لم أتعرف كثيراً على الكاتب يعقوب أفرام منصور . وكان – والحقُّ يُقال – مبادراً في تواصله معي ، وكنت متجاوباً في هذا التواصل فَمَطلعُ عام 2011 ، زارني في مكتبي (ليس بعيداً عن مبنى جريدة الزمان بالكرادة) ، وغرضه : الحصول على نسخة من الجزء الأول لموسوعة (أعلام وعلماء العراق) ، وكان له ما أراد .
بين الأصيل والغسق
ومن خلال جريدة الزمان ، وردتني منه ، في نيسان من عام 2012 ، نسخة من كتابه الذي حمل عنوان (بين الأصيل والغسق : أنسام وأعاصير) ، وحمل إهداؤُه تاريخ (23/4/2012) والمكان : أربيل . واتصلنا هاتفيا مع بعضنا .. وقبل أن أقدم عرضاً موجزاً لمحتويات الكتاب ، من المفيد أن نقدم تعريفاً بهذه الشخصية .
باحث وكاتب . ولد في البصرة عام 1925 . تخرج في الإعدادية سنة 1946 . وحصل على شهادة كفاءة بالمراسلات التجارية باللغة الانكليزية ، من (I.C.S) بلندن . تدرج في الوظائف . كانت بدايته في الكتابة والتأليف ، بكتابة قطع نثرية وترجمة قصائد عن الانكليزية ، نشرت في الصحف المحلية ، وفي مجلة (الأديب) البيروتية منذ عام 1949 . من مؤلفاته المطبوعة : (التائه) مترجم عن الانكليزية
لجبران خليل جبران ، و (نوافذ) ، مقالات نقدية 1958 ، و (حملة العشرة آلاف) الصعود – لزينوفون الإغريقي مترجم 1985 . وهو عضو اتحاد الأدباء . ودُعي إلى المؤتمرات الثقافية التي أقيمتْ في القطر في العقدين الآخرين .
محتويات الكتاب ..
يقع الكتاب في ما يزيد على (400) صفحة من القطع الكبير، بغلاف ملون جذّاب . وهو من (منشورات ديوان أوقاف المسحيين والديانات الأخرى – بغداد 2012) .
ضم الكتاب العديدَ من المقالات موزعة على سبع مجاميع ، إضافة للملحق . ويبدو أن المؤلف وزع موضوعاته حسب (الموضوع) . فالمجموعة (أ) ، كانت تحت عنوان : وجوه وخصال . والمجموعة (ب) تحت عنوان : تساؤلات وآراء مصيرية . وفي نهاية المقال ، نجد (تاريخاً) ، ولعله : تاريخ كتابة هذا المقال أو ذاك .
دواعي البكاء ..
أتوقفُ عن كتابة ما أراه بخصوص كتابِهِ ، لأن عرض الكتاب لي هدفي في هذا العمود . فالهدف هو الآتي : في جريدة الزمان (العدد 4380) الصادر يوم (17/12/2012) ، كتب الأديب يعقوب أفرام منصور ، عموداً تحت عنوان : دواعي البكاء . وقد قرأتُهُ متأخراً . واستوقفني وبصراحة : أبكاني . والسؤال هو : هل تبقى جميعُ أيامِنا دمعة ؟ أم أنها : دمعة وإبتسامة ، كما كتب الأديب جبران خليل جبران ، ذات مرة ؟
فرح الحياة
وأنا في دمشق ، قرأتُ في شهر مايس / 2009 ، كتاباً حمل عنوان : (فرح الحياة) . جاء فيه : هذا الكتاب مُضاد حيوي ضد اليأس والحزن والقلق . وقال عنه مترجمه : هذا كتاب تقرأُهُ الخاصة والعامة . إنه عالم ربيعي جميل بحقوله المزهرة . وينتهي المترجم إلى القول : اليوم الذي لاتضحك فيه ، هو يوم ضائع .
صحيح ان الدموع تطلق الآهات كي تستريح النفس ، ولكن أليس من حق العراقي أن يضحك بصدق ؟ لا أن يمارس مايسمونه (ضحك كالبكاء) !.
أسباب عديدة دعتْ صديقنا الأديب يعقوب أفرام منصور أن يبكي . منها .
– يوم مغادرته بغداد إلى أربيل في ليلة ليلاء ، كما وصفها .
– عندما وَجَبَ عليه استحصال موافقة السلطات الأمنية والإدارية على نقل أثاث بيته من بغداد إلى أربيل .
– يوم عَلِمَ بعرض لافتات طويلة – عريضة في ملعب (فرانسوا حريري) في أربيل بتاريخ (3/11/2012) ، حملت هذه الكلمات الجماهيرية الكردية (أربيل كردستانية مُوْ عراقية) ، وباللغات الانكليزية والكردية والعربية .
وتتعدد أسباب بكائه ..
ولكن ، أيها الصديق الباكي ، علينا أن نرفع منسوب الأمل في كتاباتنا ، من اجل أن تورق اشجار الفرح ، مهما كانت نظارتها .. ومهما كان عددها ..
كفكف دمعَك أيها المهاجر في وطنك ..