كلما حاولت تجنب الخوض في قضية مانتجت عنه الانتخابات الاخيره يعيدني لها اما متسول اتخذ من أحد التقاطعات ساحة يقرأ فيها محفوظاته من الأدعية والتوسلات التي يستدر بها عطف العابرين من أجل دراهم معدودات متناسيا ان الحكمة تقول : ( عجبت لمن لا يجد في بيته قوتا ولم يخرج على الناس شاهرا سيفه ) علما ان ما يشاع عن أغلب المتسولين انهم ينخرطون في عصابات ومافيات تدير شؤون المتسولين وتحدد المناطق التي يتواجدون فيها وتحميهم من سطوة الشرطة والعصابات الأخرى مقابل مشاركتهم في ما يحصلون عليه من مال .. او يضعني في اتونها مخمور لفظته إحدى الحانات الرخيصة الى رصيف قريب منها او إلى أريكة مقهى عتيق بعد أن ملا جوفه من خمرها الرخيص وعجز عن دفع الثمن ولما استقر به الحال في موقعه الجديد أطلق شتائمه المقذعة على أمريكا وإسرائيل ودول الجوار حسب انتمائه الطائفي وختم ما بدا به بشتم أحد الطرفين اما الذبول وأما العملاء او يعيدني إليها مرغما أحد العاطلين الذي تلتقطهم القنوات الفضائية من زوايا الاهمال وتتكفل بوضع ( سترة ) على أكتافهم وربطة حول أعناقهم وتحفظهم كلاما يرددونه عبر اثيرها ولا يهم إن حمل هذا الكلام واقعية او كان فانتازيا محضة المهم يتكلم بما حفظوه ويحصل على ثمن بخس وفتات مائدة .. وهناك أصناف غيرهم بدأ من ببغاوات السياسة مرورا بتجار المقاولات وعشاق الظهور وصولا الى الملكيين أكثر من الملك نفسه مع علمهم جميعا ان اللعبة تدار من الخارج وان أمريكا لا يهمها العراق الا بقدر ما يتعلق الأمر بها وان اسرائيل تقبض عن مايكيلون لها من شتائم ثمنا مجزيا مع ان العراق لم يكن يوما في حساباتها لا الانية ولا التي على الامد البعيد وان دول الجوار لايهما الا ان يبقى العراق مستباحا لها وساحة تصغي بها حساباتها مع بعضها حتى وإن كانت على حساب دماء من فيه وسوق تصرف به بضائعها التي أدار لها العالم ظهره وما يحز في النفس ويولد غصة في القلب ان كل هؤلاء الذين يحسبون على المسكين العراق يتظاهرون بحب الوطن والاستعداد للدفاع عنه ويعتبرون شتمهم لأمريكا وإسرائيل ودول الجوار وقتل بعضهم البعض هو جزء من حربهم الوطنية المقدسة متناسين ما أخبرهم الكتاب المقدس عن الله سبحانه .. ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .