صحيفة إيرانية ترصد .. حرب “إردوغان” الدبلوماسية الجديدة !

صحيفة إيرانية ترصد .. حرب “إردوغان” الدبلوماسية الجديدة !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

وجه الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”؛ بإعلان 10 من سفراء الدول الغربية، في “إسطنبول”، تحت بند: “عناصر غير مرغوب بها”، على خلفية دعم الحلفاء الغربيين للمعارض التركي، “عثمان كافالا”.

وفي حال تفعيل القرار من جانب وزير الخارجية التركي، فسوف يكون أمام سفراء: “ألمانيا، وأميركا، والدنمارك، والسويد، وفرنسا، وفنلاندا، وكندا، والنرويج، ونيوزلندا، وهولندا”، مهلة قصيرة لمغادرة الأراضي التركية.

وترى المعارضة التركية أن قرار “إردوغان” الدبلوماسي المتشدد؛ بوصفه أول خطوة على مسار طرد سفراء 10 من الحلفاء الغربيين، هو من قبيل الاستهلاك المحلي يهدف لاستعادة شعبية رئيس الجمهورية، التي تراجعت تحت وطأة المشكلات الاقتصادية الشديدة.

وقال “إردوغان”، في مؤتمر حزبي: “أمرت وزير خارجيتنا بالتعامل في أسرع وقت مع إعلان هؤلاء السفراء العشرة؛ أشخاصًا غير مرغوب فيهم”.

وأكد أن على هؤلاء السفراء أن: “يعرفوا تركيا ويفهموها”، معتبرًا أنهم: “يفتقرون إلى اللياقة”. مضيفًا: “عليهم مغادرة (البلاد) إذا ما يفهموا ذلك”. بحسب تقرير “شهاب شهسواري”، في صحيفة (اعتماد) الإصلاحية الإيرانية.

رد فعل المعارضة التركية..

انتقد زعيم حزب (الشعب الجمهوري)، “كمال قليچدار أوغلو”؛ أحد أكبر أحزاب المعارضة التركية داخل البرلمان، بشدة قرار الرئيس التركي، وقال: “إردوغان يقود البلاد بشكل متسرع إلى حافة السقوط”.

وأكد: “هذه الإجراءات لا تهدف للمحافظة على المكاسب الوطنية، وإنما تخلق دوافع زائفة للإنهيار الاقتصادي”.

بدوره علق “يافوز آجيرالي أوغلو”، نائب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر؛ قائلًا: “لقد شاهدنا هذا الفيلم من قبل، يجب أن يعود، (إردوغان)، على الفور إلى جدول أعمالنا الحقيقي والمشكلة الأساسية لهذا البلد، الأزمة الاقتصادية”.

وغرّد الدبلوماسي السابق، “سنان أولجن”، رئيس مركز (إيدام) للأبحاث: “هذه الخطوة تتعارض ومساعي إقالة تركيا من عثراتها الدبلوماسية. آمل أن تتراجع أنقرة عن هذه الخطوة غير المسبوقة تجاه الحلفاء في حلف الـ (ناتو). ويبدو أن الوقت يمر سريعًا؛ بينما يبحث جهاز السياسة الخارجية التركية عن صيغة مقبولة”.

ويقول “إمره بكر”، الباحث في مجموعة (آوراسيا) الاستشارية ومقرها، “لندن”: “التهديد بطرد السفراء في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد، إنما يُعتبر على أحسن الفروض سوء تصرف، وعلى أسوأ الفروض مغامرة حمقاء لاستعادة الشعبية”.

وخوفًا من رد الفعل الانتقامي؛ يعلق: “هذا التصرف من شأنه إضفاء المزيد من الضعف على العلاقات التركية مع واشنطن والاتحاد الأوروبي”.

بدوره يقول، “سونر كاجبتاي”، من مركز (واشنطن) لسياسات الشرق الأدنى: “إردوغان يتصور إمكانية الفوز في انتخابات (2023)؛ في ظل تردي الوضع الاقتصادي من خلال ترويج الاتهامات للغرب بشأن استهداف المصالح التركية”.

تحالف المعارضون للرئيس التركي..

بقى عام ونصف على الانتخابات التركية العامة واختيار خليفة، “إردوغان”، وتتباحث أحزاب المعارضة بشأن تشكيل تحالف قوي متعدد الأحزاب استعدادًا للانتخابات وهزيمة، “إردوغان”؛ وإصلاح الدستور وإحياء النظام البرلماني مجددًا.

وكتبت صحيفة (نيويورك تايمز): “بالتوازي مع إنتهاء الفترة الثانية من حكم، رجب طيب إردوغان، في تركيا، اجتمعت المعارضة من: 06 أحزاب مختلفة، للاتفاق على تشكيل تحالف قوي وتحويل الانتخابات التركية المقبلة إلى استفتاء على النظام الرئاسي، بعد إقرار، إردوغان، للإصلاحات المثيرة للجدل على الدستور التركي، قبل 04 سنوات”.

مضيفة: “ويعتقد المعارضون أن النظام الرئاسي أتاح لحكومة، إردوغان، التحول إلى نظام استبدادي، ونمو الفساد في أركان النظام الحاكم؛ حيث منح هذا النظام صلاحيات واسعة للرئيس التركي في اصدار الأحكام، والسيطرة على السياسات المالية، والرقابة على محاكم وسجون المعارضة. وتسعى هذه الأحزاب إلى طرح أسماء: أحمد داود أوغلو وعلي باباجان، المقربان سابقًا من، إردوغان، فكلاهما إنطلق في العامل السياسي من حزب (العدالة والتنمية) الحاكم، ووصلاً إلى مناصب رفيعة المستوى”.

متابعة: “وقبل 05 سنوات انفصل، داود أوغلو، عن (العدالة والتنمية)؛ وأسس قبل عامين (حزب المستقبل)، وأضحى أحد الأحزاب الرئيسة المعارضة لسياسات، إردوغان. كذلك انفصل، باباجان، مع آخرين عن (العدالة التنمية)، العام الماضي، وأسسوا حزب (التقدم والديمقراطية)”.

وحاليًا يبدو أن الخيار الرئيس لتحالف المعارضة، للفوز على “إردوغان”، في انتخابات 2023م، هو “كمال قليچدار أوغلو”، زعيم حزب “الشعب الجمهوري”. ولا يمكن أن يمثل، “علي باباجان” و”أحمد داود أوغلو”، تهديدًا حقيقيًا للرئيس “إردوغان”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة