اليوم تشير درجات الحرارة في انقرة الصغرى الى تحت الصفر بينما العظمى الى عشرة درجات ولكن الجو بين مشمس وغائم وتشعر عندما تسير في الشوارع بلفحة البرد القارص.. سألت صديقي التركي والذي يجيد اللغة العربية بطلاقة عن تحضيراتهم في الشتاء فأشار الي على مدفأة تعمل على الخشب… وقال ان شتاء انقرة مثلج دوما واما الصيف والمتعارف عندنا بحرارة قيضه اللاهبة فهنا لا يستخدمون اي وسيلة تبريد ولا يحتاجون حتى الى المراوح. وبصراحة تذكر مأساتنا مع حرارة الصيف وبرد الشتاء ومشاكل الكهرباء وازمة النفط الابيض في الشتاء ورأيت مخزن بيت صديقي وهو ممتلأ بالخشب والذي يشترونه بثمن رخيص لكثرة الاشجار لديهم وهذا يكفيهم لفصل الشتاء كامل وعدم حاجتهم للكهرباء في الصيف لبرودة الجو.. وما لفت انتباهي عندما اصعد في باصات وقطارات النقل وجود اشخاص مسنين تجاوزت اعمارهم الثمانين عام ومازالوا يقومون بواجباتهم اليومية ويوفرون كل متطلبات العائلة اعطاهم الله الصحة والعافية وطول العمر…
هنا تتعلم ان الصدق موجود من خلال اسعار البضاعة الثابتة فكل حاجة مثبت سعرها لا يمكن للبائع ان يغير من سعرها.. وما يلفت الانتباه ايضا كثرة وجود الجالية العربية يتقدمهم خمسة ملايين من الاخوة السوريين وعدد كبير من العرب الافريقيين اما العراقيون هنا فلم يكن لهم تواجد في الاسواق وحسب ما افادني به صديقي فانهم فئة معدودة وغير كثيرون هنا… اغلب الاتراك عندما تسأله على اي بضاعة تجده يجيد اللغة الكردية مع التركية ولايعرفون اللغة العربية اطلاقا الا الجيل المتقدم سناً منهم..
هناك بعض من اصحاب المطاعم يستغل اللغة لتصعيد السعر وخاصة عندما يعرفك عربي ولكن تركك له يعتبر عقوبة شديدة….
الناس هنا جميعا تحت طاولة القانون وتبعات وقوانين كورونا مازالت سارية المفعول فالجميع ملتزم بالكمامة وممنون على الشخص الخروج في الشارع بدونها…
الحرية المطلقة الشخصية موجودة ولا احد قرار على آخر…
لم اجد نقاط تفتيش (( سيطرات)) من جنوب تركيا الى شمالها ولم ارى اي عسكرة في المدن والشوارع خالية من اي رجل امن ولاوجود سوى لرجل المرور.. وشعارهم القانون فوق الجميع وبصورة صحيحة…
تحياتي لكم احبتي واخوتي واصدقائي….