يبدو إن أمر الحشد الشعبي بات مصدر قلق للجميع، إذ إن هذه القوة أصبحت تخضع لقرارات سياسية وإستغلال واضح للمجندين فيها. وحسب رؤية بعض القوى إن الحشد قد ينحرف عن مساره الوطني ويعزى السبب في ذلك لمطامع القيادة المسيطرة على هيأة الحشد الشعبي سعياً منها للحصول على مكاسب سياسية، وهذا ما نراه من تظاهرات مدفوعة بعد خسارة الفصائل المسلحة في الانتخابات.
كل من يعتقد ان حَل الحشد الشعبي أمر يسعى إليه السيد مقتدى الصدر، واهم جدًا، بل على العكس تماماً، إذ يرى الصدر في الحشد مكسبا سياسيا بالغ الأهمية، وأعتقد انه بالنسبة للكتلة الصدرية أهم من منصب رئيس الوزراء، حيث يُنظر لهذه المؤسسة بأنها صندوق انتخابي مضمون وقوة ضرورية لتعزيز الوجود كما إنها قوة تنهي الخصوم السياسيين فيما لو تم إحكام القبضة الصدرية عليها، أما الخطوات التي أعلن عنها الصدر في خطابه الأخير لا تعدو عن كونها ” شو ” سياسي ليس أكثر.
بين الحصول على رئاسة الوزراء والظفر بمؤسسة الحشد ستكون مناورات الصدر قائمة ودائمة وهو في كلا المكسبين متمكن جداً خاصة وانه يعتبر الفائز الاول في اخر انتخابات اُجريت في العراق وليست الأخيرة. كما إن الصورة الدينية التي يتمتع بها تسهل له الطريق لذلك.
على الأغلب الأعم سيكون الحشد الشعبي في قبضة مقتدى الصدر، وصحيح ان هذا الأمر سيقطع أذرع ايران المسلحة في العراق نوعا ما ويحد من نفوذها إلا انه سيخلق خطراً من نوع آخر في المستقبل قد لانجد من يجرؤ على إقافه.