قرار الاحتلال للعراق الذي اتخذه الاميركان لم ياتي صدفه او نزوة بل خضع للتخطيط والتوقيت والاستحضارات الدقيقة وحتى ينجح هذا الاحتلال لابد من التنسيق مع اهم جهة حاكمة للشارع (الشيعي) متمثلة (بمرجعية السيستاني) بعد ان قرر المحتل دخول العراق من جهته الجنوبية متمثله, وهذا ما كشفته لنا مذكرات الحاكم الاميركي بول بريمر وصفقة 200 مليون دولار التي دفعها وزير الاميركي رامسفيلد للمرجعية! مما مهد الاجواء لتمرير (العملية السياسية الباطلة) التي نال رضا المرجعية بفتوى عدم التعرض للاحتلال ووجهة بالتصويت على دستور بريمر (بنعم)!! ليكون بداية لمشروع (محو العراق) بدعم كامل من المرجعية مقابل تامين مالي وعسكري للمرجعية وهذا واضح اليوم من عقارت واستثمارات وارصدة مالية في بنوك لندن واميركا وفرنسا وطهران ولبنان الخ, اما الجانب العسكري فهي تمتلك اليوم اربع قطعات عسكرية تحت عنوان (حشد العتبات)! وبذلك نالت المرجعية حصتها من بيع العراق ومحوه وتدميره وهذا ما يحصل فعلا من سكوت مطبق من المرجعية تجاه سياسة تفتيت العراق ونزع قوته عندما اوجبت المرجعية في بداية الاحتلال (تسليم السلاح للاحتلال)! حيث قامت المرجعية في ترسيخ مشروع العملية السياسية الحالية التي اسست للطائفية وتكريس الاحتلال بشكل وقح ووحشي مما نتج مقدمة للتقسيم المنشود والانشطار ومن ثم الزوال والضياع! لبلد تاريخه 10 الاف عام فشلت معه كل قوى الشر من استعبادة او طمس هويته لكن اليوم بفضل المرجعية الهوية العراقية صارت هويات متعددة وتوجهات متنوعة , وما نراه من رموز السلطة الحاكمة الحالية كلها خرجت من تحت عباءة المرجعية الراعية للعملية السياسية ومامن رئيس وزراء يمر من دون تزكية المرجعية مقابل املاءات وولاءات مشروطة! فمن يتابع سلوك المحتل الاميركي في الملف العراقي يجده مختلفا تماماً عن باقي الملفات الاخرى في ممارسة خبيثة وقذرة في (محو العراق) وعدم السماح له بالعودة ثانيا على ممارسة اي دور مفصلي بالمنطقة وهذا ما كشفه لنا كتاب صادر من مجموعة كُتاب اميركان صدر باللغة الانكليزية تم ترجمة للغة العربية بعنوان (محو العراق وإقتلاعه وزرع آخر) وحسب الرابط المرفق حيث يبين المخطط ضرب الاسس والقواعد التي يرتكز عليها المجتمع العراقي ونسف القيم والمبادىء الاخلاقية والمجتمعية التي تعزز قدرته في مواجهة التحديات السابقة وسرعان ما يخرج منها اكثر قوة وصلابة لكنهم اليوم وبدعم المرجعية استطاعوا من تهديمها لاقتلاع العراق وزرع (عراق آخر)!!ويعتمد في هذه الخطة على قادة العملية السياسية في العراق بعد 2003 من خلال تطبيق مشروع (الإبادة المجتمعية)! والظواهر اليوم لا تعد ولا تحصى من التضليل والتجهيل المجتمعي , وبهذا المخطط ماكان له ان يمر او ينجح مالم تساهم المرجعية في تحقيقه ودعمه بالتصديق على المشروع وتطبيقه بكل دقة لجني ثمار جانبية ومسخ هوية العراق على يد الطبقة السياسية الحاكمة.
رابط كتاب محو العراق للاطلاع: