لم يمضي أکثر من شهرين على تنصيب ابراهيم رئيسي ومباشرة حکومته بالعمل، لکن ومنذ البداية کان واضحا بأن منظمة مجاهدي خلق التي تتربص به وتطالبه بثأر تنفيذ أحکام الاعدام بأکثر من ثلاثين ألف سجين سياسي من أعضائها وأنصارها في صيف عام 1988، قد تمکنت بصورة وأخرى من محاصرته وتحديد دائرة تحرکاته على الصعيد الدولي، والاهم من ذلك إنها جعلت منه وهو في منصب رئيس الجمهورية مطلوبا للعدالة الدولية وإن الدعوات المطالبة بعزله وإعتقاله تتزايد يوما بعد يوم، ولعل تجنب رئيسي لحضور المٶتمرات الدولية في الدول الديمقراطية التي يسود فيها القانون، قد أصبح أکبر دليل على خوفه وخشيته من أن ينتهي بهم الامر حيثما إنتهى الامر بسلوبودان ميلوسوفيتش ورادوفان کاردوفيتش، أي المحکـمة الجنائية الدولية!
إستمرارا لدعوات الدولية المطالبة بإعتقال رئيسي ومحاکمته لکونه متورطا بجرائم إبادة جماعية لايبدو إن هناك من نهاية لها کما يحلم ويتمنى ذلك رئيسي والنظام الايراني وإن مطالبة شخصيات أمريکية رفيعة المستوى والتي شارکت في مٶتمر شأن التمرد النووي الإيراني والإرهاب إيران وتدخلاتها في المنطقة ودور إبراهيم رئيسي في مذبحة عام 1988، والذي صادف في يوم الخميس 28 تشرين الاول اكتوبر 2021، بمحاکمة رئيسي لدوره الرئيسي في تنفيذ مجزرة عام 1988، قد جاءت بمثابة إنذار جديد له لکي لايظن بأنه سيفلت من العقاب کما جرى طوال العقود الثلاثة المنصرمة من بعد إرتکابه الجريمة.
المٶتمر المذکور الذي شارك فيه من قادة الجالية الأمريكية الإيرانية من 40 ولایة وضحايا جرائم ابراهيم رئيسي للمطالبة بالمساءلة وحث الولايات المتحدة على قيادة سياسة حاسمة اتجاه إيران، کان له أصداء کبيرة وواسعة ولاسيما بعد أن شارك فيه النائب السابق للرئيس الامريكي مايك بنس، في أول حضور من نوعه وأکد في کلمته التي ألقاها أمام المٶتمر إن حركة المقاومة في إيران أقوى من أي وقت مضى.
ليس هناك من أي شك بأن رئيسي يمکنه التخلص من کابوس المطالبة بمحاکمته بسبب کونه قد کان عضوا رئيسيا في لجنة الموت سيئة الصيت، خصوصا وإن النشاطات والفعاليات التي تقوم بها منظمة مجاهدي خلق على مختلف الاصعدة تمکنت من إحراز نجاع نوعي وذلك بمنح غطاء قانوني دولي للمجزرة ونجاحها من إقناع العديد من الاوساط والمحافل من إن رئيسي يجب أن يعاقب وليس أن يتم مکافئته ويسمح له بالنفاذ بجلده والتخلص من آثار وتبعات جريمته ضد الانسانية، ولذلك فإن على رئيسي أن يعلم بأن نهاية هذا المشوار لن يکون بماثبة خير له أبدا!