لايختلف إثنان عن لغة الموت السائدة في بلادنا المدمرة، والتي أختلفت التوصيفات بشأنها، فما بين المفخخات والكواتم وأصحاب الأجساد النتنة قصة لاتنتهي، وكالعادة القتلة أما مأجورين، أو أصحاب فكر مزيف بزيف وجوههم التي تشع منها رائحة الموت،لكن الشي المختلف عليه والذي يستحق الوقوف عندهُ هو خوف غير مبرر لأشخاص لايملكون من الشجاعة في مواجهة الحدث إلا أسمها،ويصفون أنفسهم بأنهم رجالات دولة، صمم كل شئ حسب قياساتهم التي تناسب خلفياتهم السياسية وغير السياسية!!
فالكل يعرف إن آلة القتل شملت الفقراء وأبناءهم وأستثنت بقرار لاجمهوري أشبه بالقرار الذي شمل غزلان بقانون إعادة المفصولين السياسيين، ولم يشمل تلك الطبقات المتسيسة بها، فأبناءهم في أرقى بلدان العالم آمناً، وهم متسكعون في المدن الخضراء والحمراء، يتبارون بينهم لرؤية أشلاء فقراء حي التنك وغيرهم وهي تتناثر قرباناً لبقاءهم في سلطة الموت على مايبدو.
وبهذا الصدد أتسائل كما يتسائل غيري من مواطني الصدفة في عراق ٢٠١٤ الخالي من القيم الأخلاقية والأحساس بالوطنية من قبل ممتطي السياسة وما جلبوه لنا من وكلاء ومدراء خائفون حتى من أنفسهم،لماذا تخافون وأنتم من أدعى الوطنية وتضاهر بالشجاعة وهو بعيداً عنها؟
الم توهمو الناس بخدمتكم المزعومة، وأنتم من سرق حقوقهم تحت عباءة الدين وغيره؟
أين هي مواقف الرجال التي لطالما صدعتم رؤسنا بها آبان النظام المباد؟
أسئلة كثيرة لانجد من يجب عليها لإنه بباسطة خائف من شئ أقرب الى المجهول! أو هو المجهول بأم عينه،خائف من ممارسة دورهُ الحقيقي الذي تمتع به بحكم القانون، خائف من فقدان كرسي السلطة الذي لطالما ضل يحلم بالوصول اليه لإن مكانه بالتأكيد حسينيات كوبنهاگن وجوامع أمريكا وغيرها،خاف من أتخاذ موقف بطولي يحيي فيه اولئك الشباب الذين زج بهم عنوة ودون إرادة في معارك داعش وغير داعش، كما زج بالذين من قبلهم في القادسيات والمقدسات! خائف من صلاته التي ربما أعتقد يوماً إنها ليست السبيل الوحيد الذي يوصلهُ الى الجنة،لكنهُ لايملك الشجاعة لمواجهة نفسهُ قبل مواجهة الأخرين بزيفها،خائف من عذاب منتظر يوم يسائل أمام ربه، لانهُ مقتنع تماماً بعدم محاسبته من زملاء السلطة،عن تلك الطرق الحديثة في إدارة المؤسسات التي فوض بممارستها من قبل سياسي الدلع والهلع،
كفاك خوفاً سيدي الملة، وسيدي المتسول، وسيدي المفتي، وكن لمرة واحدة رجل دولة خجلاً هذه المرة وليس شجاعة، لاني مقتنع تماماً إنك لاتحمل من الشجاعة شيئاً، لأن بأمكانك أن تكون مسؤلاً أو متسولاً في عراق ٢٠١٤ ولكنك لن تكون شجاعاً من وجهة نظر مواطني الصدفة في بلاد أنت وغيرك من دمرها ويستمر بتدمير مابقي من شئ مقدس اسمهُ الوطن….