17 نوفمبر، 2024 4:45 م
Search
Close this search box.

التجارة الدينية في بلاد الرافدين

التجارة الدينية في بلاد الرافدين

اليوم نرى ان الرجل المعمم في العراق صار يشغل اكثر من منصب فأصبح الرجل المعمم هو القائد لتيار سياسي او رئيس لكتلة برلمانية او مسؤول يشكل القوائم الانتخابية واصبح يشرف على تشكيل الكابينة الحكومية ويقود الجيش ويضع الخطط الاقتصادية ويحدد المناهج الدراسية ويتحدث في الامن والثقافة والتجارة. وعندما يخطأ او يسرق اموال الدولة والشعب او ينحرف فلا يستطيع القضاء محاسبته لانه رجل مقدس ويصبح مجرد انتقاده طريق يفضي بصاحبه الى الموت. اليوم نرى في العراق ان اغلب رجال الدين الذين يرتدون العمائم بألوانها ودرجاتها ومسمياته ومذاهبها ومشاربها وفرقها هم من ألد أعداء ابناء العراق، فهم الذين دمروا المجتمع العراقي ومزقوه الى اشلاء متناحره وزرعوا الفتن الطائفية بين مكونات المجتمع من مبدأ فرق تسد وحولوا الدين إلى سلعة يباع الى من تمعن بتجهيلهم وتغفيلهم وتظليلهم وسرقة أموالهم وإستعبادهم والتحكم السافر بمصيرهم.
أصبح رجل الدين المعمم في العراق هو الامر الناهي وهو المشرع وهو التاجر الذي يبيع ويشتري بمصائر الشعب العراقيين. فالعمائم الطائفية بصنفيها الشيعي والسني صار لها منابر وأصوات ومستمعين ومؤيدين ومليشيات يأتمرون بإمرتها، وما تنفثه من سموم وأحقاد ودعوات لسفك دماء الابرياء وإحتقار وجودهم في كل مكان. واليوم لا يتردد رجال المرجعية في العراق او إيران باستباحة الدم والمال والعرض، فأصبح دم العراقي على العراقي حلال، والمواطن الذي لا يؤمن بما يؤمن بما تؤمن به المرجعية يصبح العدو اللدود لها.
عمائم سوء وثبور وعدوان على القيم الإنسانية والحياة البشرية، فهي تشرك بربها الذي تعبده، وتجهز على دينها الذي تبشر به، وتسمي نفسها ما تسمي، وهي التي تدين بالشر والمنكر والبغضاء والكراهية والعدوانية للناس، وأصحابها يدعون انهم “رجال دين” ولكن ماهم بذلك، فهم عبارة عن رجال أعمال او بالاحرى تجار دين، فهم تجار مارقون البشر الجاهل بضاعتهم، ويدلون الناس بأقوالهم على ما يساهم في تثمير مشاريعهم العدوانية على الدين وأهله، لأن في ذلك ربح وفير لتجارتهم الملعونة المتسترة بالدين، وكل معمم يغني على ليلاه وما أدراك ما هي، وما أكثر أصحاب العمائم وأشدهم عدوانية على ابناء جلدته. فتجار المرجعية لا يحرصون على تعليم الناس القراءة والكتابة وانما يحرصون على تشجيع الجهل والامية والتخلف لانها افضل مستنقع لتكاثر عمائمهم الرجعية المتخلفة. ان تجار الدين يتكاثرون كما تتكاثر الطفيليات بالعيش على المضيف والمضيف هنا هم الناس الجهلة والمتخلفين والاميين، فترى الفساد يتنامى وتسقط القيم والاخلاق كلما عظمت سطوة وعلة شوكت تاجر المرجعية الدينية، فهم يكنزون الذهب والفضة وتزداد ارصدتهم في البنوك والشعب يزداد فقرا وجوعا وجهلا.
ان اول خطوة للخروج من عباءة الفساد والظلم المستشري في البلاد يبدأ بالتخلص من جبروت طغاة المرجعية والتحرر من قبضة العمائم لكي يعيش الشعب العراقي بحرية وكرامة وإلا سوف نصبح نحن وابناءنا كالعبيد والبضائع التي يتاجر بها وحوش المرجعية الرجعية في العراق وايران. ان هجر دعاة الجهل والتخلف وطردهم من عقولنا وبيوتنا ومجتمعنا اصبح امرا حتميا لاننا ان لم نفعل ذلك سوف نكون رعاعا جهلة خانعين قانطين نتوسل ونتودد لعمائم السوء والتخلف ونعزز شرورها فنصبح نحن الغنائم والعبيد والأدوات التي تحقق بها مآربها. يقول احد المفكرين “اذا نزل مؤمن وكافر إلى البحر فلا ينجو إلا من تعلم السباحة، فالله لا يحابي الجهلاء فالمسلم الجاهل سيغرق والكافر المتعلم سينجو”.

 

أحدث المقالات