خاص : بقلم – هدى الزهراء الشماع* :
جاء في معجم المعاني الجامع في مادة “حضارة”؛ إنها: في اللغة هي التّمدّن؛ أي الإقامة في الحضر، وهي بذلك عكس “البداوة”، كما أنّها مرحلة من مراحل التّطور الإنساني. و”الحضارة” في الاصطلاح هي مجموعة المظاهر الّتي تُعبّر بها أمّةٌ ومجتمعٌ معين عن ثقافته، وتقوم هذه الأمة من خلال الحضارة بحماية ثقافتها، وتوريثها للأجيال القادمة.
وقد تشكّل العديد من الحضارت في مختلف أنحاء العالم: كالحضارة المصريّة القديمة والحضارة الصّينيّة واليونانيّة؛ وكذلك الحضارة الإسلاميّة.
إلا أن أقدم الحضارات على وجة الأرض؛ كما هو مثبت في الحفريات والألواح هي “حضارة بلاد وادي الرافدين” المنحصرة بين “دجلة” و”الفرات”، وأقدم الممالك في هذه الحضارة هي “السومرية”؛ التي تقع في جنوب “العراق” حتى “البحرين” جنوبا جزيرة “دلمون” قديمًا، ومن منجزات هذه الحضارة فقد تميّزت في العمارة؛ وخاصّة في عمارة القصور والمعابد، ففي العهد السّومري ظهرت العقود والقبوات لأول مرة، كما تميّزت في النّحت وكذلك التّعدين، وسبك المعادن، وقد كان للسّومريين الفضل في ابتكار طريقة لحم الذّهب، وذلك في عام 2500 قبل الميلاد.
وجاور هذه المملكة العديد من الممالك مثل الأكدية والبابلية والآشورية والكلدانية والآثورية وغيرها؛ وشهدت صرعات وحروب من أجل بسط النفوذ، ولكن على الرغم من هذه الصراعات من أجل الأرض إلا أن جميع هذه الممالك في “وادي الرافدين” كان لها الفضل على جميع الحضارات المجاورة والبعيدة من خلال الابتكارات العمرانية والصناعات المتوسطة؛ كالذهب والفضة والنحاس والمعادن الأخرى، كما أن الصناعة العسكرية أيضًا كانت حاضرة وبقوة لإيمان هذه الممالك أن الجيوش القوية ضمانة لاستمرار المملكة؛ كما أن للسومريين نشاطات تجارية بين البلدان رسمت المعالم الأساسية للاقتصاد والدخل لها؛ كما أنها أسست لمباديء التعليم وتكوين نظام للحكم يكون فيها القانون والعرف هو السائد.
ومن “وادي الرافدين” تعلم العالم أجمع الحرف والقلم والدواة؛ ومن خلال هذا التكوين صارت الكتابة؛ التي أنارت الدنيا علمًا ومعرفة وحقًا من وصف “العراق” بأنه: “سيد الدنيا”.
*هدى الزهراء الشماع
طالبة في ثانوية مسيرة المعرفة للبنات