لو سألنا نفسنا ماذا تحقق للعراقيين من مكاسب اقتصادية وديمقراطية بعد عام 2003 ؟ جميع مشاعر الناس بل أكثر الناس تنازلت عن كل الأحلام والأماني في الازدهار والحرية وأصبحت تأمل بالشيء القليل جداً من الحياة الطبيعية والاستقرار المتوفر، إن سوء المعيشة وسد الرمق عن ملايين العراقيين تعتبر كارثة عظمى لأنهم يعيشون في أغنى بلد نفطي ولكنهم ضمن التصنيف العالمي يعيشون تحت خط الفقر ، ورغم أنهم أبناء حضارة عريقة الا أنهم الآن في أدنى مستويات التخلف والجهل والبطالة والتسرب من المدارس والجامعات والإيمان بالخرافات، مع انتشار ظاهرة تناول الكريستال المخدر الإيراني
المثير للدهشة العراق يحتضن أكثر أضرحه مقدسة في العالم لكن شعبه يعاني من الفقر و انتهاك لأغلب المحرمات والتي تمارسها المجموعات الإسلامية والمافيات التي تحتمي بالبرلمان والأحزاب وكأنها لا تعترف بالحكومة والقانون بل لا تخاف حتى من هذه الأضرحة المقدسة وحتى من خالق تلك الأضرحة ، وجميع الأحزاب الإسلامية والميليشيات الدموية ترفع الشعارات لنصرة الإنسانية ومحاربة الفاسدين طوال العام وترددها على طول السنة وهي أول من ينتهكها ويدنسها مع سرقة شعب بأكمله، والعراق بعد 18 سنوات أنفقت الحكومة الفاسدة المليارات من خزينة الشعب العراقي وبالآخر عجزت عن توفير الأمن والأمان للشعب وأعمار العراق وتحسين الكهرباء، لأنها جميعها تم سرقتها من الفاسدين و المفسدين والعملاء الذي ارتضوا لنفسهم بيع العراق وتسليمة بطبق من ذهب لجارة السوء حكومة إيران.
ماذا بعد هذه السنوات؟ آلاف بل لنقول ملايين من الأرامل والأيتام مع غياب شبه كامل للمؤسسات الخدمية والإنسانية والأمنية، لكنها لم تستطيع ان تدعم الخطاب المعتدل وغسل العقول نحوه الإنسانية والسلام والمحبة، ولم تسعى الحكومة لبناء دولة مؤسسات ودعم الفقراء، بل عملت العكس بدعم الميليشيات وتغاضت عن جرائمها ضد ابناء الشعب العراقي، فايقن في نفس الوقت جميع الإعلاميين ان حياتهم مهدده تحت ظل حمل السلاح خارج نطاق الدولة، وحرية التعبير منتهكه ولا يوجد احد يحميهم لتعبير عن رأيه، ولم تقف جانبهم لا الحكومة ولا حتى منظمات المجتمع المدني، والساحة العراقية مليئة ارضه بالشهداء من إعلاميين ونشطاء الذي هُدرَ دمهم لتصريح او تغريده تعارض افكار حزب او ميليشيا معينه.
أخطر ما كنا نعانيه خلال هذه السنوات، إننا ما زلنا تحت مقصلة الخوف من هذه المافيات الدموية المسلحة، التي سرقت أموال العراق وأنشأت مافيات تسرق ثروات العراق وعلى مرأى الجميع، بدون خوف من الحكومة، هذه إذا كان توجد حكومة في العراق، التي هي نفسها تحمي السارقين والفاسدين والقتلة، وأصبحنا نخاطر بأنفسنا إذا سلطنا الضوء على هؤلاء السراق، فأصبح بلدنا شريعة غاب ونشأت مافيات على ركام بلد مهدم ومحطم من جميع الجوانب.
كم سنة نحتاج حتى تنتصر الحرية وتتلاشى الميليشيات ويتم القضاء على الفاسدين والمفسدين؟ لم يبقى من العمر شيء وحتى الأجيال بعد عام 2003 بلغت السن القانوني ويحلمون بوطن خالي من العنف وتسوده الحرية واحترام حقوق الإنسان، ولا ننسى الفقراء الذي ينتظرون الرفاهية وللأمان منذ سنة 1980 في بلد من اغنى الدول في العالم، ولكن يعيشون في ارض مليئة بالخيرات لكن سماءه ملبدة بغيوم سوداء كالظلام الحالك الذي يغطي جميع بيوت الفقراء، عندما يتم حرمانهم من الكهرباء بعدنا سرق ميزانيتها المتأسلمين وتحت غطاء الدين والشرع.