رداً على الكاتب محمد مختار في مقالته [ألله لايتكلم اللغة العربية]والتي يقول فيها ما مفاده وبسبب اللغة العربية فإن العالم العربي :أقتبس،،بحساب الزمن يقف خارج التاريخ في مجالات علمية مختلفة، وان هناك علوما كاملة لا توجد فيها أى إسهام ولو بكلمة واحدة باللغة العربية… ،،وأن القرآن،، عندما نزل باللغة العربية فهذا تكريم للغة العربية ولكن ليس تقديسا لها، ، وليس هناك دليل على أن الله يتكلم اللغة العربية حتي تحظى هذه اللغة بقداسة دينية،،ثم ليخرج علينا بنتيجة نهائية هي إننا،، لا نملك الشجاعة لنقول بأن اللغة العربية لم تعد صالح للتعلم…،،كتبت هكذا صالح وليس صالحة ثم يواصل فيتباكى على مصير أطفالنا،،هل يمكن أن نظل نعلم أبناءنا باللغة العربية وهم أطفال حتي يكبروا ويجدوا أن اللغة التي تعلموا بها لا تصلح لدراسة كل العلوم التطبيقية وعدد لا يستهان به من العلوم الإنسانية…،،وينصحنا بالنهاية بالتحلي بالتجربة الهندية بتبني الأنكليزية كبديل ونبذ الهندية فيقول،،لقد كانت الهند أكثر شجاعة منا عندما قررت قبل قرن من الزمان تقريبا أن كل اللغات الشائعة في الهند هى لغة ثقافة فقط وأن اللغة الرسمية للتعليم هي اللغة الإنجليزية، وأصبح الطالب الهندي منذ مرحلة رياض الأطفال وحتى الجامعة يدرس مناهجه باللغة الإنجليزية، وبذلك فقد أصبح خريج الجامعة في الهند يقف على نفس عتبة المعرفة مع الطالب الأمريكي والبريطاني وأى طالب يدرس باللغة الإنجليزية،،.هكذا وبكل بساطة يطرح الكاتب سببية تخلفنا هي نتاج تمسكنا بلغتنا وما علينا للخلاص من قدرنا سوى استبدالها باللغة الإنكليزية بصريح العبارة لنصبح حينها على قدر المساواة مع الأمريكي والأنكليزي ونسي أو تناسى هذا الناصح المخلص لأمته بأن شعوباً كاملة في أفريقيا وأمريكا الجنوبية وأستراليا وآسيا فرض عليها المستعمرون لغاتهم كالفرنسية والأنكليزية أو الأسبانية ومنعوهم من التحدث بلغتهم الأم فما زادهم ذلك إلا تخلفاً على تخلفهم الأول وتسبب في ضياع هويتهم وتراثهم ـ
قدسية اللغة العربية عند المسلمين لاتعود لكون ألله لغته العربية أو الهندية وإنما لأن القرآن الذي يعتبرونه كلاما ربانيا منزّل جاء بلسان عربي مباشرة ولم تتم ترجمته للعربية من لغة أخرى وهذا يعني بلا شك لو كنت مؤمنا إن ألله يتحدثها هي وغيرها فهو القادر المقتدر ولكن ميزها بالإختيار لأنها ثرية ذات قدرة فائقة لبناء جمل تعبر عن معاني وأفكار ومشاعر تعجز عنها اللغات الأخرى. هذه اللغة التي تعتبر من أقدم لغات الأرض وأثراها ولازالت تثري يوماً بعد يوم بالمفردات والتعابير المولدة من صلب إحتياطيها اللغوي المليوني بسبب مرونة إشتقاقاتها وأصالة مصادر مفرداتها ولايمكن أن تنافسها في هذا المضمار لغات أستحدثت من خليط من عدة لغات ولايتجاوز عمرها بضعة قرون .نعم هناك صعوبات لغوية كما في كل لغات العالم وهذا متأتٍ من أصالتها وعمق جذورها وليس من فقرها ،نعم يتوجب تحديث مناهجها التعليمية لتواكب عصر السرعة وهذا ما تقوم به سائر اللغات الأصيلة كالصينية مثلا ًونعم أن تسعى لجان مختصة كافية وأول بأول لتعريب المصطلحات العلمية شأنها في ذلك شأن الكثير من الشعوب التي تعتز بلغاتها وتداريها لتكون مواكبة للتطور العلمي المتسارع فحتى اللغة الفرنسية أو الألمانية تألمن ما هو أجنبي والفرنسية تفرنس ما إستحدث من مصطلحات جديدة وكذلك جار العمل في إنكلترا والولايات المتحدة فهل في ذلك إنتقاص لأداءها ويستوجب هجرها؟ثم خلافاً لما يصوره الكاتب من عدم قدرة العربية في أن تكون لغة معارف علمية حديثة فإن جل المواد العلمية في المدارس والجمعات تدرس بالعربية ففي سوريا مثلاً يتم دراسة الطب بالعربية . نتسائل مندهشين لمذا يريدنا الكاتب أن نتخلى عن لغتنا التي يتحدث بها من الخليج للمحيط أكثر من 400مليون عربي ، في الوقت الذي تقوم فيه بعض الشعوب إعادة الروح للغاتهم الميتة رغم كل الصعوبات. لاشك بأن بإمكاننا تعلم لغات أخرى ولكننا نستغرب هذا التركيز من بعض الكتاب في الإنتقاص من لغتنا والذهاب لحد الدعوة العجيبة والمثيرة للسخرية لنبذها ، تلك اللغة الرائدة الواسعة البليغة والجميلة وإستبدالها بلغة أخرى بسيطة التركيب نجاحها جاء بسبب بساطة مكوناتها شأنها شأن الوجبات السريعة التي غزت العالم ببدائيتها وردائة مكوناتها وسهولة إعدادها مقارنة بالمطبخ الأصيل وصعوبة تحضير وجباته والتي تعبر عن أرقى ما وصلته أذواق البشر عبر الزمن في فن الطبخ ،فهل يتوجب العزوف عن لغة أصيلة ثرية ومرنة لمجرد أنها لاتوافق ذوق من لايتقنها وتعود على ما يتناوله من وجبات سريعة مستوردة .