ـ سريع البديهة.. يحب النكتة.. هادئ الطبع.. يكضم غيظه في فورة غضبه.
ـ لا ينافق.. ولا يمالق.. ولا يداهي.. ولا يداجي.
ـ عرف بالجرأة.. والصراحة.. وعدم الممالأة.. والمداهنة على حساب مبادئه ووطنه.
ـ لا يقول إلا ما يصح في معتقده.. ولا يعتقد إلا ما يصح في رأيه.
ـ جاد المظهر.. متواضع الهيئة.. وقوراً متزناً.. بسيطاً إلى الحد الذي تجاوز فيه ثوابت أبناء طبقته.
ـ كان موضع احترام الهيئات العلمية والحركات السياسية في العهدين الملكي والجمهوري.
ـ كان سياسيا بارعاً.. ومعارضاً للسياسة العثمانية.. وللسياسة البريطانية.. ولأية سياسة أجنبية في العراق.
ـ عرف باعتدال سياسته.. وكان مصلحاً اكثر منه سياسياً كما وصفه معاصروه.. وبقي في ذلك إلى النهاية.
ـ لم يملك من حطام الدنيا شيئاً.. لا مال.. ولا عقار.. فقد كان بيته مرهوناً يوم وفاته بمبلغ ثلاثة آلاف دينار.
ـ شاعرُ تميزت.. لغته.. وقصائده بالفصاحة.. والبلاغة.. والسلاسة.. ودقة التعبير.
ـ فهو بحق شاعر بارع.. وسياسي متمكن.. ومفاوض محنك.. وكاتب قدير.
السيرة والتكوين:
ـ محمد رضا بن جواد بن شبيب بن ابراهيم بن صقر الجزائري بن عبد العزيز بن دليهم.
ـ وهو من منطقة الجبايش في محافظة الناصرية.. حيث سكن جده الاعلى شبيب الذي اقترن به اسم الاسرة.
ـ ولشبيب ولدان هما: محمد وموسى .. توفي الاخير دون خلف.. اما محمد شبيب فقد تزوج ابنة الشيخ صادق إطيمش احد رجال الادب والفكر في مدينة الشطرة.
ـ غادر محمد شبيب الى النجف في بدايات النصف الثاني من القرن التاسع عشر بسبب نزاع مع عشائر المنطقة ادى الى فقدان اراضيه الزراعية.
ـ ولرغبته الجامحة لدراسة العلوم الدينية.. كانت النجف في نظره المكان الانسب لكونها مركزاً دينياً وفكرياً توفرت فيه عناصر الجذب لاستقطاب طلاب العلوم الدينية.. اضافة الى طموحه في مركز اجتماعي عال.
ـ تنتمي اسرة محمد رضا الشبيبي الى فخذ المواجد من عشيرة بني أسد المعروفة التي تقطن الجبايش.. والمناطق المجاورة لها.. وهذا ما يؤكد ارومتها العربية الاصلية في مجموعات الناس الموجود هناك منذ ادوار ما قبل التاريخ.. استطاعت ان تحافظ على عنصريتها واصلها القديم الذي نجده اليوم اذ بقي الاختلاط محصوراً فيها ومقتصرا عليها فقط.
نشأ جواد والد محمد رضا الشبيبي في كنف جده لامه صادق اطيمش وتعلم القراءة والكتابة ومبادئ الادب.
ـ على ما يبدو ان الوسط الثقافي الذي ترعرع فيه بعد جده للسفر الى بغداد.. ومن ثم الى النجف ليستقر فيها ويستقي من علومها.
ـ بداً نجم محمد جواد يتألق في النجف بسرعة.. ذلك بسبب علمه وفضله وخلقه.. فقد قال عنه العارفون انه كان من اشياخ الكتاب وفحول الشعراء تعبر عن مقامه المحمود في صناعة الكتابة.. مقاماته التي يعلو لها البديع.
ـ ولد محمد رضا الابن الاكبر لجواد الشبيبي يوم الاثنين 6 أيار / مايو / العام / 1889 في حي البراق.. احد احياء النجف القديمة.
ـ كانت والدة الشبيبي بهية بنت مهدي تنتمي الى اسرة الطريحي النجفية المعروفة.. وقد انجبت فضلاً عن محمد رضا محمد باقر (1890-1960) أحد ابرز مثقفي العراق المعروفين.. ومن كبار مفكري ثورة العشرين.. ومحمد جعفر.. ومحمد علي.. والشاعر محمد حسين.. ومحمد رشاد.
ـ نشأ محمد رضا في حي البراق بالنجف ليقضي فيها شطراً من حياته مع صبيتها.
دراسته:
ـ دخل في احد كتاتيب النجف لتعلم القراءة والكتابة وحفظ الآيات القرآنية وعلومه الأولى في الكتّاب.. على يد سيدة فاضلة تعرف باسم (مريم البراقية).. كان ذلك عند السنة الخامسة من عمره.
ـ ليتعلم بعدها الخط على يد الشيخ هادي مصير احد خطاطي النجف المعروفين آنذاك.
ـ كما درس علوم العربية والمنطق والفقه والأدب على علماء عصره.
ـ ثم تحول إلى الثقافة الحديثة فدرس الفلسفة وغيرها من العلوم.. وذلك بعد أن انقطع عن إكمال مراحل الدراسة التقليدية في النجف بعد اجتياز المرحلة الأولى منها أي المقدمات.
ـ ليتجه اتجاهاً خاصاً بعد أن شعر بالنفور منها بسبب ما لمسه من جمود وتقيد فيها.. فاتجه إلى الدراسة الحرة.. والتفكير المجرد.. أقبل على المطالعة والتزوّد من معين العلم والثقافة حتى احتلّ مكانة مرموقة بين علماء عصره.
الشبيبي .. ضابطاً في الجيش:
ـ يتحدث الشبيبي عن نفسه حينما كان ضابطا احتياطا ضمن القوات العثمانية ببغداد.. ومشاركته القتال معها ضد القوات البريطانية التي دخلت العراق عند الحرب العالمية الاولى العام 1914.. في حديث له مع جريدة الزمان البغدادية لصاحبها النائب عن مدينة الموصل توفيق السمعاني.. في عددها الصادر بتاريخ 6/1/1957 .. حيث يقول “كنا من طلاب مدرسة ضباط الاحتياط التي انشئت في بغداد.. عقب اعلان الحرب العالمية الاولى.. وكانت المدرسة مكونة من صف واحد.. قسّم الى شعب أربع.. وكان عميد هذه المدرسة.. ضابط تركي من صنف أركان الحرب أسمه – عادل بيك- واختير المدرسون كلهم من الضباط الاتراك.. ولا أنسى أن بعضهم من الالبانيين.. وأبناء الاستانة من الاتراك.. وكان من زملائنا في مدرسة ضباط الاحتياط.. الاستاذان نصرة الفارسي وناجي شوكت وغيرهما.
ـ أما مكان المدرسة المذكورة فهو متصرفية بغداد بالقرب من القشلة.. وكانت قبل ذلك مدرسة لطلاب الحقوق في بغداد .
ـ كنا نتدرب يومذاك تدريبا عنيفا على استخدام الاسلحة الحديثة في ضواحي بغداد.. والواقع ان بعض رجال الادارة والجيش من الاتراك.. لم يكونوا مرتاحين الى اندماج الشباب العراقي في هذه المدرسة.. وتلقي الثقافة العسكرية.. فلذلك حاولوا فصل العناصر العراقية البحتة.. من البقاء في المدرسة المذكورة.. وارسالهم الى الوحدات العسكرية المحاربة على حدود المملكة التركية في آسيا الصغرى.. والاناضول.. ثم سوي الامر بيننا وبين ولاة الامور.. وأعفي من أعفي من الخدمة العسكرية”.
فيصل.. ملكاً على العراق:
وعن لقائه بالشريف حسين بن علي ملك الحجاز بمكة المكرمة يتحدث الشيخ الشبيبي.. قائلاً: “أواسط العام 1919 غادرت العراق الى الحجاز.. عن طريق البادية.. فوصلت الى مكة يوم الخامس من شهر ذي الحجة 1337 هجرية.. وقد أتصل بالملك من قبل ذلك نبأ وصولي الى البلد الحرام.. فأرسل اليّ أثنين من الضباط المنتسبين الى المرافقين في القصر.. وأبلغوني بأن الحسين بن علي مرتاح ومهتم بهذه الزيارة.. وأنه يرغب بمقابلتي في اليوم التالي.
ـ وفي الوقت المحدد ذهبت الى القصر.. فاستقبلنا بعض المرافقين من الضباط.. ثم دعيت بعد الاستراحة في مكتبه الى الغرفة الخاصة بالملك.. وهي على غاية من البساطة في أثاثها ومرافقها.. وقد وجدته رحمه الله منفردا في المجلس.. فسلمت عليه ورد من ناحيته رداً حسناً.. ونهض قائما فدنوت منه.. ولاحظت أن على مكتبه منظارا يتطلع به طلع المدينة من شرفة الغرفة.
ـ بادرني بالسؤال عن الاوضاع في العراق.. فوصفت له الحالة الراهنة في ذلك الحين.. ولا أنسى أنني قلت له أن العراقيين علقوا على الثورة العربية الكبرى آمالاً جساماً.. وأنهم واثقون بأن استقلال العراق وحريته وسيادته في مقدمة ما يشغل بال الدولة الهاشمية.. وأنكم معنيون بتحقيق أمانيهم.. كعنايتكم بأماني أبناء الجزيرة العربية نفسها.
قال لي: أجل وسأضحي بكل ما عزّ وهان.. حتى عرشي في سبيل انتزاع حقوق العرب من الطامعين والمستغلين.. الى غير ذلك.. مما ترك في نفسي أبلغ الاثر.. ثم ناولني كتابا بهذا المعنى صادرا بتوقيعه.. وقد فعل رحمه الله.. فان الانكليز أبعدوه الى قبرص بعدما جربوا منه صلابة العود وقوة الشكيمة.. واطلعناه على توتر العلاقات الشديد بين الشعب العراقي والسلطات العسكرية البريطانية المحتلة.. وأكدنا له أن الشعب العراقي ينوء بأعباء ثقله من حكم المحتلين وسياساتهم الاستعمارية الغاشمة.
قلتُ له: جلالة الملك ان الانفجار وشيك في العراق.. اذا استمرت السلطات الانكليزية المحتلة على تسويفها ومماطلتها في الوفاء للامة العربية.. بحقوقها المقطوعة.. وقد حملت اليكم بعض الوثائق الخطيرة في هذا الشأن.. ثم دفعت اليه مجموعة من تلك الوثائق المذيلة بتواقيع زعماء العراق وذوي الحل والعقد والمكانة في تلك البلاد.. وقد تضمنت نتيجة الاستفتاء الذي أجرته السلطات البريطانية المحتلة في بلادنا.. خلاصتها أن العراقيين يطالبون بالسيادة والاستقلال السياسي التام.
ـ وأن تكون في البلاد حكومة ديمقراطية دستورية حرة.. ولاحظت فور انتهاء الحديث التأثر البالغ على ملامح الحسين بن علي.. وقال لي: كيف جرى الاستفتاء؟ هل أقدمت عليه السلطات البريطانية؟ فقلت: نعم جرى هذا الاستفتاء بعد أن القت الحرب العامة أوزارها.. ووقع على بنود الهدنة بين الحلفاء وتركيا واذيع البيان المشهور.. من قبل الدول المتحالفة الكبرى.. وهي: الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا.. وقد منحت الشعوب في هذ البيان حق تقرير المصير.. لذلك انتهز العراقيون هذه الفرصة فأجمعت كلمتهم تقريبا على المطالبة بحقهم والتحرر والانعتاق.
ـ عند ذلك دخل اثنان من الامراء.. لا أنسى أن أحدهما كان الامير عبد الله اذاك.. فقال لي: أنت تعلم أن الامير فيصل قد بارحنا الى فرنسا لتمثيل المملكة الهاشمية في مؤتمر الصلح.. قد كلف بالدفاع عن حقوق العرب كافة.. طبقا للعهود والمواثيق التي حصلنا عليها قبيل اعلان الثورة.. ولما كانت هذه الوثائق التي حصلنا عليها قبيل اعلان الثورة.. ولما كانت هذه الوثائق التي حملتموها من العراق ثمينة جداً ولا غنى لنا عنها في المطالبة بالحقوق.. فسنرسلها اليه فوراً.. وهكذا كان فإنني علمت بعد مغادرتي الحجاز والوصول الى دمشق.. أن الوثائق المذكورة وصلت الى الامير فيصل، اذ ذاك الذي كان قد أتجه الى الغرب الى لندن وباريس ومثّل الحكومة الهاشمية الحجازية في مؤتمر فرساي مطالبا بالعهود المقطوعة لوالده ملك العرب،.. فقد ظهر بعد ذلك ما ظهر من غدر الحلفاء وخيانتهم.. واعتبار بلاد العرب نهبا مقسما بينهم.
فكانت سوريا من حصة فرنسا.. وكان العراق وبعض الاقطار العربية من حصة الانكليز.. وأن الملك فيصل أدخل مطالب العراق في مقدمة مطالب العرب استناداً اليها.. ولم أمكث طويلا في الحجاز.. وبارحت تلك البلاد المقدسة الى الشام.. وواجهت هناك قادة الثورة العربية.. وجلهم من الضباط العراقيين.. منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.. حتى حدث ما حدث في الشام بين الحكومة الهاشمية وبين السلطات الفرنسية المسؤولة عن الساحل.. بعد أن عاد الملك فيصل الى الشام من أوروبا فتأكدت ذلك منه ثم تتابعت الاحداث.. وتآمر الحلفاء على نكث عهودهم.. وكان ما كان من عدوان الفرنسيين على المملكة الهاشمية في الشام واحتلال البلاد.. وغادر الملك فيصل دمشق بعد فاجعة ميسلون التي أندحر فيها السوريون.. وأحتل الفرنسيون العاصمة.. ودخلها جيش السنغال الاسود دخول الظافر.. ولاحظنا أن جيش الاحتلال يتألف من وحدات مختلفة واجناس متعددة.. منهم فرقة مراكشية مشهورة لها أزياء خاصة وفرقة مختلفة من أجناس شتى.
ـ غادرت الى الشام,.. وكنت على أتصال دائم وأنا في الشام بإخواننا المواطنين فطلبت اليهم التريث.. الى حين اعداد العدة لمناجزة الناكثين بالعهود.. غير أن إخواننا لم يطيقوا الصبر.. فأعلنوا الثورة.. تلك الثورة المجيدة على السلطات البريطانية المحتلة.. واستبسلت عشيرة الظوالم بقيادة زعيمها شعلان بطل وقائع الرميثة.
ـ فكانت ثورة عامة على السلطات المحتلة الغادرة.. أكرهت الانكليز على تغيير سياستهم تجاه العراق تغييراً أساسياً.. ومنحهم قسطا من السيادة والاستقلال.
ووافتنا الانباء بمجريات الثورة المعروفة بـ ( ثورة العشرين) ومن ذلك يفهم من أن كلا من الثورة العربية والعراقية قامت على مبادئ نبيلة.. وهي طلب الحرية والاستقلال.. التمتع بما تتمتع به الامم الناهضة من الحقوق.
ـ عاد الملك فيصل من أوروبا الى مكة في أعقاب الثورة العراقية.. حيث كان فيها رهط من قادة الثورة وزعاماتها، فعرف كل واحد منهم للآخر.. وكان الملك فيصل هو المرشح الاول ليكون الوازع في هذه البلاد.. وافق على ذلك والده الملك حسين بن علي.. كما اقترن الامر بموافقة الحكومة البريطانية.
ـ وتعددت الاجتماعات بين قادة الثورة العراقية.. وهم في الحجاز وبين الملك فيصل.. وكانت علامات الاستفهام تتراقص على شفاههم.. ولذلك قصدوا في احدى العشايا الامير فيصل.. اذ ذاك ووجهوا اليه هذا السؤال: هل قطع لكم وعد بالاستقلال التام لاتشوبه شائبة أم قطع لكم بعض الشؤون السياسية؟ فأجابهم الامير فيصل : جئتكم بالاستقلال مع نظام يسمى نظام الانتداب المؤقت.. وهو نظام سينتهي بدخول الدولة العراقية الى حضيرة عصبة الامم. فساور
ــ المهم سارت الاحداث لصالح العراق.. حيثرست في ميناء جدة بارجة حربية من قطع الاسطول البريطاني.. فأقلت الامير فيصل وأكثر أولئك القادة الى البصرة.. وأستقبل العراقيون مقدم الامير فيصل بحفاوة بالغة معروفة في التاريخ، وتلا ما تلاه من الحوادث التاريخية المعروفة”.
تأثر الشبيبي بالأفكار الإصلاحية:
ـ تأثر الشبيبي بآراء عبد الرحمن الكواكبي في أن التربية هي أداة لتقويم الخلق ولسمو الروح.. وأن التربية يجب أن تكون أداة لمحاربة الشرور والاستبداد.. وفي إطار التربية لدى الشبيبي يتعدى المدرسة ويتعدى الجيل الناشئ.. بل أنها أداة إصلاح للجميع من أجل المجتمع المنشود لا يستثني منها أحداً.
ـ يرى الشبيبي في حجر الأم المدرسة الصغيرة.. التي تربيك على قدر استعدادك.. ثم يأتي دور الأب ثم الأسرة في تربية الطفل.
ـ أما تربية العقل وتثقيف الشعور فهما وظيفة المدرسة.. حيث يقول “نحنُ نريد للطلاب ملكات تجعلهم يقرؤون ويكتبون وينشئون ويخطبون”.
ـ الشيخ الشبيبي بالأفكار السياسية الإصلاحية.. كما كان حال معظم المثقفين الثوريين في تلك المرحلة.. بأفكار جمال الدين الأفغاني.. ومحمد عبده ورشيد رضا التحررية الإصلاحية التي كانت تصل العراق عن طريق مجلتي “العروة الوثقى” و”المنار” وغيرهما.
ـ منحته جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب.. تقديرًا لبحوثه في الأدب والتاريخ (1952).
مناصبه.. ونشاطاته السياسية:
ـ لعب الشبيبي دوره السياسي جلياً في المناصب العديدة التي تقلدها خلال حياته اعتباراً من وزارة المعارف وحتى مجلس الأعيان ومجلس النواب ودوره في حركة المعارضة فيه في العهد الملكي ، فقد شغل عدّة مناصب سياسية.. منها:
ـ وزيراً للمعارف (أربع مرات :1924 ، 1935 ، 1937 ، 1948).
ـ عضو مجلس نواب (لثلاث دورات انتخابية : 1925 ، 1933، 1934).
ـ عضو مجلس الأعيان 1935.
ـ رئيس مجلس الأعيان 1937.
ـ رئيس مجلس النواب 1944.
ـ رئيس المجمع العلمي العراقي 1948.
ـ عضو مجلس الأعيان 1954 حتى قيام ثورة تموز 1958.
نشاطاته الثقافية والعلمية:
ـ شباط / فبراير / العام 1912 أسس فريق من الشباب العراقيين نادياً أدبياً ذا أهداف سياسية.. باسم (النادي الوطني العلمي).. ضم : الشيخ محمد رضا الشبيبي.. وتحسين العسكر.. وبهجت زينل.. وعبد المجيد كنه.. ورزوق غنام ،ويوسف عز الدين.. وعبد الحميد الشالجي.. وصبيح نجيب.. ومزاحم الباجه جي.
ـ كان النادي تحت سيطرة الوجيه البغدادي الثري يوسف السويدي.. وقد انتخب النادي طالب النقيب رئيساً فخريا للنادي.. وهذا الأخير كان يدعم النادي مالياً ومعنوياً.
ـ 22 ايلول / سبتمبر / العام 1913 أصدر مزاحم الباجه جي صحيفة( النهضة).. لتنطق باسم النادي.. لكن الاتحاديين لم يحتملوا دعوات النادي ضدهم.. فجرت حملة ضدهم.. كذلك تم إغلاق جريدة النهضة.. وتمكن مزاحم الباجه جي والصحفي إبراهيم حلمي العمر من الهرب إلى البصرة والالتجاء لدى طالب النقيب في البصرة.
ـ لم يتوقف نشاط محمد رضا الشبيبي الثقافي والأدبي.. فكان:
ـ عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق.
ـ عضواً المجمع اللغوي في القاهرة.
ـ عضواً في نادي القلم العراقي.
ـ أسس المجمع العلمي العراقي وظل رئيساً له إلى أن استقال منه بعد انقلاب البعث في 8 شباط العام 1963.
أعماله الشعرية ومؤلفاته:
ـ للشيخ الشبيبي العديد من الآثار يقف في مقدمتها ديوانه الذي طبع في القاهرة العام 1940.
ـ يضم الديوان عبارة عن نماذج اختارها المترجم له من شعره الكثير.
ـ وعدّة أبواب منها: الشعر الحماسي.. والشعر الحكمي.. والشعر الاجتماعي والسياسي.. والرثاء.. وله مجموعة مراث في زوجته تعد من أجمل الأشعار الوجدانية.. ومن بين الأغراض النادرة في الشعر العربي.
ـ نشرها الباحث قصي سالم عثمان في ذيل دراسته بعنوان: (الشبيبي شاعرًا).. وهذه المجموعة بعنوان: (رنين على الأجداث).
ـ كما وردت نماذج كثيرة من شعره ضمن كتاب: (شعراء الغري).. وأغلبها مما أسقطه الشاعر من ديوانه.. لأنه ينتمي إلى مرحلة البدايات الفنية.
ـ له عدد من المؤلفات الإبداعية والأدبية .. لا مجال لذكرها.
هموم الشيخ الشبيبي الاقتصادية:
ـ لم يكتف الشيخ محمد رضا الشبيبي بالحديث عن الاقتصاد العراقي.. وضعفه وامكانيات تطويره..
ـ بل كان يبدي اهتماما بالاقتصاد العربي.. وضرورة استقلاله استقلالا تاما.. ففي مقالا افتتاحيا له بجريدة الزمان بتاريخ 24/8/1957 تحت عنوان: (استقلال العرب اقتصاديا).
ـ اهم ما جاء فيه: “صدق من قال الاستقلال الاقتصادي قبل غيره من انواع الاستقلال ولا يستثنى من ذلك الاستقلال السياسي.. فاذا فقدنا نحن معشر العرب الاستقلال الاقتصادي.. فقدنا الاستقلال السياسي تبعا له.
ـ وما أكثر الادلة على هذه البلاد العربية تتجه الى فقدان استقلالها السياسي تبعا لفقدان استقلالها الاقتصادي.. وأن بلدنا تعاني مرافقها الاقتصادية ما تعانيه من اهمال ثم تتكل على عائدات ترضح بها شركات أجنبية فقط.. لهي بلدان مهددة بفقدان الحرية السياسية.
ـ هناك ولا شك خطة اقتصادية رسمت منذ زمن بعيد.. نستطيع أن نسميها سياسة التجويع والتفقير، هذه الركن الاساس لفرض سلطان الاقوياء الطامعين على بعض بلدان الشرق العربي، مستغلين حاجتها وفقرها وما تمنى به من تعاسة وحرمان.
ـ اذا أردنا أن نصون استقلالنا السياسي نحن معاشر العرب.. واذا أردنا أن نحكم أنفسنا واذا أردنا أن نسود في بلاد ما.. علينا أن نكافح عللنا الاجتماعية الوبيلة وعواملها وأسبابها.. وفي طليعتها سياسة التفقير والتجويع وهي السياسة التي تفتك الان بكيان العرب الاجتماعي فتكاً بالغاً.
ـ وقال الشيخ الشبيبي: اننا نطالب المسؤولين أن يضعوا خطة دقيقة لمعاملة الدول المصدرة التي لها معنا صلات تجارية كبيرة.. بحيث انها تصدر الينا ما قيمته عشرات الملايين.. نقول اننا نطالب المسؤولين بأن يضعوا خطة أو قانونا أو تشريعا يفرض المقايضة التجارية على مثل هذه البلاد.. وبموجب هذا التشريع يفرض على البلاد الاجنبية المذكورة أن تقايضنا تجاريا.. فتأخذ منا كما نعطي ونأخذ منها بمقدار.. وفي هذه الناحية تحل مشكلتنا الاقتصادية الكبرى.. وهي مشكلة بوار المحاصيل الزراعية والمنتجات التي يراد تصديرها الى الخارج بالأثمان والاسعار التي نريد.
ـ نطالب المسؤولين بوضع خطة دقيقة عملية للاصطلاح الزراعي وحماية الزراع والفلاحين.. على أساس تثبيت حقوقهم وتعزيز شأن الملكية الزراعية الصغيرة.. وتصريف المياه الاسنة المالحة واتخاذ التدابير اللازمة لإقراض صغار الفلاحين الى غير ذلك.
من أعماله ونشاطاته:
ـ خدم الشبيبي العراق بنزاهة وإخلاص.. ولم يستغل المناصب التي أتت إليه.. ولم يسع إليها للثراء أبداً.
ـ كان متنوراً يرى في الإصلاح ضرورة.. وأكد على العلم والمعرفة لكلا الجنسين.
ـ فأنشأ مدارس البنات أسوة بمدارس البنين.. فحبه للوطن لم يكن محابياً لذكر على أنثى.
ـ بعد تأسيسه المجمع العلمي العراقي.. تم اختياره ليكون أول رئيس له.. وكان آنذاك وزيراً للتربية.. إلا انه آثر التخلي عن منصب رئاسة المجمع العلمي.. لعدم جواز الجمع بين وظيفتين.
ـ تم تنصيب رجل امن لحراسة داره العامرة بالزوار.. لكن الشبيبي رفض ذلك بشدة.. وقال: أنا حارس للشعب.. فلمً أحتاج شرطي لحراستي؟؟.
نزاهته:
ـ لم يملك من حطام الدنيا شيئاً.. لا مال ولا عقار.. سوى سكنه في منطقة الزوية بالكرادة في مدينة بغداد.. كان بيته هادئاً وجميلاً.. مملوءً بالأشجار من أطرافه وأكتافه.
ـ مرهوناً يوم وفاته بمبلغ ثلاثة آلاف دينار.
ـ لكن صدام حسين أمر بهدم دار الشبيبي متعمداً.. في محاولة بائسة هي الأخرى لمحو تاريخ قامة عراقية أصيلة.
ـ لم يبق من الدار إلا جزء من حديقته الخلفية وبعض أشجارها.
نهاية المطاف:
ـ توفي الشيخ محمد رضا الشبيبي في بغداد في 28 تشرين الثاني / نوفمبر / العام 1965.
ـ وحمل جثمانه في تشييع مهيب إلى النجف حيث مقبرة أسرته.
ـ نعته إذاعة بغداد والعديد من الإذاعات العربية.. وكتبت الصحف والمجلات العراقية قصائد ومقالات في رثائه.