البرلمان يوصي بأقالة مسؤولين فشلوا بمنع خسائر الامطار

 البرلمان يوصي بأقالة مسؤولين فشلوا بمنع خسائر الامطار

طالبت جلسة طارئة لمجلس النواب العراقي باقالة وزير البلديات وامين بغداد ومحافظين لفشلهم في مواجهة آثار الامطار الغزيرة والفيضانات الناشئة عنها والتي غمرت العاصمة ومحافظات وسطى وجنوبية مؤخرا وتسببت في وفاة 13 مواطنا وتهدم منازل ومدارس وابنية فيما تم الاعلان عن تخصيصات مالية اضافية لمعالجة هذه الاثار وسط توقعات بموجة امطار جديدة خلال ايام قليلة.

 وفي جلسة طارئة عقدها مجلس النواب العراقي في بغداد اليوم دعت لجة الخدمات والاعمار النيابية في تقرير تلي في بداية الجلسة التي شارك فيها 182 نائبا من مجموع 325 نائبا هم اعضاء المجلس الى اقالة وزير البلديات عادل مهودر وامين بغداد الجديد نعيم عبعوب واكدت ضرورة حل وزارة البلديات تدريجياً وتعويض المتضررين.
وطالبت اللجنة بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية لفتح ملفات أمانة بغداد ووزارة البلديات بخصوص غرق بغداد والمحافظات من أجل محاسبة المقصرين من مسؤوليها .. كما اوصت بتشكيل لجنة تحقيقية برلمانية لفتح ملفات امانة بغداد ووزارة البلديات. وشهدت الجلسة عرضا قدمه وزير البلديات وامين بغداد ومحافظها وعدد من المحافظين الذين دافعوا عن ادائهم واشتكى عدد منهم من قلة التخصيصات المالية الممنوحة لهم. وشددوا على ضرورة تشكيل خلية ازمة وخدمة لديها صلاحيات لان المحافظات لاتستطيع تقديم كامل خدماتها للمواطنين او شراء اليات ومعدات خدمية والتعاقد مع شركات بسبب انعدام الصلاحيات والاموال للنهوض بالواقع الخدمي للمحافظات.
ومن جهته اشار وزير البلديات عادل مهودر الى ان غرق المحافظات جاء بسبب عدم اكتمال مشاريع البنى التحتية حيث ان هناك  100 عقد مع شركات اجنبية يجري تنفيذها حاليا وهي مشاريع استراتيجية لن تكتمل الا بعد ثلاث سنوات. وأقر بفشل بعض المشاريع بسبب الفساد ونسب الانجاز المتدنية للشركات. وقد تغيب عن الجلسة محافظو كربلاء والمثنى وميسان والنجف الامر الذي اثار استياء النواب الذين طالبوا بأقالتهم. 
ومن جهته اعلن مقرر مجلس النواب محمد الخالدي في مؤتمر صحافي عقده بمبنى مجلس النواب إن جلسة البرلمان اليوم عقدت بمشاركة محافظي بغداد علي التميمي والبصرة ماجد النصراوي وذي قار يحي الناصري وواسط  محمود عبد الرضا وبابل صادق السلطاني والديوانية عمار المدني .وقال ان هناك اخطاء تم تشخيصها من قبل لجنة الخدمات والاعمار النيابية حسب تقريرها مع وضعها للحلول اللازمة وهي قيد الدراسة والمناقشة . واشار الى ان هناك عزما من جميع الاطراف على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لعدم تكرار ماحدث من فيضانات سببتها الامطار الاخيرة مؤكداً على ضرورة “تنفيذ المعالجات االفورية في حالة حدوث مثل هذه النكبات سيما وان البلاد ستدخل بموجات امطار وفيضانات كبيرة في الايام المقبلة”. وشدد على استعداد مجلس النواب على تخصيص موازنة مالية إضافية لحل ازمة الفيضانات الناجمة عن الامطار التي شهدتها البلاد وتوقع هطول امطار غزيرة خلال الفترة المقبلة وتكرار الفيضانات التي شهدتها المحافظات العراقية خلال الايام الماضية .
وجاء عقد هذه الجلسة البرلمانية الطارئة استجابة الى مطالبات كتل سياسية حيث أن خمسين نائبًا تقدموا بطلب لعقد الجلسة التي تم بث مجرياتها مباشرة عبر قنوات عراقية فضائية.
وقد اوضح وزير حقوق الانسان محمد شياع السوادني أن اللجنة المكلفة بتعويض متضرري الامطار حددت 15 يومًا تبدأ من اليوم المقبل لاستلام الطلبات. واشار خلال مؤتمر صحافي في بغداد الى أن اللجنة الوزارية المكلفة بتعويض المواطنين المتضررين جراء الامطار والفيضانات، والتي تضم ممثلين عن الوزارة وامانة العاصمة ومحافظة بغداد ووزارة البلديات قد اتفقت على تشكيل لجان مصغرة في المراكز البلدية في الأحياء والمناطق المتضررة من اجل استلام طلبات المتضررين عن طريق استمارات خاصة يؤيد فيها مختار المنطقة وعضو المجلس المحلي حجم الضرر الحاصل.
وتأتي استجابة البرلمان لمناقشة موضوع الأمطار والفيضانات على خلفية انتقادات وجّهت إليه من قبل الأوساط الشعبية والسياسية لتمتع النواب بعطلتهم التشريعية، في حين تعاني غالبية مناطق العراق من الغرق.
وأكدت رئيسة لجنة الخدمات والإعمار البرلمانية فيان دخيل أن العراق قد خصص عشرة مليارات دولار لمشاريع المجاري منذ عام 2005،  لكنها اوضحت أن المساحة التي تغطيها شبكة المجاري في عموم العراق حاليا تبلغ 40 بالمئة فقط، حيث أن وزارة البلديات تحيل تنفيذ مشاريع المجاري لشركات محلية غير متخصصة بحسب قولها.
وتعرّضت العاصمة بغداد ومحافظات العراق الوسطى والجنوبية منتصف الشهر الحالي لأمطار غزيرة، لم تشهدها منذ 20 عامًا تجاوزت نسبتها 50 مللم، وعطلت الحياة فيها. وكان المالكي دعا مؤخرا إلى الخروج من دائرة معالجة الطوارئ إلى وضع الخطط العملية والاستراتيجية لمعالجة الآثار المتوقعة للأمطار. وطالب خلال اجتماع مع المحافظين بتشخيص الخلل قبل وقوعه وحل العقبات ضمن سياقات عمل الدولة بدلاً من الظهور في الإعلام و”التباكي وتبادل اللوم والاتهام” على الواقع “المأساوي”، كما قال.
يذكر أن بغداد والمحافظات العراقية تعاني منذ سنوات من مشاكل كبيرة في مجال الخدمات، وفي مقدمتها انقطاع الماء والكهرباء لاكثر من 10 ساعات يوميًا وتهاوي مجاري الصرف الصحي وسوء شبكات الطرق.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة