27 فبراير، 2025 7:23 م

لتجاوز أزمة “أوكوس” وتغليب المصلحة .. “ماكرون” و”بايدن” في روما على مائدة المصالحة !

لتجاوز أزمة “أوكوس” وتغليب المصلحة .. “ماكرون” و”بايدن” في روما على مائدة المصالحة !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة قد تٌهديء الأزمة المشتعلة بسبب اتفاقية (أوكوس) الأمنية الثلاثية؛ بين “واشنطن” و”لندن” و”كانبيرا”، يجري في العاصمة الإيطالية، اليوم؛ أول لقاء وجهًا لوجه بين الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، ونظيره الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”.

وقال “قصر الإليزيه”، في بيان الجمعة، إن الرئيس الفرنسي سيلتقي الرئيس الأميركي، اليوم؛ في مقر السفارة الفرنسية لدى الكرسي الرسولي، (فيلا بونابرت).

وذكر البيان؛ أنه بعد الإعلان عن معاهدة (أوكوس)، في خضم أزمة الغواصات، أجرى “بايدن” و”ماكرون”؛ محادثة هاتفية، في 22 تشرين أول/أكتوبر الجاري، وأعلن “الإليزيه”، أنهما اتفقا على بدء: “عملية مشاورات معمقة”؛ لبناء: “الشروط التي تضمن الثقة” و”اقتراح إجراءات ملموسة لتحقيق أهداف مشتركة”؛ وكذلك الاتفاق على عقد اجتماع نهاية الشهر الجاري.

وذكر بيان “الإليزيه”؛ أن: “جلسة اليوم؛ التي تتم وجهًا لوجه، ستُتيح إمكانية مواصلة تنفيذ التعاون الملموس بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما في منطقة الساحل ومنطقة المحيطين الهندي والهاديء”.

وتسعى “واشنطن” جاهدة لتدوير الزوايا بعد التوتر الدبلوماسي الشديد مع “باريس”؛ بسبب شراكة إستراتيجية أعلنتها “الولايات المتحدة” و”بريطانيا” و”أستراليا”، الشهر الماضي، تحت مسمى: (أوكوس)، أدت إلى فسخ “كانبيرا” عقد شراء غواصات فرنسية.

ودفعت الأزمة الأخيرة؛ بالرئيسين الأميركي والفرنسي؛ إلى إجراء محادثتين عبر الهاتف خلال الأسابيع الأخيرة، ومؤخرًا، كشف مسؤول في “قصر الإليزيه” أن السفير الفرنسي لدى “أستراليا”؛ سوف يعود إلى “كانبيرا” في موعد لم يتم تحديده بعد.

استدعاء السفراء..

واستدعت “فرنسا” سفيريها من “واشنطن” و”كانبيرا”، منتصف الشهر الماضي، بعدما أبرمت “أستراليا” اتفاقًا مع “الولايات المتحدة” و”بريطانيا”، (تحالف أوكوس)، تسبب في إلغاء صفقة قيمتها: 40 مليار دولار؛ لشراء غواصات فرنسية التصميم.

وكان وزير الخارجية الفرنسي، “جان إيف لودريان”؛ قد وصف قرار “أستراليا” إلغاء صفقة قيمتها: 40 مليار دولار؛ مع مجموعة (نافال) الفرنسية؛ لبناء أسطول من الغواصات التقليدية، بأنه: “طعنة في الظهر”.

“واشنطن” تُريد الدعم لمواجهة النفوذ الصيني..

ويأتي توتر العلاقات بين: “أستراليا” و”فرنسا”، في الوقت الذي تسعى فيه، “الولايات المتحدة” وحلفاؤها؛ إلى الحصول على دعم إضافي في “آسيا” و”المحيط الهاديء” وسط مخاوف من تنامي نفوذ “الصين”.

ويسعى مسؤولون أميركيون لإعادة المياه إلى مجاريها مع “فرنسا”، حيث زار وزير الخارجية الأميركي، “آنتوني بلينكن”، “باريس”، في وقت سابق الشهر الحالي؛ وأجرى لقاءً ثنائيًا مع “ماكرون”.

“واشنطن” وجدت تعويض مناسب لـ”باريس”..

وفي هذا الصدد، قال عضو “الحزب الديمقراطي” الأميركي والمحلل السياسي، “مهدي عفيفي”، إن لقاء الرئيسيين: “جو بايدن” – “إيمانويل ماكرون”، يأتي استكمالاً للمشاورات التي حدثت بعد أزمة الغواصات، مردفًا: “أعتقد أن الأزمة قد حُلت”، لافتًا إلى إن “فرنسا” ستشهد، خلال الفترة القادمة، انتخابات، وبناءً عليه صّعد الساسة الفرنسيون الموقف في أزمة الغواصات، خاصة تجاه “واشنطن”، حيث تم استدعاء سفير “فرنسا” لدى “الولايات المتحدة” للتشاور؛ قبل أن يعود مرة أخرى.

وأكد “عفيفي”، أن “فرنسا” شريك أصيل، لـ”الولايات المتحدة الأميركية”؛ وليست مجرد صديق، وهناك تنسيق عالي المستوى بين البلدين في عدد من القضايا والملفات المهمة حول العالم، لذا لن يكون هناك خلاف مهما تباينت وجهات النظر بين البلدين.

وأشار إلى أن “واشنطن”؛ بعد أزمة الغواصات، وجدت طريقة مناسبة لتعويض “باريس” عن الخسائر المترتبة على إلغاء الصفقة المبرمة بين: “باريس” و”كانبيرا”، مضيفًا أن: “واشنطن شرحت، لباريس، أهمية تعاونها مع كانبيرا، وأن المسألة بالنسبة لها لم تكن صفقة غواصات، ولكن تعاون استخباراتي وأمني وفي مجال البنية التحتية إضافة إلى مجالات أخرى”.

بقاء المشكلة في إطارها الاقتصادي والإستراتيجي..

ويقول أستاذ العلاقات الدولية، “طارق فهمي”؛ إنه سيكون هناك حرص على القفز على المشكلات “الفرنسية-الأميركية”؛ وسيكون هناك محاولة لتقريب وجهات النظر، لكن ستبقى المشكلة في إطارها الاقتصادي والإستراتيجي، مضيفًا أن: “فرنسا حققت خسائر، ولكنها استطاعت أن تُعوض ذلك في أسواق بديلة، فيما سيكون هناك رسالة للأميركيين بأن التحالف سيؤثر على الاستقرار الأمني الأوروبي وعلى مجمل العلاقات (الأميركية-الأوروبية)”.

03 ملفات رئيسة للقاء “بايدن” و”ماكرون”..

من جهته؛ قال أستاذ العلاقات الدولية، “جهاد عودة”؛ إن هناك 03 ملفات رئيسة على طاولة لقاء “بايدن” و”ماكرون”؛ بعد ما وصف: بـ”تبريد سخونة العلاقات” من جراء أزمة الغواصات، مضيفًا أن اللقاء سيشمل مباحثات حول تعزيز العلاقة عبر “المحيط الأطلسي” وسُبل تطويرها، خاصة ما بعد (أوكوس)، وكذلك مواجهة النفوذ “الروسي-الصيني” المتزايد في منطقة المحيطين: “الهندي” و”الهاديء”.

أما الملف الثالث؛ سيشمل عدة نقاط، بينها الأوضاع في “أفغانستان” ومستجدات “إفريقيا”، وخاصة الساحل والصحراء، حيث ترغب “فرنسا” في تعزيز الدعم الأميركي لعمليات مكافحة الإرهاب التي تقودها الدول الأوروبية هناك.

وأشار إلى أن الانتخابات الفرنسية اقتربت؛ وسيسعى “ماكرون” إلى احتواء الأزمة مع “الولايات المتحدة”، والحصول على مكتسبات اقتصادية تُسهم في زيادة شعبيته؛ سواء عبر دعم أميركي في الساحل والصحراء أو في ملفات أخرى.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة