18 ديسمبر، 2024 10:09 م
لا أعرف لماذا هكذا الناس يتهافتون على مال لا يأخذون منه شيئاً معهم إلى المقبرة !؟..
تابوتهم مستعار من المسجد و كفنهم صدقة جارية من مبرّة المغتسل ربّما .. السيارة التي تحمل النعش لشخص يرجو الثواب ربّما..
ملابسهم الكفن ؛ فكل ملابسهم تركوها في الكنتور ..  لم يبقَ سوى عريهم الذي ولدوا عليه..
الصراخ مختلف فقط..
فالصرخة الأولى كانت منهم ؛ لكن الصرخة الأخيرة من أهلهم .. سرعان ما تتوقف و تعقبها ضحكات على ميت تهافت على مال صار لهم .. هم سيتركونه أيضا..
لا يبقى سوى وجه ﷲ !..
انظروا إلى أموالكم أين تذهب في حياتكم لكي تعرفوا ما هي إلّا وسيلة متداولة ليست لأحد من البشر..
انظروا إلى مرتباتكم الشهرية و أجور أعمالكم اليومية و ما يقع بأيديكم من مكسب أين يؤول..
تذهب إلى البقال فتعطيه
تذهب إلى الطبيب فتعطيه
تذهب إلى البزاز فتعطيه
تذهب إلى عملك تدفع أجرة التاكسي
تذهب إلى المطعم تدفع
تسافر تصرف .. طائرة .. فندق
الطبيب يأخذ منك يعطيها إلى مالك البناية التي استأجر منه عيادته.. يعطي إلى كل الذين أنت تعطيهم..
البقال يعطي إلى الطبيب..
سائق التاكسي يعطي لمحطة الوقود..
صاحب محطة الوقود يعطي للعمال.. العمال يعطون إلى كل الذين أنت تعطي..
وهكذا..
لم يبقَ مال لك مهما اكتسبت.. مهما كدحت..
المال لا يبقى بيديك .. المال يشبه الهواء..
أنت تتنفس الهواء لكنك تزفره .. تأخذه النباتات..
ثم تعطيك الأوكسجين هي.. وهكذا..
حتى المال الذي وصل إلى يديك في الدنيا لم يبق بيديك.. يذهب إلى من يبيعك دار .. يذهب إلى من يبيعك سيارة .. ثلاجة.. مكيف .. طباخ.. مبردة..
التاجر الذي يأخذ فلوسك يعطيها إلى الطبيب.. يعطيها إلى بناته .. بناته يعطينها إلى أزواجهن.. أزواجهن يشربون بها خمر و ينفقونها على العاهرات في الملاهي الليلية ثم يعودون في ساعة متأخرة من الفجر ليسبوك عند صلاة الفجر ، لأن إبنتك لم تهيئ لهم الفراش و لم تساعدهم على نزع ملابسهم الملطخة بأحمر الشفاه والمبللة بالمشروبات الكحولية النتنة!!!