لكي لا تسير الأمور كما هي الآن بالعملية السياسية الى مسار جديد يتصف بالدموية , كان على القوى السياسية المشاركة بها وبالتعاون مع كافة أجهزة الدولة الأمنية ومنذ امد بعيد أن تكشف وتحدد اماكن القوى المنتجة لعمليات القتل والخطف والإغتيالات الكامنة بينها لفترة طويلة والتقنيات العسكرية التي تمتلكها التي شوهدت كمنصات صواريخهاوهي تقصف مناطق متفرقة من أرض العر اق , وشوهدت بالأمس طائراتها المسيّرة وهي تقصف منزل السيد الكاظمي في محاولة لإغتياله في سابقة لامثيل لها بالعراق ,
ولكن الوجود غير المنتظم لهذه القوى السياسية هو الذي شجّع ان تتجه العملية السياسيةومنذ بدءها في 2003 نحو مبدأ المحاصصة البغيض لتتوارثه فيما بينها , المبدأ الوحيد المتفق عليه بين قوى العملية السياسية الذي أسال لعاب بعض الدول الإقليمية والدوليهالطامعة بالعراق وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني الى التدخل في حاضره ومستقبله بشكل أو بآخر وكأنه مشروع العمر الجميع .
كان لهذا الكشف والتحديد ونبذ القوى السياسية كافة لتهافتها على مبدأ المحاصصة ان يلغي الكثير من الجرائم التي نفذتها تلك القوى الكامنة بحق الشعب العراقي , وتلغي أيضآ الحاجة الى التصريحات الحالية التي تتصور ان عملية إغتيال الكاظمي هي خلط للأوراق , لأن الأوراق هي أصلآ مختلطة ومتنافرة , وهي حالة مرضية متلازمة لبعض قوى العملية السياسية والجميع يعرف ذلك ولكن لاأحد حمل عبء الوطن وأدرك ان مصير العراق باق ومصير القوى فان .
أما السيد الكاظمي الذي يعرف صديقه بوفائه وعدوه بعبثيته , ويعرف كل شيء يجري في البلاد من خلال معاونيه وقواه الأمنية الأمينة وبأحاسيسه وغرائزه الطبيعية , فقد دأب فحسب على ان يكون بموقف المرشد والموحد للشعب مع أنه قام بإنجازات كبيرة قياسآ بإنجازات سابقيه , لأنه أدرك منذ توليه منصب رئاسة الوزراء أنه أمام قوى متناحرة ,
بعض هذه القوى تتجنب التعاون على البر والتقوى لكنها تتآلف مع المحاصصة لأنفسهم والشر والعداء للوطن , والكاظمي يعرف ان رهاناتهم على ذلك ستكون جميعها خاسرةبالنهاية , أما عملية اغتياله فهي ليست خلطآ للأوراق كما يصرح البعض أولآ , بل رهانآ فاشلآ قامت به القوى الكامنة , لأن الكاظمي أنتصر بخيار حب الوطن والشعب بدرء الفتنة التي ارادوها حربآ أهلية منذ سنين , وغلب بحبه وإرشاداته على ضبط النفس والتهدئة كل الصواريخ ومسيّرات القوى الكامنة .