-سعد! هل لي أن أسألك عن أمر لفت انتباهي؟
-تفضل ماذا هناك؟
-وجدتك تطيل الجلوس هنا لوقت متأخر من اليوم!
-وماذا في ذلك؟ هل يزعجك هذا الأمر لا سمح الله؟
-لا، ليس الموضوع كما فسرته، فسؤالي من باب حرص واهتمام إن كان هناك أمر يزعجك، وتريد المساعدة أساعدك في حل معضلتك يا صديقي.
-لا عليك كل ما في الأمر أنني أهرب من الجحيم الذي أعيشه كل يوم.
-جحيم؟
-نعم جحيم! أصبحت الحياة الزوجية بالنسبة إليّ سجناً مؤبداً.
-هل توضح لي ما تقصد بهذه العبارات المبطنة؟
-لأخبرك عن قصتي، ربما تجد لي حلاً!
كل يوم، بعد يوم متعب في العمل أرجع إلى البيت لتستقبلني زوجتي برشقات من القبلات.
أستغفر الله!
تقابلني بقصف من الشكاوي والتذمر والنكران، وحينما أهرب لغرفتي تفادياً مني للتصادم بعض الوقت، تجهز الغداء لتسمم بدني قبل نفسي بطلبات لا تنتهي!
وبعد هذه الوجبة الدسمة نجتمع لنحتسي بعض الشاي والقهوة المرة، بسلاطة اللسان،
ويجب علي أن أستمع إلى حديث لا نفع منه ولا يربطنا بصلة، حيث الحديث يدور حول حقيبة وفستان وسفر
تلك الصديقة.
لم تسألني عن أحوالي، لم تقل زوجي ماذا أتعبك خارج البيت؟ ماهي الصراعات التي خضتها لتوفر لنا لقمة العيش؟
وإذا ناقشتها في أمر مشترك قالت: أنت لا يعجبك العجب، وأنت لا تقدّر تعبي، أنت غير مبالٍ ولا تهتم بي!
وهذا ما أسميه: خير الدفاع الهجوم،
فزوجتي تطبق مقولة: أقرب طريق لقلب الرجل معدته!
وهذا سبب إصابتي بعسر الهضم، ويدور اهتمامها نحو ذلك، ولا أريد أن أخبرك بأن الهروب أصبح مريحاً لي بعض الوقت،
لأتجهز لحملاتها الهجومية لليوم التالي.
زينتها تتضح وتعلو بشرتها وتتغير حلتها لتصبح وردة يحيطها عطرها فقط حينما تخطط لزيارة صديقة، أو تذهب لحضور مناسبة. وقبل أن أعلق تبادرني: شايف كل هذا لك
أنا المحروم من كل ذلك.
زوجتي تشاركني الاسم والدار والحياة دون أن تشاركني تفاصيل مشتركة، غير أنها تجيد الهجوم وعيش دور المظلومة وسط مجتمع ذكوري متسلط!
هل تجدني محقاً بالهروب لأجد بعض الراحة؟
زوجتي اختاري الوقت والمكان المناسبين لشكواكِ.
اسمعيني..
خففي عني تعب السعي خارج الدار وهمّه!
تجمّلي لأجلي..
شاركيني اهتماماتي..
لا تجعلي الأمر (من هو المنتصر)
اجعلينا نحن المنتصرين!
زوجتي هل تسمعينني؟