خسائرها أكثر من 100 ألف شخص .. “الغارديان” ترصد خريطة أطراف الصراع في إثيوبيا !

خسائرها أكثر من 100 ألف شخص .. “الغارديان” ترصد خريطة أطراف الصراع في إثيوبيا !

وكالات – كتابات :

نشرت صحيفة (الغارديان) تقريرًا عن تطورات الأوضاع في المعركة؛ بين “إثيوبيا” و”إقليم تيغراي” وتداعياتها على المدنيين. وأشار التقرير الذي شارك في إعداده، “جاسون بورك”، مراسل الصحيفة البريطانية المقيم في “جوهانسبرغ”، و”دان ساباغ”، مُحرِّر الشؤون الدفاعية والأمنية في الصحيفة، إلى أن (الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي) حقَّقت سلسلة من المكاسب التي ربما تدفعها إلى أن تزحف صوب العاصمة الإثيوبية، “أديس آبابا”. وعلى الرغم من صعوبة الوصول إلى معلومات دقيقة، فإن هناك تقديرات تقريبية تؤكد مقتل أكثر من: 100 ألف شخص في هذه المعركة.

ما الأطراف التي تُقاتل في “إثيوبيا” ؟

يستهل الكاتِبان تقريرَهما بالقول: تخوض القوات الحكومية الإثيوبية وحلفاؤها قتالًا ضد (الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي)، وهي الحزب الحاكم في المنطقة الشمالية من البلاد، منذ ما يزيد على عام بوقت قصير. ولكن سرعان ما تطوَّر الصراع بعد أن عانى الإثيوبيون من سلسلة من الانتكاسات، منذ حزيران/يونيو الماضي، وجنَّدت (الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي) مزيدًا من الحلفاء لخدمة قضيَّتِها.

وفي يوم الجمعة، أعلنت ثماني مجموعات متمرِّدة أخرى، من بينها (جيش تحرير أورومو)، أنها ستنضم إلى صفوف قوات (الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي)، في خِضَمِّ تكهُّنات متزايدة تُفيد بأنها ستُحاول أن تزحف إلى العاصمة الإثيوبية، “أديس آبابا”؛ بعد أن حقَّقت سلسلة من المكاسب العسكرية.

وتواجه هذه القوات، قوات الدفاع الوطني الإثيوبية؛ ومقاتلين غير نظاميين من ولاية “أمهرة”، التي تقع جنوب “إقليم تيغراي”.

ويضيف التقرير: كما تتضمَّن القوات، التي تُقاتل على الجانب الحكومي؛ قوات من “إريتريا”، التي تحُدُّ “إقليم تيغراي” من جهة الشمال. ويُعد “أسياس أفورقي”، زعيم “إريتريا”، مُقرَّبًا من “آبي أحمد”، رئيس الوزراء الإثيوبي، فضلًا عن أنَّه من ألدِّ أعداء (الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي)، التي حكمت “إثيوبيا” عندما خاض البلدان حربًا حدودية.

وكانت (الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي)؛ هي القوة المهيمنة في الحكومة الائتلافية الإثيوبية، حتى عام 2018، عندما أسفرت حالة السخط في أوساط أكبر المجموعات العِرقية، وهما مجموعتا: “الأورومو” و”الأمهرة”، إلى تولِّي: “آبي أحمد”، منصب رئيس وزراء البلاد؛ إذ إنه من أصل مُختلَط من مجموعتي: “الأورومو” و”الأمهرة”.

بيد أن “آبي أحمد” فقد الدعم على نحوٍ تدريجيٍ في ظِل استمرار الحرب، ما أدَّى إلى تشكيل تحالف بين (الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي) و(جيش تحرير أورومو)، اللذين يمثِّلان أعداءً تاريخيين في السابق.

ما الخسائر الناجمة في صفوف المدنيين ؟

يؤكد التقرير أنه؛ من الصعب الحصول على معلومات دقيقة بشأن الصراع؛ إذ يُمنع الصحافيون من دخول مناطق القتال، كما تعرَّض “إقليم تيغراي” إلى قطع خدمات الإنترنت، ويُمارس عدد قليل للغاية من الوكالات الإنسانية نشاطاتها على الأرض. وتُشير تقديرات تقريبية إلى مقتل أكثر من: 100 ألف شخص في هذه المعركة.

وكانت هناك عِدَّة تقارير تُفيد بارتكاب مذابح وعنف جنسي وغيرها من الأعمال الوحشية؛ التي ارتكبتها جميع أطراف النزاع، فضلًا عن الاتهامات التي تُفيد بأن الحصار المفروض على “إقليم تيغراي” أدَّى إلى انتشار ظروف مجاعة، وهو ما أثَّر في مئات الآلاف من الأشخاص. ويتَّهم “إقليم تيغراي”، “أديس آبابا”، بمحاولة شنِّ حملة إبادة جماعية، وهو ما ترفضه الحكومة رفضًا قاطعًا.

وفي 03 تشرين ثان/نوفمبر الجاري، قدَّم تقرير مُشترَك بين “الأمم المتحدة” و”إثيوبيا” بشأن الصراع، وهو أكثر التقارير شمولًا حتى الآن، معلومات مباشرة عن سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان، التي: “ربما يُعادل بعضها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، حسبما ذكرت “ميشيل باشليه”، مفوضة “الأمم المتحدة” السامية لحقوق الإنسان.

وذكرت المفوِّضة أنّ: “غالبية الانتهاكات” الموثَّقة؛ بين تشرين ثان/نوفمبر 2020؛ وحزيران/يونيو 2021؛ ارتكبتها على ما يبدو القوات الإثيوبية وحلفاؤها الإريتريون. ولكن منذ بدء الهجوم المضاد الذي نفَّذه “إقليم تيغراي”، أصبح هناك: “عدد متزايد من إدعاءات انتهاكات حقوق الإنسان من جانب قوات التيغراي”، حسبما أضافت “ميشيل”.

كيف بدأ الصراع ؟

ينوِّه الكاتبان إلى أنَّ “آبي أحمد”؛ شنَّ عمليات عسكرية في “إقليم تيغراي”، في تشرين ثان/نوفمبر 2020؛ بعد أن اتهم السلطات المحلية بالهجوم على ثكنة عسكرية ومحاولة نهب أصول عسكرية. ونفَت (الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي) هذا الاتهام، واتهمت “آبي” باختلاق هذه القصة لتبرير الهجوم.

مَنْ هم “التيغرايون ؟

تقع منطقة “تيغراي” تلك؛ في أقصى المنطقة الجبلية في شمال غرب “إثيوبيا”، وتحدُّها “إريتريا” و”السودان”. ويعيش نحو: 07 ملايين نسمة في المنطقة، من إجمالي عدد السكان الإثيوبيين، البالغ: 110 ملايين نسمة، ولكنَّ هذه المنطقة أدَّت دورًا كبيرًا في تاريخ البلاد الحديث.

ويؤكد الكاتبان أن سكان “تيغراي” يتمتَّعون بتاريخ ضخم من النجاح العسكري، وآية ذلك أنهم كانوا في طليعة المسيرة المتمردة التي شقَّت طريقها إلى “أديس آبابا” وأطاحت الدكتاتورية الماركسية الوحشية، في عام 1991، وتحمَّلوا العبء الأكبر من الحرب التي اندلعت، من عام 1998 حتى عام 2000؛ مع “إريتريا”، والتي أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص. وتُعد الأرض الوعرة في منطقتهم خيارًا مثاليًّا لشنِّ حرب العصابات مع المعرفة والدعم المحليين.

إلى أين تمضي الحرب ؟

ألمح الكاتبان إلى أن القوات الحكومية هزمت المتمردين في البداية، ولكنَّ الوضع تغيَّر، في حزيران/يونيو من هذا العام؛ عندما استعاد مقاتلو “إقليم تيغراي” جزءًا كبيرًا من المنطقة. وحقَّق هؤلاء المقاتلون؛ منذ ذلك الحين، مكاسب كبيرة على الأرض ويسيطرون الآن على أجزاء من منطقتي: “أمهرة” و”عفر”؛ ما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص وتفاقم الأزمة.

وفي أواخر تشرين أول/أكتوبر، ذكرت قوات “إقليم تيغراي” أنها سيطرت على مدينتي: “ديسي” و”كومبولتشا” الإستراتيجيتين؛ ما مكَّنها من التحرُّك على طريق رئيس باتجاه؛ “أديس آبابا”.

ودعا “آبي أحمد”، جميع المواطنين؛ إلى محاربة القوات التي كانت تقترب، وأُعلِنَت حالة الطواريء في جميع أنحاء البلاد، في الثاني من تشرين ثان/نوفمبر.

ماذا يقول المجتمع الدولي ؟

نوِّه الكاتبان إلى أن وتيرة الجهود الدبلوماسية الرامية إلى محاولة تفادي شنِّ هجوم على “أديس آبابا” تسارعت، هذا الأسبوع؛ من خلال الزيارة التي قام بها، “جيفري فيلتمان”، المبعوث الأميركي لشؤون القرن الإفريقي، للعاصمة الإثيوبية. وكانت هناك دعوات تطالب بوقف إطلاق النار الفوري من جانب “الأمم المتحدة”، التي ذكرت أن: “استقرار إثيوبيا والمنطقة الأوسع أضحى على المَحَكِّ”، ومن جانب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، وهي كتلة تتألَّف من بلدان شرق إفريقيا.

وفي نهاية التقرير، يُشير الكاتبان إلى أن “الوكالة الأميركية للتنمية الدولية”، (يو. إس. إيد)؛ وصفت الحصار المفروض على “إقليم تيغراي”؛ بأنه: “ربما يكون أشد العوائق الإنسانية فظاعة في العالم”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة