23 نوفمبر، 2024 12:24 ص
Search
Close this search box.

امجد يا امجـــــــــــــــــــــــــــــــد !!

امجد يا امجـــــــــــــــــــــــــــــــد !!

عامان وأكثر ، وقاتلك حر طليق يا امجد .. وسيبقى كذلك الى قيام الساعة ، لم يحاولوا او يبذلوا اي جهد لملاحقته ، رغم انهم يعرفونه حقالمعرفة ، لانه واحد منهم ..

لم يشفوا غليل والديك ولا اخوتك وزوجتك واولادك واصدقائك المفجوعين بفقدك وكأنهم يقولون ان جرح العراق لابد ان ينزف الى الابد … وما انت الا واحد في قافلة شهداء العراق التي لا تنتهي .

.. وكأن العراق لابد ان يبقى لقمة سائغة تتقاذفها افواه الحيتان الصغيرة والكبيرة ..

اتذكر يا امجد عندما قلت لك قبل اكثر من ثلاثين عاماً مضت ، في ذلك المساء الاسود ، يوم كانت السماء تمطر دماً ودخاناً ورعباً وحزناً ، يومقلت لك : يا امجد ان المطلوب هو راس هذا الوطن ، ولذلك أمعنوا في اهله وشبابه بالذات قتلاً ؟

اتذكر يا امجد انك قلت لي وقتها : ياعم ابا …. اليوم سقطت الدكتاتورية وغداً ستشرق شمس الحرية وتقوم دولة الانسان .. وقلت لك ان الدكتاتورية ليست الا حلقة اولىٰ وبسيطة في سلسلة حلقات القتل والتدمير .. وان اخوة العراق وجيرانه ( كلهم دون استثناء ) لايقبلون الابوطن ضعيف تابع وذليل مكسور الخاطر والجناح وان كلاً منهم له مع العراق والعراقيين الف ثأر وثأر .. اتذكر يا امجد يومها ، اذ جئت تصطحب اخي الأصغر معك لإنقاذ ماتبقى من كتب المكتبة المركزية في مدينتنا : قلت لك يا امجد سيحرقونها ويحرقون كل آثارنا ويمحون كل تاريخنا .. ولو كان بايديهم سيمحون أثرنا من الوجود !

كنت ارى فيكما املاً وحلماً اخضر في دولة المستقبل .. ولكنهم في كل مرة يئدون أحلامكم قبل ان ترى النور .

فذهب اخي الى أقصى شرق الارض يائساً من كل أمل ، وبقيت انت تقارع الدكتاتوريات المتغولة الجديدة ، بفكر وقلم وحلم لاغير !

ويوم نعتك الي الاخبار : قتلوا امجد في ظلمة الليل ..

لا اعرف وقتها ماذا اقول ، فكرت فقط في :

كيف اختفت ضحكتك المجلجلة ؟

وماذا لدىٰ امجد غير القلم والفكر والضمير ؟

وماذا لدىٰ امجد غير حلم بوطن امن حر ومستقبل زاهر ؟

وماذا في مخيلة امجد سوى دولة تعزّ الانسان وتكرمه ؟

فلماذا قتلوك يا امجد ؟

هل كنت قنبلة نووية ؟ ام كنت سلاح دمار شامل ؟ ام كنت خطراً على احلامهم المريضة ..؟

هل ادركت الان يا امجد ان المطلوب هو راسك ورأس الوطن ؟

كيف لي ان أنساك يا امجد ؟

وكيف لي اذا جئتُ يوماً الى العمارة غير العامرة ولم تأت لزيارتي ؟

كلهم شركاء في قتلك ومن بعدك عبد القدوس وكرار وقتل العراق يا امجد ، سواء من أسس للديكتاتورية اساساً ، اومن جاء مع الاحتلال مع الاحتلال البغيض مهللاً او من ركب الموجة واحد القتل والخراب ، او من سن قوانين المحاصصة السوداء وسوّغها وشرّعها منهجاً لسرقة احلام العراقيين ، او من رهن العراق بقرة حلوباً لهذا الجارالسيء او ذاك.

أحدث المقالات

أحدث المقالات