27 نوفمبر، 2024 3:30 ص
Search
Close this search box.

(النساء والكتابة 2-18): لا يوجد تفاوت في فرص النشر للرجال مقارنة بالنساء، بل تحظى المرأة بدعم أكثر من الذين يؤمنون بكتابتها

(النساء والكتابة 2-18): لا يوجد تفاوت في فرص النشر للرجال مقارنة بالنساء، بل تحظى المرأة بدعم أكثر من الذين يؤمنون بكتابتها

 

خاص: إعداد- سماح عادل

يؤكد بعض الكتاب على أن الإبداع قادر على دفع الكاتب أو الكاتبة نحو بذل الجهود لكي يكتب وتصل نصوصه إلى القراء، وأن الإبداع مثل ساحر عظيم يمنح من يمتلك سره قوة سحرية تجعله يتحدى الصعاب، ويستهين بها، لأن الإبداع أقوى من تلك الصعوبات والعوائق.

هذا هو الجزء الثاني من تحقيق (النساء والكتابة)، والذي جمعنا فيه آراء الكتاب من مختلف بلدان الشرق عن الصعوبات التي تواجه الكاتبات، وطرحنا هذه الأسئلة:

  1. في رأيك هل مهام الكاتبة من عمل، ومسؤوليات الأمومة ورعاية الأسرة وأعمال المنزل صعوبات تمنعها من التفرغ للكتابة وتقلل فرصها للتواجد على الساحة الثقافية ككاتبة؟
  2. ما رأيك في مقارنة نصوص الكاتبات من النساء بنصوص وإنتاج الكتاب من الرجال رغم التفاوت الكبير في إتاحة الفرص وتوافر إمكانية التفرغ؟
  3. ما رأيك في تحطيم التابوهات في بعض كتابات النساء، والجرأة في الكتابة. وما رأيك فيها يسمى بالكتابة الأيروتيكية؟
  4. هل استطاعت كتابات المرأة أن تتواجد على الساحة الثقافية في مجتمعاتنا وأن تجد لها مكانا وفي رأيك هل ينصف النقاد كتابات النساء أم لا ولما؟
  5. هل تعتقد أن هناك اختلافات ما بين الكتابات التي تصدر عن النساء وتلك التي يكتبها الرجال وما هي هذه الاختلافات؟

 

النص الروائي هو رؤية متماسكة وحبكة جيدة..

يقول الكاتب السوداني “أمير تاج السر”: ” أعتقد أن الأمومة ومسؤوليات البيت لم تمنع المرأة أبدا من ممارسة النشاط الإبداعي سواء قراءة أو كتابة أو وظيفة لها علاقة بالإبداع، فالمرأة بطبعها كائن طموح وصبور ويستطيع أقلمة النفس على الصعاب، فقط قد تأتي أيام من الضعف الإنساني تحد من ذلك لكن لا بأس. وأظن الساحة الأدبية ممتلئة بنساء مقتدرات قدمن إبداعا راقيا، على المستوى العربي والعالمي، وفي الوقت نفسه كن أمهات وزوجات رائعات، والأمثلة كثيرة”.

وعن مقارنة النصوص رغم تفاوت الفرص يقول: “لا أعتقد أنه يوجد تفاوت في إتاحة الفرص للنشر للرجال مقارنة بالنساء، وربما على العكس تحظى المرأة بدعم أكثر من الذين يؤمنون بكتابتها، والتي تكتب بعمق واقتدار تنشر في أي مكان، وموضوع التفرغ أعتقد عند المرأة أكثر من الرجل، حيث يمكنها الحياة كربة بيت، بينما الرجل عليه أن يعمل باستمرار حتى لو غدا كاتبا مشهورا”.

وعن تحطيم التابوهات في كتابات النساء يقول: “لا بأس من الكتابة عن الجنس ولكن برقابة داخلية، فالجنس من عناصر الحياة اليومية المعاشة، إنما التفاصيل غير المطلوبة إلا لترويج الكتاب، فأنا لا أقبلها حتى عند الرجال وأستغرب من أن النساء يكتبنها بهذا الإسراف.

وما يسمى بالأيروتيكا، في رأيي لا تناسب مجتمعنا، وصراحة لا تقدم ولا تؤخر. النص الروائي، رؤية متماسكة، وحبكة جيدة، ولغة واستثمار للمعرفة، وليست مشاهد خليعة، بالطبع هذا رأيي وأنا متمسك به في كتابتي، فأكتب بتلك القناعة، وهناك أيضا لغة الشارع التي يكتبها البعض، أنا لا أؤيد ذلك”.

وعن تواجد المرأة على الساحة الثقافية يقول: “أظنني أجبت على موضوع تواجد المرأة في الساحة الثقافية، نعم موجودة ومقدرة على المستوى القرائي وتحصد الجوائز، أما نقديا فلا أعرف صراحة، ربما أعثر على مقالات هنا وهناك تخص الكتابة عموما وليس كتابات المرأة بالتحديد، خاصة بعد أن أصبح النقد راكدا جدا، وليس بالتفاعل القديم”.

وعن وجود اختلافات ما بين كتابات النساء وكتابات الرجال يقول: “توجد فروق طبعا بين كتابات الرجل والمرأة، وقد أشرت كثيرا إلى أن المرأة أقدر على كتابة المشاعر، والمجتمع العائلي، بوصفها عضوا نشطا في ذلك المجتمع، وسخية المشاعر في أي وقت”.

بذرة الإبداع تصنع الإرادة..

ويقول الكاتب العراقي “حسين رحيم” عن الصعوبات التي تمنع الكاتبة من التفرغ للكتابة: “نعم غالبا تواجه المرأة صعوبات ومهام كثيرة، وهو يعتمد على درجة الإصرار على الكتابة والأمومة معا هو تميز لها ولا يعيق واجبها الثاني، بل ربما يحد منه قليلا وبالمقابل هناك الكثير من النساء يضعن الماكياج وتسريحة الشعر والزيارات الاجتماعية والسفرات الترفيهية على حساب واجب الأمومة”.

وعن مقارنة النصوص رغم التفاوت الكبير في إتاحة الفرص يقول: “الموهبة وغريزة الكتابة لا يعنيها جنس الكاتب فبذرة الإبداع تصنع الإرادة، لكن النماذج الذكورية في الإبداع هم الأكثر على الساحة عربيا، أما الإبداع فهو أمر شخصي تدخل فيه الإرادة وبنية العقل للمبدع من كلا الجنسين”.

وعن تحطيم التابوهات في بعض كتابات النساء يقول: “الأيروتيكا موروث قديم عن العرب مثل “ألف ليلة وليلة” والبوني وغيرهم، أما حديثا فهناك الكثير من الروايات والقصص النسائية فيها مشاهد أيروتيكية، أمّا آلآن وبوجود السوشيال ميديا وعلى رأسها “الفيسبوك” ومحركات البحث انفتحت كل الأبواب المغلقة على التابوهات والمحرمات وغيرها. وعليه فالكتابات التي تحرك الغريزة الجنسية فقط تخرج من خانة الإبداع الأدبي لأنها موجهة إلى غريزة واحدة فقط”.

وعن استطاعة كتابات المرأة أن تتواجد على الساحة الثقافية في مجتمعاتنا يقول: “المرأة موجودة في الساحة الأدبية قديما وحديثا وهناك أمثلة كثيرة لهذا. أما النقد فهناك النقد المجاملي الذي يرفع من يريد دونما اعتبار لدرجة وعمق إبداعها أو إبداعه، لكن النقد الحقيقي غالبا منصف للإبداع عموما هناك موجة من الكتابات النسائية والرجالية من (رواية، قصة، شعر) تملأ الساحة الأدبية ولأسباب تقف الشهرة في مقدمتها”.

وعن وجود اختلافات ما بين الكتابات التي تصدر عن النساء وتلك التي يكتبها الرجال يقول: “سؤال مكرر بصياغة أخرى. عالميا ليس هناك من اختلاف بين الرجال والنساء، (فرجينيا وولف، نتالي ساروت، إليزابيث الليندي) أما عندنا فهناك اختلاف ما بين كتابات الذكور والإناث ولأسباب اجتماعية وموروثات قديمة غالبا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة