جريمة القتل قصاصها معروف في جميع القوانين سماويّة ووضعيّة , والعاملون الإيرانيّون الّذين قتلوا في العراق لابدّ ويستحقّ قاتلهم القتل كون القتلى لا ذنب لهم بما يجري في العراق إذ من المؤكّد أنّهم من المغيّبين إعلاميّاً عمّا يجري , وبالتالي فليس لديهم علم بما تفعله حكومتهم من دسّ أنفها وساقيها وذراعيها ورأسها في الشأن العراقي , وبالتأكيد تنقصهم الدراية عن تصرّفات الحكومة العراقيّة وسلوكها السلبي مع طبيعة حياة العراقيين , كما ومن المؤكّد لم يطّلعوا على سجلّ أفعال هذه الحكومة الأسود بحقّ مواطنيها والحافل بما لا يُعد ولا يُحصى من السلبيّات ونهب المال العام والاختراقات الأمنيّة المريعة , فكلّما في الأمر , قيل لهم اذهبوا اعملوا في العراق فذهبوا ! ؛ دخلوا العراق وفي بالهم ديمقراطيّة العراق تنافس ديمقراطيّة سويسرا أو الهند , هذا فقط الّذي وصلهم عن أإوضاع العراق , فدخلوا إليه بفرح يملئ قلوبهم والغبطة والسرور تتملّكهم باعتبارهم سيعملون على أرض الأولياء! حيث إضاعة دقيقة من العمل فيه تعني إضاعة لفرصة من التقدّم نحو الجنّة , فكلّ خطوة باتّجاه الفوز بها بعشر خطوات , وعليه فحسنة العمل في العراق بعشرة أضعاف حسنات العمل في هاواي , وأجر الدولار الواحد فيه تعني عشرة دولارات في شنغهاي , كما ولم يخبرهم أحد على ما يبدو من أنّ بعض العراقيين لا زالت واجهتهم الاجتماعيّة والنفسيّة مخضّبة باللون الأحمر رغم مرور عقدين ونصف العقد من السنين على توقّف الحرب “أو كأنّه تمّت تصفيتهم بمناسبة اليوبيل الفضّي على انتصار العراق على إيران !” , كما ولم يعلموا ولحدّ مقتلهم أنّ عقد الصفقات التجاريّة بين العراق وبين بلدهم ومنذ عشر سنوات وبعشرات التريليونات من الدنانير العراقيّة لا يستفيد منها سوى بلدهم إيران في حين لم يعلموا أنّ العراق بالمقابل لم يصدّر إلى بلدهم طيلة تلك السنوات ولو بضاعة من علبة واحدة من “علج أبو السهم” بدولار واحدا ! وأكيد لا علم لهم بالتالي عن صفقات مشبوهة غير نافعة للعراقيين سوى للبطانة الحاكمة المتسلّطة منها “استيراد الغاز الإيراني” الّذي يطفح به البلد بأضعاف ما تمتلكه إيران ! , علاوةً على أنّ العاملون الإيرانيين لم يعلموا لحدّ مقتلهم رحمهم الله أنّ أعضاء هذه الحكومة قد قدموا مع دبّابة “الشيطان الأكبر” ! , كما ولا يمتلكون أيّ فكرة عن أعراف القبائل العربيّة الّتي تجرّم مساعدة الغزاة وتطردهم من العشيرة إلى الأبد وتتبرّأ منهم إنّ فرّوا من عقوبة القتل والتعزير” ..
لعلّ أكثر ما يحزننا كعراقيين أنّ العاملون الإيرانيّون في العراق أو شرائح كبرى من الداخل الإيراني لا يمتلكون أدنى فكرة عن ما يعانيه شعب العراق من ألم وحسرة وهو يرى بعينيه امواله تُبذّر عبر صفقات لمشاريع تتبنّاها إيران في العراق تجاوزاً على الكفاءات العراقيّة المشهود لها عالميّاً يُركنون جانباً يتحسّرون على تريليونات مكعّبات الغاز تذروها النيران والرياح في بلدهم أمام أعينهم فتستورد هذه الحكومة هذه المادّة من إيران بوقاحة وصلف قلّ نظيرهما ! تقوم إيران بمدّ أنابيب نقل الغاز الموقّع عبر صفقة عقدت غصباً عن مشاعر العراقيين وغصباً عن إرادتهم عقدتها هذه الحكومة الأفسد عالميّاً تُشاد داخل الأراضي العراقيّة وبأيادي عمّال إيرانيّين ! ..
أعضاء الحكومة الحاليّة تمرّسوا كثيراً في المعترك السياسي الداخلي وبعض من “الخارجي” الّذي يخصّ بقائهم في السلطة من عدمه , فعشر سنوات تعلّم “الصخل” وتعلّم من كان حماراً أو بغلاً فنون الحفاظ على المنصب وغن كانت ليست في دماغه مساحة كافية لاستيعابها إلاّ ب”چطل” أو “توصيلة” فكيف ببني آدم كما يُفترض أن يكونوا كذلك من شحم ولحم ودم ودماغ مسجّل فيه أعلى نسب هروب من المدرسة الابتدائيّة وفيه نسب هروب من خدمة علم بلدهم العسكريّة ؟ .. فمن المؤكّد قد أصبح أعضاء هذه الحكومة أكثر تمرّساً من أعنف مافيات العالم في كيفيّة الاستحواذ على السلطة والبقاء فيها بعد أن خبروا كلّ سنتمتراً في دهاليزها .. فعشر سنوات “مو لعبة” ..
جميع العراقيّين لو أجري بينهم استفتاء عن العلاقة المشبوهة بين الحكومة العراقيّة والحكومة الإيرانيّة طيلة سنوات الغزو وما يعانون منه من ابتزاز لمشاعرهم من كلا الطرفين الإيراني والعراقي وأخذت آرائهم حول الجريمة النكراء بقتل الخمسة عشرعاملاً إيرانيّاً لظهرت النتيجة مخيّبة لآمال الحكومتين الايرانيّة والعراقيّة , ليس لعداوة شعبيّة عراقيّة ضدّ الشعب الإيراني بل لأنّ العراقيّون منذ 10 سنوات وهم يرون أموالهم تنهب بالسرّ والعلن ولا يستطيعون فعل شيء للحفاظ عليها حتّى ثورتهم الشعبيّة الّتي أيقظت ما عرف ب”الربيع العربي” صودرت بالقمع والاغتيال وقطع المياه ونثر الغبار بالطائرات على المتظاهرين وبالهرّاوات القاتلة وبالسكاكين “سلطة مو لعب!” ممّا خزّن في نفوس شعب العراق كم من الأسى والألم تكفي للّا أباليّة لقتلى من ملايين من البشر وليس لعشرون فقط ! .. هذه حقائق يدركها جيّدا هؤلاء المسلّطون بلاء على العراقيين من المحميّون بالأقمار الاصطناعيّة الأميركيّة و”بمجسّاتها” الحراريّة , وبما انّهم “تعوّدوا” على رؤية العراقيين من فوق أنوفهم من علوّ مرتفع يرونهم وكأنّهم حشرات ضارّة : “يا ليت يموتون جميعاً ليرثوا ثروات البلد دون إزعاج !” , وبما أنّ رشا البطّانيّات والمسدّسات لم تعد تجدي نفعاً بحسب ما باتو يتوجّسون ذلك , وبما أنّ “الظهر الساند” لهم طيلة هذه العشر العجاف والدماء الّتي حلّت على العراقيين بدأ بالتخلّي عنهم .. إذاً فلا بدّ من < تنبيهه > بتنبيه خاص ومن النوع ال”دموي” , خاصّةً ولم تعد تنفع معهم اللقاءات المباشرة ! , وخاصّةً أنّ وجوههم كانت “ثگيلة” عليهم في الآونة الأخيرة تُنبّأ بأن لا فائدة مرجوّة منها لانتخابات قادمة ! , والتنبيه يفصح عن نفسه : إذا ما غادروا السلطة ؛ “فسيكون القادم أكبر من عشرين قتيلاً بكثير وبكثير جدّاً” ! .. ونحن وفق ذلك هل بإمكاننا أن نتيقّن بما ستؤول إليه مخاوف هؤلاء ولا يحتاج معرفة ردود أفعالهم إلى تنبّأ : “أنّ التعوّد على الجاه والأمر والنهي وعلى الأضواء والغنى وجني الأموال الّتي لا ينقطع جرياناها مع معنويّات الاستعلاء المتدفّق يجعل من المتمتّعون بهذا النوع من التسلّط المفتوح فعل أيّ شيء “يُنبّه الآخرين” عن , لربّما , سيقع ذلك الآخر “المعني” في ورطة ثقيلة إذا ما تخلّوا عنهم , خاصّةً ومن مثلهم وبهذا الكمّ من السنين من التجارب لم يعدمون “التكتيكات” وإدارة الأزمات ! فقد أصبحوا خبراء فيها , خاصّةً وهم يعلمون أنّ العراق خلط حابله بنابله فهو مهيّأ “لتضيع” هذه “الخمسة عشر” مع تلك “الأربعون” فلطالما ضاعت “أصوات وأصوات” في سوق الصفافير لطالما لا زال الفاعل “مجهولاً” ! ..