وكالات – كتابات :
نشرت مجلة (فوربس) الأميركية مقالًا، لـ”ديفيد هامبلنغ”؛ مؤلف كتاب: (أسراب القوات: كيف تغزو الطائرات الصغيرة المُسيَّرة العالم)؛ والمتخصص في الكتابة عن النُّظم غير المأهولة، ناقش فيه طلب الشراء السعودي الأخير لصواريخ (إيه. آي. إم-120 أمرام) اللازمة للتصدي للطائرات المُسيَّرة التي يُطلقها “الحوثيون”، مُشيرًا إلى أن “الحوثيين” يكلفون “السعودية” كثيرًا؛ إذ تضطر المملكة إلى استخدام صواريخ باهظة التكلفة ضد طائرات حوثية زهيدة التكلفة.
وفي مطلع مقاله؛ يُشير الكاتب إلى أن مكافحة الطائرات المُسيَّرة، المنخفضة التكنولوجيا؛ بصواريخ (جو-جو) يُعد تكتيكًا مكلفًا – لكن “السعودية” قد لا تكون قادرة على التخلي عن إسقاط الطائرات المُسيَّرة التي لا تتجاوز تكلفتها ألف دولار بصواريخ يبلغ سعرها ملايين الدولارات.
وأعطت “وزارة الخارجية” الأميركية الضوء الأخضر لطلب شراء من “السعودية”؛ للحصول على: 280 صاروخ (جو-جو) متقدمًا متوسط المدى؛ المعروف باسم: (AMRAAM)، والمعروف اختصارًا باسم: (إيه. آي. إم-120 أمرام)؛ بقيمة: 650 مليون دولار.
لتعويض ما استنفزته السعودية من قوتها العسكرية..
والصواريخ الأميركية الصُنع مطلوبة لتجديد مخزون الصواريخ التي استُنفِد بسبب جهود إسقاط الطائرات المُسيَّرة التي تُطلقها قوات “الحوثي” في ”اليمن”، والتي كانت فعَّالة للغاية في إصابة أهداف في “السعودية”، من بينها طائرة ركاب في “مطار أبها”؛ في آب/أغسطس الماضي.
وتغطي الموافقة على المبيعات العسكرية الخارجية، التي أعلنت عنها “وكالة التعاون الأمني الدفاعي” الأميركية، (دسكا)، في 04 تشرين ثان/نوفمبر، ما يصل إلى: 280 صاروخًا من طراز (إيه. آي. إم-120 سي-7).
ووفقًا لما نقلته مجلة (غينز) العسكرية، قال المتحدث باسم “وزارة الخارجية” الأميركية: “لقد شهدنا زيادة في الهجمات عبر الحدود ضد السعودية على مدار العام الماضي. وصواريخ (إيه. آي. إم-120 سي) السعودية، التي نُشِرت على الطائرات السعودية، كانت فعَّالة في اعتراض الهجمات المستمرة، (بالطائرات المُسيَّرة)”. ويهدف طلب الشراء إلى ضمان تزويد: “السعودية بالوسائل للدفاع عن نفسها ضد الهجمات الجوية للحوثيين المدعومين من إيران”.
التكلفة الباهظة لضرب أهداف زهيدة القيمة..
يُلفت “هامبلنغ”؛ إلى أن صواريخ (أمرام) فعَّالة في القضاء على الطائرات المُسيَّرة البطيئة؛ التي تُحلِّق على ارتفاع منخفض، والتي يُرسلها “الحوثيون”، وقد نشرت القوات السعودية عديدًا من مقاطع الفيديو التي تُصور عمليات اعتراض هذه الصواريخ على الإنترنت. إن مشكلة استخدام مثل هذه الصواريخ ضد طائرات “الحوثيين”، المنخفضة التكنولوجيا، التي تُصنَّع في مصانع بدائية؛ هي أنها تضعك في الجانب الخطأ من منحنى التكلفة.
وهذا شكل من أشكال الحرب غير المتكافئة: بتكلفة قليلة جدًّا يفرض “الحوثيون” تكاليف باهظة على خصومهم السعوديين.
صاروخ بـ 3 ملايين دولار لإسقاط طائرة بألف دولار !
وألمح الكاتب إلى أن المشكلة كانت معروفة منذ وقت بعيد. وفي عام 2017، أسقطت دولة حليفة لـ”الولايات المتحدة”، غير معلوم اسمها، مروحية رباعية مُسيَّرة صغيرة تكلفتها نحو ألف دولار بصاروخ (باتريوت) سعره ثلاثة ملايين دولار.
و(أمرام)؛ ليس أرخص بكثير. وفي حين أن صفقات الصواريخ تشمل عادةً التدريب والدعم وقطع غيار الصيانة والإضافات الأخرى، ولكي نُحدد رقمًا أوليًّا لها، فإن تكلفة الدفعة الأخيرة من صواريخ (أمرام) ستبلغ أكثر من: 2.3 ملايين دولار مقابل كل صاروخ يُطلق.
وهذه الصفقة ليست سيئة على وجه التحديد؛ إذ عندما اشترت “المملكة المتحدة”: 200 صاروخ (أمرام)، في عام 2018 – هذه المرة الإصدار (دي-D) الأكثر تقدمًا – كانت التكلفة أيضًا: 650 مليون دولار، أو أكثر من: 03 ملايين دولار لكل صاروخ. ووافقت “اليابان” على دفع نحو مليوني دولار لكل صاروخ من دفعة من صواريخ (أمرام)، في عام 2018. ويبدو أن “كندا” دفعت أكثر من ذلك مقابل الصاروخ، إذ ذُكِر أنها دفعت: 140 مليون دولار؛ مقابل: 32 صاروخًا فقط، في عام 2017، أو أكثر من: 04 ملايين دولار لكل صاروخ.
“الحوثيون” يصنعون الطائرات المُسيَّرة..
وأشار “هامبلنغ”؛ إلى أنه على الجانب الآخر، توجد طائرات “الحوثي” المُسيَّرة، ومنها سلسلة (صمد) البعيدة المدى. وهذه الطائرة قادرة على إلقاء القنابل بدقة النظام العالمي لتحديد المواقع (جي. بي. إس)؛ على هدف على مسافة: 1500 كيلومتر أو أكثر، وهذه المركبات البسيطة يقل امتداد جناحيها عن خمسة أمتار وهي مبنية بإلكترونيات تجارية. وتُقدَّر تكلفتها ببضع عشرات الآلاف من الدولارات، ويتفاخر “الحوثيون” الآن بإنتاجها بأعداد كبيرة، على الرغم من اعتمادهم على المساعدة الإيرانية اعتمادًا كبيرًا على ما يبدو.
ويستخدم “الحوثيون” أيضًا مجموعة متنوعة من طائرات (كاميكازي) الهجومية الأصغر حجمًا، من بينها: (قاصف-2كي)، المصممة لتنفجر في الجو وترسل شظايا قاتلة على مساحة واسعة. وإحدى الطائرات المُسيَّرة، التي أطلق عليها “الحوثيون” اسم: (راصد)، هي في الواقع طائرة مُسيَّرة من طراز (سكايووكر إكس8)؛ التي أعيدت تسميتها – للهواة يمكنك شرائها في شكل مجموعة عبر الإنترنت مقابل نحو: 150 دولارًا.
لقد رأى المحللون العسكريون الأميركيون بالفعل كيف يمكن للطائرات الصغيرة من دون طيار أن تضعهم في الجانب الخطأ من منحنى التكلفة. وهذا جزء من حملة (البنتاغون) لأسراب الطائرات المُسيَّرة والطائرات المقاتلة من طراز: (لويال وينغمان) المُسيَّرة من تصنيع شركة (بوينغ) التي لا تكلف سوى بضعة ملايين بدلًا من عشرات الملايين التي تتكلفها الطائرات المقاتلة.
البحث عن دفاعات منخفضة التكلفة..
وأكد الكاتب أن الدفاعات المنخفضة التكلفة ضد الطائرات المُسيَّرة هي البداية بطبيعة الحال، وهناك كثير من العمل في هذا الاتجاه. وفي غضون ذلك، يبدو أن السعوديين راضون عن دفع مليوني دولار مقابل الصاروخ. وما لا يستطيعون تحمله هو اختراق مزيد من الطائرات المُسيَّرة لدفاعاتهم، أو إصابة الطائرات التجارية، أو الإضرار بمنشآت “النفط”، أو إشعال النار في ناقلات “النفط”.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: وفي هذه الحرب غير المتكافئة، يبدو أن جميع المزايا تميل إلى جانب “الحوثيين”. وحتى الآن يمكن للسعوديين تحمل البقاء في اللعبة، على الرغم من أن رعاة “الحوثيين” الإيرانيين قد يكونون حريصين على زيادة وتيرة الأمور بالنظر إلى النتيجة التي يحققونها. وفي الوقت الحاضر، يمكن للمملكة الصحراوية الغنية أن تتحمل تكلفة اصطياد الدجاج باستخدام طلقات من الذهب – ما لم يرتفع عدد الطائرات القادمة من دون طيار ارتفاعًا كبيرًا.