18 ديسمبر، 2024 11:01 م

تمثال عزيز علي بمبادرة من دار نوّار

تمثال عزيز علي بمبادرة من دار نوّار

الى المبدع جمال العتابي , الجندي المجهول , الذي صاغ – وبمهارة دبلوماسية عالية – هذا الحدث العراقي التاريخي الجميل.
تم ازالة الستار وتدشين التمثال النصفي للفنان عزيز علي بقاعة الرباط في بغداد بتاريخ 23 تشرين الثاني / نوفمبر 2021, وهو اول تمثال يقام في العراق لهذا الفنان الرائد الكبير , الذي كان يكتب كلمات أغانيه ويلحنها ويغنيها بنفسه , انطلاقا من هوايته ليس الا , والذي لم يكسب من تلك الاغاني الرائعة الجمال (من حيث الكلمات والالحان والغناء) شيئا , سوى محبة الناس وكراهية الحكّام , وربما يمكن القول , ان عزيز علي هو الفنان العراقي الوحيد الذي رسم في تلك الاغاني صورة فنيّة (دائمية !) لما يجري في العراق منذ تأسيس دولته قبل قرن والى حد الوقت الحاضر , صورة تدهش كل المستمعين العراقيين قاطبة , بغض النظرعن طبيعة هؤلاء المستمعين وثقافتهم وانحدارهم الطبقي , بل انني سمعت مرة تعليقا (وقبل فترة ليست بعيدة بتاتا) لأحد العراقيين البسطاء عندما كان يستمع الى اغنية لعزيز علي وهو يقول – (يمعوّد هاي اغنية كاتبيها هسّه ويذبّوها براس عزيز علي , لأن يخافون من الحكومه !) .
وقصة هذا التمثال ابتدأت عام 2020 , عندما وسّعت لجنة جوائز نوّار( كانت الجائزة الاولى لتعزيز الحوار العراقي – الروسي والجائزة الثانية للمترجمين العراقيين ) , وقررت تأسيس جائزة ثالثة لخريجي مدرسة الموسيقى والبالية العراقية , وهكذا تم منح تلك الجائزة للفنان عزيز علي باعتباره احد مؤسسي هذه المدرسة ولمساهمته الابداعية بالحركة الفنيّة في العراق , وفي عام 2021 قررت لجنة جوائز نوّار الاستمرار بمنح جائزة تعزيز الحوار العراقي – الروسي فقط , وتحويل الجائزة الثانية والثالثة الى اقامة ثلاثة تماثيل في بغداد لرجالات العراق لمناسبة الاحتفال بمئوية الدولة العراقية , وهم – الفنان عزيز علي و عالم الآثار طه باقر والشهيد فؤاد ابراهيم رئيس قسم اللغة الالمانية في جامعة بغداد . وقد تم فعلا افتتاح تمثال الشهيد فؤاد ابراهيم في كليّة اللغات , ومن المفروض قريبا افتتاح تمثال طه باقر في كليّة الآداب بجامعة بغداد , ولكن تمثال عزيز علي بقي معلقا بشأن مكان اقامته , وأخذ الدكتور جمال العتابي على عاتقه كل المسؤلية بشأن هذا التمثال , فهو الذي اتصل بالنحات المبدع موفق مكي , وهو الذي تفاوض مع وزارة الثقافة حول مكان التمثال , وهو الذي تابع كل مسيرة هذا العمل غير السهل وغير الاعتيادي بتفاصيله اليومية ضمن وضع الادارة العراقية الخاص جدا , واستطاع د. جمال العتابي بخبرته الادارية ودبلوماسيته الرقيقة ومعرفته الواسعة انجاز هذا العمل التاريخي بالنسبة للحركة الفنية في العراق , وتحقيق هدف جائزة نوّار باقامة التمثال النصفي لعزيز علي تخليدا لهذه الشخصية الفنيّة باعتباره واحدا من رجالات الدولة العراقية التي تحتفل هذا العام (2021) بمئويتها.
تصفيق حاد للدكتور جمال العتابي , وللنحات المبدع موفق مكي , ولدائرة الفنون الموسيقية بوزارة الثقافة ومديرها الفنان علاء مجيد , ولكل الذين ساهموا بالحفل الجميل والرائع في قاعة الرباط بتاريخ 23 تشرين الثاني / نوفمبر عندما ازيل الستارعن التمثال النصفي للفنان العراقي الكبير عزيز علي , والشكر الجزيل لكل الاصدقاء الذين ساندوا الفكرة وساعدوا من اجل تنفيذها , ومنهم – د. خليل عبد العزيز وصلاح الماشطة وعلاء المفرجي ود. غازي شريف , وتصفيق خاص للقرار الذي أعلنه السيد مدير عام دائرة الفنون الموسيقية بوزارة الثقافة في الحفل المذكور عن وضع ذلك التمثال النصفي في مدخل مدرسة الموسيقى والبالية , حيث سيقف مؤسس تلك المدرسة العريقة مع أحد الذين درس وتخرّج فيها ليقولا للتلاميذ الجدد – اهلا وسهلا بالاجيال العراقية الجديدة في مسيرتكم الفنية …