يؤلمني كثيرا صور مدارس أطفالنا , التي تبدو ذات بؤس شديد , وكأننا لانملك مالا , ولا عندنا نفط , ويشعرني بالغضب والحزن , أن أرى أطفالنا يذهبون إلى صرائف وأكواخ وغرف طينية , تسمى (مدارس)!!
إنها لمناظر مخجلة!!
لماذا نتناول موضوعات تتعلق بالكراسي , ولا نتحدث عن أطفالنا , ومدارسنا , وقسوتنا على فلذات أكبادنا!!
أليس هذا إمتهان وعدوان على البراءة والطفولة , أن نزجهم في (مدارس) ربما لا تصلح كزرائب للحيوانات في الدول المتقدمة!!
فلماذا أيها الناس لا تترفقون بالأطفال , ولماذا تلقون بهم في صرائف وتدّعون بأنها مدارس؟
فماذا تتأملون من طفل يتم إذلاله وإهانته وتعذيبه في ما يسمى بالتعليم؟!
إنه لأمرٌ مؤلم , أن نتحدث عن التعليم والحاضر والمستقبل , ونهمل مدارسنا , ونرمي بأطفالنا في غرف مزرية!!
إن أهم معالم أية مدينة , وناحية أو قرية في أصقاع الدنيا المعاصرة , المدرسة بمراحلها , والمكتبة والمحكمة , وهذه الثلاثية مفقودة في مجتمعاتنا قاطبة.
فأردأ البنايات عندنا هي المدارس الإبتدائية , والمكتبات , والمحاكم!!
بينما الدنيا تعي , التأثيرات السلوكية والنفسية للمكان على الإنسان , وتعرف جيدا أهمية العمارة ودورها في توجيه الفكر وبناء العقل , والمدارس ببناياتها المتميزة المعاصرة الجميلة , من أهم المؤثرات اللازمة لصناعة النفس والعقل والسلوك.
فهذه العشوائيات البائسة المنكوبة , لا تقدم إلا ما هو سلبي ومدمر وقاهر لإرادة الأطفال , وحاضرهم ومستقبلهم!!
فاعتنوا بالمدارس الإبتدائية في كل مكان , وأكرموا المعلمين , فأن المستقبل يبدأ من المدرسة الإبتدائية!!
أليس من حق أطفالنا التعلم في مدارس آدمية؟!
فهل من غيرة على أطفالنا؟!!