التقرير وتفاصيله التي جرى اعلانها وترجمتها , كان متوقعاً للكثيرين , وكان صادماً لبعض الآخرين . واشرنا مساء امس أنّ مندوبة الأمم المتحدة في العراق معرّضة لإتهاماتٍ واتهامات من قبل القوى الرافضة لنتائج الإنتخابات , وهذا ما حدث بالفعل بعد ساعاتٍ لما اشرنا اليه حيث تعجّ العديد من وسائل التواصل الإجتماعي بكَيل مختلف الإتهامات للسيدة بلاسخارت , وهذا أمرٌ لم يفاجئ الأوساط الصحفية ولا حتى عموم الرأي العام , وهو يمثّل ردّ الفعل الآني – السيكولوجي لذلك . بَيدَ أنَّ التريّث التكتيكي للأحزاب والفصائل المنددة بتقرير المندوبة الأممية هو سيّد الموقف الحالي , الذي يصعب قياس مفعوله وصلاحيته مسبقاً او حالياً.
الموقف من التقرير الآنف الذكر يعتمد على ردّ او ردود < الأفعال العملية > للأطراف التي تشكّل ” الإطار اتنسيقي ” او بعضها على الأقل , وليسَ متوقعاً او منتظراً أن تظهر معالمه في وقتٍ قصيرٍ او سريع , اذا ما كان خارجاً عن مسار البوصلة السياسية ومتطلباتها < بغضّ النظر أنّ الوضع الدولي والإقليمي لا يساعد على ذلك بتاتاً > , ولابدّ من مروره في حالة التخمّر وتفاعلات الإعداد والصياغة المناسبة مع اعتباراتٍ اخرى تتعلّق بقيادات احزاب الإطار التنسيقي وفصائلها المسلّحة .
لاتوجد ايّة استقراءاتٍ آنيّة للجوء الى العنف من قِبَل القوى السياسية ” وغير السياسية ” , سيّما أنّ الطائرتين المسيّرتين التي قصفت منزل الكاظمي قد تسبّبت بردود افعالٍ دولية هائلة بما يحول دون تكرارها او ما يرادفها , ولم يعد ذلك ليخدم اهداف الجهة التي تولّت القيام بذلك الحدث , ويؤخذ بنظر الإعتبار أنّ الجانب الإيراني قد اعلن عن تأييده لنتائج الأنتخابات منذ نحو اسبوعٍ ونيف , كما أنّ الولايات المتحدة قد برّأت الإيرانيين من علاقتهم بتلك المسيّرتين ” الدرونز ” , وما نشير له لهذا الحدث السابق , فإنّما لما قد يتحكّم بالقيود المفروضة او المفترضة بأيّ ردّ فعلٍ قد يكتسي او يصطبغ بإمكانات اللجوء الى العنف افتراضاً , وكإشارةٍ لابدّ منها , بالرغم من أنّ خريطة الأحداث في العراق لا تستبعد كلّ الإحتمالات , وحتى سواها .!
الشيء المرجّح اكثر من سواه , وكخطوة اولية واساسية , هو قيام اطراف من قيادات الإطار التنسيقي بإجراء جولة مفاوضات مع التيّار الصدري لمحاولة استقراء طبيعة تشكيل الحكومة الجديدة , وما الحصّة المحتملة او المفترضة لتلك الأحزاب المعارضة في تلك التشكيلة , وخصوصاً للتعرّف على رئيس الوزراء القادم , وهل سيكون السيد الكاظمي رئيساً لها ! او سواه , ومَنْ هو المؤهّل المفترض لذلك .!
هنالك مساحة زمنيةٌ ما للإبقاء على الحكومية الحالية , الى حين البتّ في الأمر , وقد تطولُ قليلاً او اكثر .!