20 نوفمبر، 2024 8:40 م
Search
Close this search box.

العلاقات “السعودية-اللبنانية” تدخل في أزمة دبلوماسية واقتصادية بسبب تصريحات “قرداحي” .. فهل يتراجع بالاستقالة ؟

العلاقات “السعودية-اللبنانية” تدخل في أزمة دبلوماسية واقتصادية بسبب تصريحات “قرداحي” .. فهل يتراجع بالاستقالة ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

باتت الأزمة الدبلوماسية على أشدها بين “السعودية” و”لبنان”، إثر تصريحات وزير الإعلام اللبناني، “جورج قرداحي”، حيث أعلنت “الرياض”، يوم الجمعة، وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة، واستدعاء سفيرها في “لبنان” للتشاور، فيما طلبت مغادرة السفير اللبناني لديها خلال 48 ساعة.

وجاء في بيان نشرته وكالة أنباء (واس)، أن: “هذه التصريحات تُمثل حلقة جديدة من المواقف المستهجنة والمرفوضة الصادرة عن مسؤولين لبنانيين تجاه المملكة وسياساتها، فضلاً عما تتضمنه التصريحات من افتراءات وقلبٍ للحقائق وتزييفها”.

وأضاف: “كما أن ذلك يأتي إضافة إلى عدم اتخاذ لبنان الإجراءات التي طالبت بها المملكة لوقف تصدير آفة المخدرات من لبنان، من خلال الصادرات اللبنانية للمملكة، لا سيما في ظل سيطرة (حزب الله) الإرهابي على كافة المنافذ، وكذلك عدم اتخاذ العقوبات بحق المتورطين في تلك الجرائم التي تستهدف أبناء شعب المملكة العربية السعودية، وعدم التعاون في تسليم المطلوبين للمملكة؛ بما يخالف اتفاقية الرياض للتعاون القضائي”.

وأوضح البيان أنه في هذا الصدد، فإن: “حكومة المملكة تأسف لما آلت إليه العلاقات مع الجمهورية اللبنانية؛ بسبب تجاهل السلطات اللبنانية للحقائق واستمرارها في عدم اتخاذ الإجراءات التصحيحية التي تكفل مراعاة العلاقات، التي طالما حرصت المملكة عليها من منطلق ما تُكنه للشعب اللبناني العزيز من مشاعر أخوية وروابط عميقة”.

وأشار البيان إلى أن: “سيطرة (حزب الله) الإرهابي على قرار الدولة اللبنانية، جعل من لبنان ساحة ومنطلقًا لتنفيذ مشاريع دول لا تُضمر الخير للبنان وشعبه الشقيق، الذي يجمعه بالمملكة بكافة طوائفه وأعراقه روابط تاريخية منذ استقلال الجمهورية اللبنانية، وكما هو مشاهد من خلال قيام (حزب الله) بتوفير الدعم والتدريب لميليشيا الحوثي الإرهابية”.

استدعاء السفير السعودي ومغادرة اللبناني.. ووقف الواردات اللبنانية..

واستطرد: “عليه، فإن حكومة المملكة العربية السعودية تُعلن استدعاء سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية اللبنانية للتشاور، ومغادرة سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة العربية السعودية خلال الـ 48 ساعة القادمة”.

وتابع: “لأهمية اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية أمن المملكة وشعبها، فقد تقرر وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة، كما سيتم اتخاذ عدد من الإجراءات الأخرى لتحقيق تلك الأهداف. وحرصًا على سلامة المواطنين في ظل إزدياد حالة عدم استقرار الأوضاع الأمنية في لبنان، فإن حكومة المملكة تؤكد على ما سبق أن صُدر بخصوص منع سفر المواطنين إلى لبنان”.

واختتم البيان بالقول، إن: “حكومة المملكة تؤكد حرصها على المواطنين اللبنانيين المقيمين في المملكة، الذين تعتبرهم جزءًا من النسيج واللحمة التي تجمع بين الشعب السعودي وأشقائه العرب المقيمين في المملكة، ولا تعتبر أن ما يُصدر عن السلطات اللبنانية معبرًا عن مواقف الجالية اللبنانية المقيمة في المملكة والعزيزة على الشعب السعودي”.

وكان مصدر دبلوماسي عربي مطلع في “بيروت”؛ قد كشف لوكالة (سبوتنيك) عن أن “الرياض” تدرس قطع علاقاتها الدبلوماسية مع “لبنان”.

وقال المصدر: “الرياض؛ تدرس قطع العلاقات الدبلوماسية، واحتمال اتخاذ قرار بسحب السفير السعودي من لبنان خلال وقت قريب”.

وزير الخارجية اللبناني يأسف للقرار السعودي ويطالب القادة العرب بالتدخل..

ردًا على ذلك القرار، أعرب رئيس وزراء لبنان، “نجيب ميقاتي”، عن أسفه من إجراءات “السعودية” إزاء بلاده، وقال إنه يُجري اتصالات للمساعدة في تهدئة الأزمة مع “السعودية”.

وقال “ميقاتي”، في بيان: “إننا نأسف، بالغ الأسف لقرار المملكة ونتمنى أن تُعيد قيادة المملكة، بحكمتها، النظر فيه، ونحن من جهتنا سنواصل العمل بكل جهد ومثابرة لإصلاح الشوائب المشكو منها ومعالجة ما يجب معالجته”.

وأضاف: “إن موقف وزير الإعلام، جورج قرداحي، الذي أعلنه قبل توليه مهامه الوزارية؛ لا يُمثل رأي الحكومة”.

وفي البيان الذي نشرته “الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام”؛ ناشد “ميقاتي”: “القادة العرب؛ العمل والمساعدة على تجاوز هذه الأزمة من أجل الحفاظ على التماسك العربي في هذه الظروف الدقيقة”، وأشار إلى أن حكومته مستمرة: “في إجراء الاتصالات لمعالجة الأزمة وتداعياتها”.

وتوجه “ميقاتي”، في البيان؛ إلى الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، وولي عهده “محمد بن سلمان”: “بخالص آيات التقدير والاحترام”، قائلاً: “نُعرب عن رفضنا الشديد والقاطع إلى كل ما يُسيء للعلاقات الأخوية العميقة مع المملكة العربية السعودية”.

وشدد على التمسك: “بكل الروابط الأخوية المتينة؛ وعلى سعينا الدؤوب من أجل الحفاظ على أفضل العلاقات الأخوية مع المملكة العربية السعودية والأخوة في مجلس التعاون الخليجي”.

“قرداحي”: “أنصارالله” تدافع عن نفسها والحرب في اليمن عبثية..

يأتي ذلك بعد موجة من ردود الفعل الغاضبة على خلفية تصريحات مسجلة لوزير الإعلام اللبناني، “جورج قرداحي”، أطلقها خلال حلقة لبرنامج (برلمان الشعب)؛ الذي تُبثه قناة (الجزيرة) القطرية.

وقال “قرداحي” إن جماعة (أنصارالله) – التي يُحاربها “التحالف العربي” بقيادة “السعودية” – يدافعون عن أنفسهم في “اليمن” ضد: “الاعتداءات”، واصفًا الحرب في “اليمن”: بـ”العبثية”؛ والتي يجب أن تتوقف.

وردًا على سؤال حول وجود اعتداء “سعودي-إماراتي” على “اليمن”، قال: “أكيد فيه اعتداء، ليس لأنهم السعودية أو الإمارات، ولكن هناك اعتداء منذ 08 سنوات وما زال مستمرًا، ما لم تكن قادرًا على تنفيذه في عامين لن تستطيع تنفيذه في ثماني سنوات”.

دعوات تطالب بالاستقالة..

وأُطلقت دعوات تُطالب “قرداحي” بالاستقالة، بعد بوادر لإحتقان العلاقات مع الخليج. ودعا النائب “فيصل الصايغ”، عضو كتلة (اللقاء الديمقراطي)، إلى استقالة وزير الإعلام اللبناني على خلفية تصريحاته.

ووفقًا لتصريحات “الصايغ”، فإن موقف “جورج قرداحي”؛ يُهدد بطرح الثقة فيه داخل “مجلس النواب”؛ إن لم يُبادر هو بالاستقالة، قائلاً إن الوزراء في كل دول العالم يحتفظون بآرائهم الشخصية لأنفسهم.

وعلى خلفية التصريحات التي أدلى بها “قرداحي” قبل توليه الوزارة، استدعت دول خليجية عدة السفراء اللبنانيين للاعتراض على تعليقات الوزير، فيما قال الرئيس اللبناني، “ميشال عون”؛ إن التصريحات لا تُمثل الدولة اللبنانية؛ وصدرت عنه قبل توليه الوزارة، في الشهر الماضي.

ورفض “قرداحي” الاستقالة من منصبه أو الاعتذار عن التصريحات، قائلاً: “لن أعتذر ولم أتهجم على أحد، وأنا ضد الحرب العبثية، ولا يجوز أن يكون هناك من يُملي علينا ما يجب القيام به من بقاء وزير في الحكومة أو عدمه”.

وقال “قرداحي”، عقب اجتماع “المجلس الوطني للإعلام”؛ إن: “ما قاله عن حرب اليمن لم يكن طرفًا فيه؛ بل قاله كصديق”، مؤكدًا أنه: “ضد الحرب العربية ولم يهاجم ولم يشتم يومًا، السعودية والإمارات، التي يعتبرها بلده الثاني”، كما أشار إلى أنه: “ملتزم بسياسة الحكومة اللبنانية الخارجية بالحفاظ على أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة”، معتبرًا أن: “الجهات التي تقف وراء هذه الحملة معروفة، وهي التي تتهمه منذ تشكيل الحكومة بأنه آت لقمع الإعلام”.

استسهال التعاطي مع لبنان..

ويقول النائب السابق، “إميل إميل لحود”؛ أنه: “في الحقيقة، أنا متفاجيء من ردة الفعل هذه، لأن الكلام الذي قاله الوزير: جورج قرداحي، سقفه أوطى بكثير من الكلام الذي سمعناه على لسان الولايات المتحدة مثلاً، وكذلك الكثير من الدول العربية ودول العالم؛ فيما يخص الحرب العبثية في اليمن”.

ويُشير “لحود” إلى أن: “ردة الفعل الخليجية الحادة لها تفسير واحد، وهي أن لبنان أصبح سهل التعاطي معه بالنسبة لهم، باعتبار أنه حصلت حادثة مشابهة منذ فترة، وهي أن وزير الخارجية استقال تحت المطالبة بهذا الشيء وتم الاستجابة لذلك”.

وحذر “لحود” من أن يُصبح هذا الأمر عادة جديدة، وهي: “أن كل من ينزعج من كلمة يقولها مسؤول لبناني، تُصبح حق لهذه الدول لتُطالب باستقالته، وكأن لبنان شركة مساهمة وكل هذه الدول لها حصة ورأي فيه، ولماذا لم تُعلق هذه الدول على الكلام الصادر عن الولايات المتحدة ودول أخرى تنتقد الحرب في اليمن، هل هناك نوع من الخوف والرهبة أمام هذه الدول”.

تصعيد للخط السياسي القريب من “فرنجية”..

وفي هذا السياق؛ قال المحلل السياسي، “د. أحمد الزين”؛ إن: “تصريحات قرداحي؛ تعود لتاريخ سابق على توليه الوزارة، فضلًا عن أنه لم يُهاجم أو يُهين طرفًا دون طرف، وإنما هو أدان الحرب، مما يُثير التساؤل حول توقيت وهدف نشرها الآن، لافتًا إلى أن الهدف على الأرجح هو التصعيد للخط السياسي القريب من، سليمان فرنجية، وهو يدخل في الصراع الرئاسي كون فرنجية مرشحًا للرئاسة”.

وحول تأكيد رئيس الوزراء على متانة العلاقة مع دول الخليج؛ أشار “الزين” إلى أن: “ما قاله ميقاتي جيد، لكن كان يُفضل أن يُضيف لما قاله إن تصريحات قرداحي لم تتضمن إهانة ضد أي طرف”، مؤكدًا أن: “الكتل السياسية ستوظف هذا الموضوع لمصالحها وصراعاتها السياسية، شأن كل شيء في لبنان، فبينما سيتمسك الثنائي الشيعي بالوزير، سيُطالب (التيار الوطني الحر) بإقالته تصويبًا على فرنجية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة