيسيات معرّبة ولكن مع الأسف بماء المطر الذي اختلط مع مياه الصرف الصحي. فكانت فينيسيا عراقية تعكس الواقع العراقي العكِر كماء مطره ومجاريه.
هل هو ابتلاء؟ نعم لكن عند العراقي صار الهم والسقم ضحك وهزل. لو أخذ كل نكباته اليومية على مر السنين بمرارتها الحقيقية لما استمر قلبه يخفق بالحياة وبالأمل الذي يجده صعب المنال.
زلزال هنا وهناك والقمر احتجب في خسوف… لحظات وجل وخوف لو عاشها الانسان بوقعها لمات في الحياة!! من اين جاءت كل تلك الطرافة في نفوس العراقيين بهكذا جرعة غير معهودة! نعم إننا مرحين ونضحك رغم جور الزمن والبشر علينا لكن ان يُأخذ البلاء بالإبتسامة فهو حال من يعيش في عراقيّ اليوم!
نعم أَمطِري وزلزلي واِخسِفي هذا هو عراقيّ… استوطن به الموت من سنين فلما لا يستوطني حب الحياة. لتُفجِر ما شئت ولتتحول أزقتي بحيرات وليبتليني الله بآياته في زلزلة وخسفة قمر. سأعيش ولكن بدرس جديد:
سأكون عراقي يحب دينه بملله كلها ويحب وطنه بقومياته أجمعِها. لا يسب من لايجوز أن يُسب من الأولين. يتوحد ليتفرق الجاني والقاتل اليومي.
هل تعلمنا الدرس من آيات الله في يوم أمس؟ جمعها الخالق لنا بحزمة واحدة: تفجير هنا وهناك وأرض تفيض بالمياه وبضعة زلزلات وقمر مُحتجِب.
نعم أَمطِري وزلزلي واِخسِفي هذا هو عراقيّ… سأنتمي له مهما كان بلاءه قاسيا…