20 نوفمبر، 2024 12:13 م
Search
Close this search box.

أمام انتصار “الصدر” .. “بروكينغز” يضع وصفة لـ”واشنطن” بكيفية خلق تحالفها المخترق للحكومة العراقية المقبلة !

أمام انتصار “الصدر” .. “بروكينغز” يضع وصفة لـ”واشنطن” بكيفية خلق تحالفها المخترق للحكومة العراقية المقبلة !

وكالات – كتابات :

أجرى معهد (بروكينغز) الأميركي قراءة في انتخابات “العراق”؛ وفوز السيد “مقتدى الصدر” بالصدارة، والذي وصفه المعهد بأنه يعكس: “الدهاء الإستراتيجي” داخل (التيار الصدري)، داعيًا “واشنطن” إلى إغتنام: “الفرصة” المتمثلة بتراجع (الحشد الشعبي)، والمراهنة على تحالف بين “حلفائها” في الحزب “الديمقراطي الكُردستاني” و”الاتحاد الوطني الكُردستاني” وزعيم تيار (الحكمة)، “عمار الحكيم”، وزعيم تحالف (تقدم)، “محمد الحلبوسي”.

دهاء إستراتيجي..

وبداية اعتبر تقرير (بروكينغز)؛ أنه برغم أن الانتخابات العراقية “نادرًا” ما تؤدي إلى ظهور مفاجآت، إلا أن الانتخابات الأخيرة، تُمثل: “لحظة فاصلة محتملة في ظل أجواء اضطرابات اجتماعية واسعة، وعنف ضد المدنيين وأزمة اقتصادية وجودية”.

ولفت التقرير إلى أن: انتصار، “مقتدى الصدر”؛ هو مثال على الدهاء الإستراتيجي داخل الحركة التي تواصل انتقالها من التمرد إلى الحكومة، تدفعها الرغبة إلى القيادة، والفقر المنتشر داخل المجتمع العراقي، حيث أن نحو: 32% من سكان “العراق”؛ يمكن أن يصبحوا فقراء قريبًا.

إلا أن التقرير استدرك أن هذا: “اليأس تحديدًا؛ هو ما أدى إلى ظهور حركة احتجاجية تعتبر، الصدر، وميليشياته بمثابة جزء من المشكلة، ومتورطة بإراقة الدماء، بما في ذلك العنف الممارس ضد المتظاهرين”.

وأشار التقرير إلى أن الكتلة التي تُمثل المتظاهرين، (امتداد)، حصلت في مستهل مشوارها الانتخابي، على: 10 مقاعد من أصل: 329، وهو ما يُمثل إنجازًا لافتًا لحركة تعرضت لاغتيالات منظمة؛ وخاضت الانتخابات وسط لا مبالاة غير مسبوقة من جانب الناخبين.

ولهذا؛ يتوقع التقرير ألا تجد إدارة الرئيس الأميركي، “جو بايدن”؛ طريقًا سهلاً للتعامل مع الموقف في “العراق”، لكنه يعتبر أن الوقت ملائم الآن لـ”واشنطن” لمضاعفة جهودها الدبلوماسية لتطوير وإنتهاج إستراتيجية سياسية للتعامل مع: “مشهد سياسي متغير”، وهو ما يتطلب من الإدارة الأميركية: “إدارة تناقضين قائمين يعكسان واقع العراق لعقود آتية يتمثلان في التفوق الذي تتمتع به الميليشيات في بغداد، ووجود حركة احتجاجية تتطلع إلى الحقوق الديمقراطية والحكم الجيد”.

محبطات الغرور الصدري !

ذكر التقرير أن بعض المراقبين يرون أن هناك: “لحظة مناسبة لمحاربة النفوذ الإيراني”؛ بعدما تراجعت حصة وكلائها في (الحشد الشعبي) إلى: 17 من: 57 مقعدًا، فيما نال الصدريون: 74 مقعدًا، لكنه أضاف أنه لا ينبغي لـ”الصدر” أن يشعر بالرضا عن نفسه، إذ أنه بينما سيفرض هيمنة سياسية في المستقبل المنظور، إلا أنه لا يزال لديه خصوم سياسيون، ويمكن لـ (الحشد الشعبي) وحلفائه، ومن خلال الدعم الإيراني، استغلال الموقف لإدارة تداعيات خسارتهم.

مشيرًا التقرير في هذا السياق؛ إلى رئيس الوزراء العراقي الأسبق، “نوري المالكي”، موضحًا أنه من بين المنافسين الموجودين، وأنه لطالما كان على خلاف مع، “مقتدى الصدر”، وبالتالي، فإنه حتى مع الفوز المثير للإعجاب لـ”الصدر”: “من الصعب وصف حالة اللعب القائمة الآن، بأنه لا يمكن التغلب عليها بالنسبة لقوات (الحشد الشعبي) وإيران، إذ يمكن لها ولوكلائها، إيجاد أساليب للتعامل معها”.

وبينما أشار التقرير إلى أن (الحشد الشعبي) ورعاته في “إيران” ليسوا مؤهلين لإدارة المرحلة الجديدة في تاريخ “العراق” السياسي، موضحًا أن “طهران” والحشد يتعلمان الدرس بالطريقة الصعبة، وهي أن: “القوة من خلال فوهة البندقية ليست مستدامة”. كما أن (التيار الصدري) متواطيء في انتهاكات حقوق الإنسان.

ولفت التقرير إلى أن: “قوات (الحشد الشعبي) ضعيفة.. وهو وقت يائس بالنسبة لهم”، مشيرًا إلى خروج فصائل موالية لأية الله السيد “السيستاني”؛ من صفوفها في العام الماضي، وإلى اضطرار الحشد إلى التعامل مع ظهور الحركة الاحتجاجية تحولت إلى قوة سياسية. وبرغم إشارة التقرير إلى أن الفصائل والقوى التي تُشكل (الحشد الشعبي)؛ حصلت مجتمعة على أصوات أكثر من الصدريين، إلا أنها كانت تفتقر إلى إستراتيجية قابلة للتطبيق لتؤمن لهم عددًا أكبر من المقاعد.

كما لفت إلى أن المستقبل القريب قد يكون خطيرًا بالنسبة إلى الحشد، حيث احتمال خسارة قدرتهم على الوصول إلى الميزانية البالغة: 2.6 مليار دولار المخصصة لها، وهو سيكون بمثابة: “خط أحمر”، لهم لأن ذلك يعني عمليًا خسارة شبكات المحسوبية وتقلص القدرة على حشد المقاتلين، وهو ما يفرض ضغوطًا إضافية على مالية “إيران” وقدرتها على الحفاظ على شبكة ميليشياتها في “العراق”.

ولهذا، اعتبر التقرير أن على “الولايات المتحدة” وحلفائها الأوروبيين إعادة النظر في كيفية تطوير العلاقات الإستراتيجية مع الجهات السياسية الفاعلة في “العراق”.

وأشار إلى أنه برغم من عدم أهمية، “حيدر العبادي”، السياسية، إلا أن “عمار الحكيم”؛ يقود قاعدة دعم قوية وكان: “صوتًا للاعتدال”، في بيئة سامة من الديماغوجيين والمسلحين. وتابع أن “العبادي”، بعيدًا عن محاولة تهدئة التوترات، سعى إلى صرف الإنتباه عن عمله السييء من خلال الاحتفال بـ”قراره سييء السمعة”؛ بمهاجمة (البيشمركة)، في أعقاب استفتاء الاستقلال الكُردي، في العام 2017، عندما كان رئيسًا للحكومة.

تحالف المعتدلين..

ولهذا، يخلص التقرير إلى خيار مطروح أمام “واشنطن” يتمثل بمحاولتها تجميع أجزاء الإستراتيجية معًا، والتركيز على الحركة الاحتجاجية واللاعبين المعتدلين والمصالح الغربية في “العراق”، موضحًا أنه يتحتم على “واشنطن” تعزيز سياستها في “العراق” بوقائع أن: “حلفاءها يسيطرون حاليًا على جزء كبير من المشهد السياسي”، حيث حصل “الحزب الديمقراطي الكُردستاني”، على: 32 مقعدًا؛ وفاز “الاتحاد الوطني الكُردستاني”: بـ 17 مقعدًا، (ليصبح المجموع الكلي: 49 مقعدًا)، فيما نال تحالف (تقدم)؛ بزعامة “محمد الحلبوسي”: 37 مقعدًا.

واعتبر التقرير أن ما أسماه: “تحالف المعتدلين”، المؤلف من: “كُردستان والحلبوسي والحكيم” ومجموعة منتقاة من المستقلين؛ الذين تتلائم مصالحهم وقيمهم مع مصالح الغرب، يُشكل الأمل الأفضل لتحويل تراجع قوات (الحشد الشعبي) إلى: “فرصة”.

وفيما أشار التقرير إلى أن: “القضاء سياسيًا على قوات (الحشد الشعبي) غير ممكن”، إلا أنه اعتبر أن احتوائه ممكن، مضيفًا أنه: “لن تكون هناك لحظة أفضل لبايدن للتعبير عن إلتزام ودعم أميركا الراسخ من خلال تجمع (تحالف المعتدلين العراقيين)”.

كما رأى أن مثل هذا الدعم سيساهم في تحسين قدرة العراقيين على العمل مع بعضهم البعض، ويُعزز موقفهم التفاوضي لاحتواء محاولات (الحشد الشعبي) لإعادة تأكيد وجوده. كما دعا التقرير، وزير الخارجية، “آنطوني بلينكن”، إلى زيارة إلى “العراق”، في أقرب فرصة.

وتابع أن تعزيز التحالف القوي المتحالف مع الغرب، سوف يُسهل مهمة الغرب في إشراك الصدريين، الملطخة حركتهم بالدماء والمتجاهلة لحقوق الإنسان، لكنها في الوقت نفسه، “تُمثل واقعًا عراقيًا في المستقبل المنظور”.

وختم بالإشارة إلى أن تحالفًا كهذا من شأنه أيضًا أن يُعزز آفاق رئيس الوزراء، “مصطفى الكاظمي”، المتحالف مع “الولايات المتحدة”، في نيل فترة ولاية أخرى ويفرض تكاليف سياسية على (الحشد الشعبي) في مواجهة منافسيها.

ترجمة: شفق نيوز

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة