(1)
ترتهن اقدار الشعوب، برجال فائقي القدرات، ينتشلونها من الظلمات الى النور، وهو دور تنيطه المراحل، بمن يستوفون اشتراطات التحول، من فرد وسط المجموع، الى منقذ شعوب، ترشحه المرحلة للتاريخ.
والعراق رعف رجالا استشهدوا في معتقلات الطاغية المقبور صدام حسين، او قتلوا خلال حروبه الهوجاء والعقوبات الدولية التي جرتها حماقاته علينا.
هؤلاء الرجال، لو لم يبددهم صدام، ومن قبله السياسة العراقية الخرقاء، كان بامكانهم ان يسيروا بالبد الى قدر آخر، غير ما انكفأ عليه الآن.. علما واقتصادا واكاديميا وسلوكيا، في مفازات الحضارة كافة.
أما وأننا نرتع في مستنقع التخلف أرثا عززه من جاؤوا بعد الطاغية صدام؛ فلا بد لنا من الاعتصام برجال يقومون المرحلة، تخففا مما علق بها من آثار الحروب والحصار والارهاب وسوء ادارة البلاد.. من قبل ومن دبر.
لذا اجد في ما قدمه آية الله محمد اليعقوبي والسيد هادي العامري، من عطاء للعراقيين، قبل 9 نيسان 2003 وبعدها، من يؤشرهما، إنموذجين من رجال قادرين على حسن التخطيط ودقة التنفيذ ارتقاءً بالعراق.
(2)
فاليعقوبي.. تلميذ الامام الشهيد محمد محمد صادق الصدر، ومؤتمن اسراره، الرجل الثقة الذي لم يحد عن سبيل امامه وهو يبشر به حاملا لمستقبل التغيير، ابان استحكام الطاغية المقبور من السلطة.
اما اليعقوبي موضوعيا، فهو الثقة المزكى من رجل ليس سهلا الوصل الى مكامن علمه، ما جعل اليعقوبي مدرسة في العلم والجهاد.. مقارعا اعتى طاغية في الزمان، ومنتصرا عليه بالحق من دون دعامات مادية ولا عسكريا ولا تعبوية.
ما زال محمد اليعقوبي، ثابتا محوريا، لموازنة الدين والدولة والعمل السياسي، بمحاربته الفساد تفوقه في نيل ثقة الناس خلال الانتخابات النيابية وانتخابات مجالس المحافظات؛ بما وهبه الله من كاريزما متوهجة وحضور فاعل..شعبيا باكتساح ايجابي لقناعات الناس يمثلها ويحمل همها، بتأمل وهدوء.
(3)
والعامري، استنادا الى ثقة الناس بشخصه قبل سقوط الطاغية وبعده، أختير قائدا لمنظمة بدر التي قارعت النظام البائد حتى تهاوى، من الداخل قبل نفاذ قوات الائتلاف الدولي، تكسر قشرة نظام ما عاد جوهره لب.
فـ (بدر) التي اسسها الشهيد آية الله محمد باقر الحكيم (قدس سره) ما زالت القبلة التي يئمها المتهجدون في محراب الولاء لله والوطن والذات، يجدون نوازع منطقهم العقلي فيها.
فهو تلميذ نجيب للشهيد الحكيم.. نعم الاستاذ ونعم التلميذ.. اختير.. بعد 2003، عن جدارة.. رئيسا لمنظمة بدر، تحث همته الآخرين على ذلك من دون مسعى منه لمنصب قدر ما ينهمك في العمل تفانيا لا يريد منه جزاءً ولا شكورا.
انه عصامي عظامي؛ فضلا عن صفات شخصه فائق الايمان والجهاد والعقل السياسي المجيد في ادارة ملفات الدولة؛ فهو سليل البو عامر ملء فضاءات العراق اثيرا، علمته الكرم فصار جبلة فيه والاخلاق القومية سلوكا تلقائيا.
نجح هادي العامري في العمل وزيرا للنقل، ارتقى باداء الوزرة وحل المعضلات العالقة بينها ودول العالم كافة، منذ غزو الطاغية المقبور صدام حسين لدولة الكويت الشقيقة.
(4)
طبتما مقاما.. محمد اليعقوبي وهادي العامري، حيثما وليتما وجهيكما في الجهاد والعبادة والعمل المدني لبناء دولة السلام في عراق تشبع بالخوف مثل اسفنجة منقوعة بالدم.