في ازمة هطول الامطار الكثيفة على بغداد والمحافظات في الاسبوعين الماضيين برزت بقوة ظاهرة تصوير المسؤولين من جميع الكتل السياسية وهم يصطنعون نزولهم إلى الشارع لسحب مياه الامطار ويلبسون البدلات الخضراء والصفراء و”الجزم ” ومعهم حمايتهم ومدراء مكاتبهم ومصورينهم واتباعهم من الفسبوكين وآليات كتب عليها لـ”تصوير فقط ” .
أول من ابتكر ظاهرة النزول إلى الشارع محافظ العمارة علي دواي وكانت وقتها ظاهرة ملفته لان اغلب المسؤولين انعزلوا عن مجتمعهم واحاطوا انفسهم بحمايات ومصفحات لااول لها ولا آخر .
لاقت هذه الظاهرة استحسان عدد كبير من العراقيين استنسخها بعده اغلب المسؤولين في المحافظات حتى تحولت البدلة الزرقاء و”الجزمة ” إلى ظاهرة تصويرية،اعلانية فقدت هيبتها وطلتها الاولى ووصلت إلى حد المبالغة والتلاعب بمشاعر الفقراء،مايجدر الاشارة له إنه من يظن إن مثل هذه الصور ستستهل عودته إلى موقعه ، فإنه حتماً واهم. هذا زمن ولى إلى غير رجعة ولم تعد الافعال الاصطناعية تمرر على العراقيين واصبح معيار العودة إلى المنصب من يثبت كفائته في عمله مثلا كمحافظ أو كرئيس مجلس وليس كعامل بناء أو مجاري وسيعده الناخبون مرة آخرى إلى سدة الحكم والسلطة.
من يريد أن يكسب الاصوات عليه وعطف الناخبين عليه أن لاينفخ في أبواق مغازلة الفقراء ويلتقط صور عمال المجاري والبناء، عليه ان ينشغل في التخطيط والبناء ومتابعة المشاريع المتلكئة بصورة جدية ،وعليه ان يطور نفسه إداريا ومهنياً ويفكر في أن تنتهي مهامه وقد انجز المشاريع الخدمية بكل صدق وأمانة ،فكروا أن تكون علاقتكم مؤسساتية تدار الازمات بعلاقنية، في مشكلة هطول الامطار الاخيرة قضى المسؤولون في امانة بغداد والمحافظة نصف وقتهم في تراشق الاتهامات وقذفها على هذه القناة وتلك ، في الوقت الذي كان يفترض بهم أن يجتمعوا ويرفعوا تنسيقهم لحل الازمة وتقليل الضغوط على العوائل البغدادية بعيدا عن الخطب الرنانة والاتهامات.
ياسادتي ، لانريدكم أن تلبسوا البدلات الزرقاء و”الجزم”،مالم تحملوا عقولاً راغبة في البناء والتطوير الحقيقي لا نريدكم أن تنشغلوا في المظاهر والصور التذكارية ، نريد عقولاً تفرق بين شغلها السياسي وبين وظائفها الحكومية، عقولاً متنورة تؤمن بـأن للمواطن سيادة وحضرة في الواقع لا في الورق والإعلام .
من العيب أن تستغل معاناة المواطنين وفيضان بيوتهم وتدخل ضمن الاجندات السياسية والمزايدات بين الاحزاب، ثم ماذا تريدون أن توصلوا للمواطن لو لبستم البدلات بانواعها والوانها ” الجزم ” وقضيتم في عمل ممكن أن يؤديه اي شخص. ، هل تعدون هذا انجازا يحتسب لكم وأنتم تعيدون اكثر من 60% من موازنات المحافظات إلى خزينة الدولة ؟
صدقوني الشعب يريدكم بناة حقيقيين ، تعملون باستتراتيجة واضحة لتقديم الخدمات له ويريد ايضا اسقاط “الجزمة ” وملحقاتها !.