حافظت إيران منذ ثورتها عام 1979، على الدولة وبقائها ضمن حدودها الجغرافية، ما يعد أحد أهم مكتسباتها، بينما فشلت داخليًا في الوصول بالمجتمع إلى “الأسلمة المنشودة”، وإضفاء صبغة أهداف الثورة تعليميًا واقتصاديًا واجتماعيًا، حسبما رأى باحثون تحدثوا للأناضول.
وتنظم في إيران كل عام بين الأول والحادي عشر من فبراير/ شباط، احتفالات بمناسبة ذكرى “الثورة الإسلامية”.
وعلى غير العادة، سبق احتفالات ذكرى الثورة هذا العام، مظاهرات في محافظات ومدن عدة احتجاجًا على غلاء المعيشة، تحولت فيما بعد إلى احتجاجات تطلق شعارات سياسية، ما جعل مراقبون يحذرون من اندلاع ثورة جديدة تمحو ثورة 1979.
ووفق محجوب الزويري، الأكاديمي في جامعة قطر، الخبير في تاريخ وسياسة الشرق الأوسط المعاصر وإيران، فإن من أهم إيجابيات الثورة هو الانتقال من فكرة الثورة إلى “تأسيس الدولة، والحفاظ على حدود الدولة جغرافيًا بالإضافة إلى زيادة النفوذ الإقليمي”، حسبما قال للأناضول.
الطرح ذاته، أيّده فيه، الباحث الباكستاني في العلاقات الدولية بجامعة برمنغهام البريطانية، عمر كريم، قائلا إن “إزاحة رضا شاه بهلول (شاه إيران) كان أكبر نجاح للثورة، بالإضافة إلى مشاركة جموع الشعب الإيراني في الكفاح ضد هياكل الدولة القمعية لنظام الشاه، ما كان تتويجًا للجميع في نضالهم ضد الطغيان”.
وأضاف كريم للأناضول، أن “الوحدة التي أبدتها كل الجهات السياسية الفاعلة، آنذاك، سواء كانت شيوعية يسارية أو متطرفة أو مثقفين أو المحسوبين على التيارات الدينية، كانت أمرا غير متوقع وغير مصدق”.
ولم يغفل كريم، دور الشباب البارز في حسم نجاح الثورة، حيث “كان لهم الأثر الأكبر في استمرار التحدي، والوقوف ضد النظام وجبروته، وبالتالي كانت الثورة الإيرانية تعبيرًا عن الإرادة السياسية للإيرانيين العاديين”.
– اخفاقات وسلبيات
وكما كان للثورة إيجابيات، فإنه من بين الإخفاقات والسلبيات وفق الزويري، كانت “سقوط إيران في المستنقع السوري، ووقوفها في صف الظالم ضد المظلوم، وتهجير ملايين السوريين، والعمل على انهيار البلد (سوريا) وتحويلها مذهبيًا، وتغيير الطبيعة السكانية والدينية فيها، كلها أثرت سلبًا على الجميع”.
ونوويًا، لم تحظ إيران بعوامل نجاح إلى الآن، حسبما رأى الزويري، والذي قال إن إيران “بشكل عام، حاولت أن تنجح في فرض نفسها خارجيًا عبر برنامجها النووي، إلا أنه كان مطبًا وقعت فيه، ما سيجعلها تواجه مشكلة كبيرة، حيث أنها فشلت في الوصول لنفس مكانة الهند وباكستان في الملف ذاته”.
وعلى الصعيد المحلي، تطرق الزويري إلى “تأزم” الوضع الاقتصادي، وقال إنه “لم يتغير كثيرا منذ نجاح الثورة، حيث لم تنجح إيران في الوصول إلى أسلمة المجتمع والاقتصاد والتعليم، فما زال الاقتصاد ربويًا ريعيًا يعتمد على النفط بشكل كبير، ما يجعله يتعرض لهزات بسبب عدم استقرار أسعار النفط وانهياره في الآونة الأخيرة”.
وأضاف الزويري أن “التعليم ما زال قائمًا على الفلسفة الغربية”، مستدلًا بتصريحات مسؤولين إيرانيين.
وفقدت الثورة الإيرانية فرصة نادرة في تمكين فئات المجتمع المختلف طائفيًا وعرقيًا، “حيث لم يتمتعوا بحق المواطنة”، حسبما رأى الباحث الباكستاني عمر كريم.
وأشار إلى أن “أكبر فشل أصاب الثورة الإيرانية، هو عدم الوصول إلى دولة ديمقراطية حقيقية، حيث تحولت إيران تدريجيًا إلى نظام سياسي ثيوقراطي، ومكّن هيكل الدولة الجديد النظام الحالي من التمتع بالقوة المطلقة”.
من جانبها، حذرت فريدة بنداري، الباحثة في الشأن الإيراني، من الوضع الداخلي الحالي الذي تزامن مع ذكرى الثورة، واعتبرته “أشبه بالنار تحت الرماد، وأنه مرشح للانفجار في أية لحظة”، بحسب حديثها للأناضول.
واستدلت “بنداري” في رصدها إلى استمرار التجمعات الاحتجاجیة، والإضرابات العمالية، التي انطلقت خلال الأيام الماضية في طهران ومختلف المحافظات الإيرانية.
وتطرقت إلى حديث منظمات حقوقية دولية عن “مقتل معتقلين بسبب التعذيب في سجن إيفين الإيراني، بالإضافة إلى محاكمة متظاهرين”، وهو ما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات الإيرانية بشأنه.
ولفتت بنداري إلى وجود تحذيرات أطلقها قياديون في التيار الإصلاحي من احتمال اندلاع موجة ثانية من الاحتجاجات التي جرت مؤخرا، وبشكل أقوى.
وسط المعلومات الجديدة المثيرة للجدل التي كشف عنها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، دعت قيادة «الحرس الثوري الإسلامي» إلى مراجعة السياسات الإقليمية للبلاد. ويمكن توقُّع ازدياد قوة «الحرس الثوري» وحزمه على جبهات مختلفة، لا سيما في الخليج العربي ومضيق هرمز، وعبر وكلاء في أماكن أخرى في المنطقة.
وسط تنامي الجهود الدبلوماسية في الملف النووي والمعلومات الجديدة المثيرة للجدل التي كشف عنها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، دعت قيادة «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني إلى مراجعة السياسات الإقليمية للبلاد. لكن بعيداً عن فكرة التراجع عن موقفها الحالي، يبدو أن المؤسسة العسكرية – التي غالباً ما يشار إليها بـ”القوة الميدانية” – تبدو عازمة على إضفاء طابع أمني أكبر على السياسة الخارجية الإيرانية، وزيادة ميزانية «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري»، وتعزيز المغامرة العسكرية المتأصلة للجمهورية الإسلامية.
وخلال حفل تنصيب النائب الجديد لقائد “فيلق القدس” الذي جرى في 28 نيسان/أبريل، أشاد قائد «الحرس الثوري» العميد حسين سلامي بـ “الدور الإقليمي البطولي والرائع” الذي لعبه الفيلق خلال العقد الماضي، واصفاً كيف أسس مجموعة من الجهات الفاعلة الوكيلة والجبهات العسكرية القوية في أرجاء الشرق الأوسط لمنع الأعداء من ترسيخ قوتهم. ووفقاً له، أصبح هذا الجهد ممكناً من خلال دمج المصالح الأيديولوجية والوطنية لإيران مع مصالح الأطراف المتعاطفة في أفغانستان والعراق ولبنان وسوريا واليمن وغيرها من الميادين. كما دحض تأكيدات ظريف بأن «الحرس الثوري» قد تدخل في الدبلوماسية الإيرانية، وقال بدلاً من ذلك إن قادة «فيلق القدس» المتوفين قاسم سليماني ومحمد حسين زاده حجازي هم الذين مكّنوا الجهود الدبلوماسية للحكومة من خلال إنجازاتهم العسكرية في الخارج.
وسرعان ما ردد قادة آخرون في «الحرس الثوري» هذه الرسائل، بمن فيهم العميد غلام رضا جلالي فرحاني، الرئيس المتشدد لـ “المنظمة الوطنية للدفاع السلبي”. ففي بيان صدر في الأول من أيار/ مايو، اتهم ظريف بالتضحية بالقيم والاستراتيجيات الثورية من أجل تحقيق مكاسب تكتيكية قصيرة المدى تجعل البلاد أكثر ضعفاً. وانتقد كل من ظريف والرئيس حسن روحاني بسبب “فلسفتهما المثالية الزائفة”، وأشار إلى خطاب المرشد الأعلى علي خامنئي من تشرين الثاني/نوفمبر 2015 القاضي بأن جميع مبادرات وزارة الخارجية يجب أن تخدم المبادئ الاستراتيجية للنظام، وليس العمل ضدها.
ومع أخذ هذا التفويض في عين الاعتبار، دعا جلالي إلى اتباع سياسة خارجية أكثر أمننة، باستخدام “المقاومة النشطة” في “ساحة المعركة” وردع استخدام العدو للقوة الخشنة من أجل كسب اليد العليا في المفاوضات. ويشمل ذلك تعزيز قوة «الحرس الثوري» الإيراني وإظهارها، وإجراء المزيد من التدريبات العسكرية، والكشف عن أسلحة وقدرات جديدة. ومن وجهة نظره، فمثل هذه الجهود ستجعل إيران أقل ضعفاً، وأكثر صعوبة للتنبؤ بخطواتها، وستجعلها في وضع أفضل على طاولة المفاوضات، مع تعقيد حسابات العدو.
لأكثر من ثلاثة عقود، كان «الحرس الثوري» الإيراني يدير جهازه الخاص للسياسة الخارجية عبر «فيلق القدس» و”المجلس الأعلى للأمن القومي” الذي يسيطر عليه خامنئي، لكن في الوقت نفسه يتدخل «الحرس الثوري» إلى حدّ كبير في المؤسسات والأنشطة الدبلوماسية الإيرانية التقليدية. وأشار ظريف إلى هذه الحقيقة في مقابلته المسربة عندما أشار إلى “الأمننة” المتنامية للسلك الدبلوماسي للنظام، لكنه لم يوضح سبب إخفاقه في مقاومة هذا التدخل أو الاستقالة احتجاجاً على ذلك.
ووفقاً لـ “المواد 3 و 152 و 154” من الدستور الإيراني، فإن السياسة الخارجية للبلاد مبنية على التزام غير محدود لدعم كفاح المسلمين المضطهدين في جميع أنحاء العالم بأي وسيلة ممكنة – وهو الهدف الرئيسي نفسه لـ «الحرس الثوري» الإيراني. لذلك، سعت المؤسسة العسكرية والأمنية باستمرار إلى تعزيز القيم الثورية للنظام من خلال التدخلات الأجنبية، بغض النظر عما قد يتفاوض عليه فريق الرئيس الإيراني في اتفاقيات متعددة الجنسيات مثل «خطة العمل الشاملة المشتركة» («الخطة»).
وعلى عكس ما يزعمه ظريف من أن “القوة الميدانية” إما قد تدخلت في عمل الدبلوماسيين الإيرانيين أو لم تقم بالتنسيق معهم بشكل مناسب، فغالباً ما يجري وصف القطاعين بأنهما ذراعان متشابكتان تركزان على حماية الثورة و “النظام الإسلامي” باعتبارهما المصدر الرئيسي لـ “الهوية الوطنية” لإيران. على سبيل المثال، أصرَّت تغريدة نشرها علي شمخاني، أمين “المجلس الأعلى للأمن القومي”، في 27 نيسان/أبريل، على أن سياسات الدبلوماسية و “القوة الميدانية” لـ “النظام الإسلامي” لا تتبلور إلا بعد مداولات داخلية مكثفة تستند إلى “المبادئ المحددة للثورة الإسلامية”.
وتتضح الأهمية العملية لهذه العقلية عندما ندرك أن العديد من الشخصيات التي تقود مؤسسات النظام تميل إلى منح الأولوية للثورة و”النظام الإسلامي” على حساب المصالح الوطنية التقليدية، على الرغم من المحاولات النظرية للجمع بينهما في هوية موحدة. ولم ينتهج ظريف مساراً آخر رغم تأييده في بعض المناسبات الواقعية الدبلوماسية خلال «خطة العمل الشاملة المشتركة» وغيرها من الحالات. وحتى عندما كانت الجمهورية الإسلامية في أضعف أحوالها على ما يبدو – في عام 1988، عندما قبلت قراراً من الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الطويلة والمدمرة مع العراق – استمر قائدها المؤسس روح الله الخميني في التوجه إلى الشعب قائلاً إن “حماية الإسلام” وتصدير الثورة هما أبرز أولويات البلاد. وقد أكّد خليفته خامنئي مراراً وتكراراً على نفس الهدف.
ويساهم هذا الالتزام الراسخ بانتهاج سياسة التدخل الثوري في تفسير السبب الذي يجعل مقاربة ظريف وروحاني تجاه العلاقات مع الولايات المتحدة تستمر في مواجهة عقبات محلية. وقدّمت المقابلة المسربة مع ظريف نموذجاً لـ “إدارة الصراع” مع الولايات المتحدة من خلال استبعاد المشاكل “غير القابلة للحل” (على سبيل المثال، طبيعة إيران المتشددة ورفض وجود إسرائيل) والتركيز على مجالات التعاون المحتمل، تماماً على غرار تعامل واشنطن في علاقاتها مع الصين وتايوان. لكن المقاربة التي غالباً ما يدافع عنها ظريف في مقابلاته مع وسائل إعلام خارجية والتي لا تقوم على المحصلة الصفرية تتجاهل تماماً النهج الذي لا يكون فيه رابح أو خاسر والذي يتبناه النظام علناً ضد الولايات المتحدة وإسرائيل منذ ثورة 1979.
وتُعتبر «خطة العمل الشاملة المشتركة» أحدث مثال على هذا التناقض. فقد انتقد ظريف “القوة الميدانية” بسبب عدم تنسيقها مع فريقه، مما أدى بالتالي إلى تقويض هذه «الخطة». لكن خامنئي استغل الخطاب الذي أدلى به في 2 أيار/مايو لمنح «فيلق القدس» تأييداً كاملاً والإعلان بأن السلطة العليا (يعني هو نفسه) يجب أن تتولى توجيه السياسة الخارجية وإدارتها، بحيث تتمثل مهمة فريق ظريف بمجرد تقديم مساهمة ضئيلة وتطبيق قرارات القائد – بما في ذلك على الصعيد النووي.
وعلى الرغم من هذه المواقف المتباينة بشأن كيفية إدارة العلاقات مع الولايات المتحدة، يُعتبر ظريف وأعضاء الحكومة الآخرون متورطين بتسهيل سياسة التدخل التي تنتهجها “القوة الميدانية” أكثر بكثير مما يدّعون. فعلى سيبل المثال، في أحد أجزاء الشريط المسرب، أعرب ظريف عن دهشته إزاء قيام طائرات النقل المدنية الرئيسية التابعة لـ “الخطوط الجوية الإيرانية” بزيادة عدد رحلاتها إلى سوريا ستة أضعاف خلال الحرب من أجل إرسال الأفراد العسكريين والأسلحة، لكن هذه الزيادة الهائلة لا يمكن أن تحدث دون تفويض صريح من مجلس الوزراء عن طريق وزارة النقل و”هيئة الطيران المدني”. وبالمثل، فإن روايته عن إسقاط طائرة أوكرانية من قبل «الحرس الثوري» الإيراني تثير الشكوك بأنه، وروحاني، وأعضاء مجلس الوزراء الآخرين كانوا يعرفون سبب التحطم في وقت مبكر وأخفوا المعلومات للتغطية على “القوة الميدانية”.
بغض النظر عن هوية وزير الخارجية، ستستمر الآلة الدبلوماسية الإيرانية في الإضطلاع بدور ثانوي مقارنةً بسياسة التدخل العسكري التي يفرضها الدستور لـ «الحرس الثوري الإسلامي» وفقاً لتوجيهات المرشد الأعلى، وسيواصل قادة «الحرس الثوري» تطوير مشاريعهم الصاروخية وأهداف السياسة الخارجية وفقاً لرؤيتهم العسكرية “غير المحافظة”. وكما أبرزته الموجة الأخيرة من المضايقات العدوانية التي مارسها «الحرس الثوري» ضد سفن البحرية الأمريكية في الخليج العربي، فإن أي انخفاض في إجراءات “الردع النشط” و”المقاومة” التي تتخذها إيران هو مؤقت وتكتيكي فقط.
وبالتالي، حتى إذا أحرز الطرفان تقدماً في مفاوضات «خطة العمل الشاملة المشتركة»، يمكن أن نتوقع ازدياد قوة «الحرس الثوري» وحزمه على جبهات مختلفة، لا سيما في الخليج ومضيق هرمز، ولكن أيضاً عبر وكلاء في أماكن أخرى في المنطقة. ومن المرجح أيضاً أن يزيد عدد عروض الصواريخ واختباراتها، مع الهدف المعتاد المتمثل في جس نبض المجتمع الدولي. وإذا حاولت واشنطن وأطراف أخرى كبح قدرات إيران الصاروخية ومغامراتها في المنطقة من خلال آليات جديدة لـ «خطة العمل الشاملة المشتركة»، أو اتفاقات منفصلة، أو تقديم عروض مختلفة لها، سيفعل «الحرس الثوري» كل ما في وسعه لإحباط هذه الجهود.
مؤسسة حرس الثورة حريصة ومسؤولة على نقاء الثورة !!!
***23أكتوبر 2021 11:45 م بتوقيت غرينتش سبب الاعتداء على المسؤول الإيراني هو قيام رجل بتطعيم زوجة المعتدي- جيتي تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، السبت، مقطع فيديو يظهر صفع مسؤول إيراني من قبل أحد المواطنين.
ووفقا لوكالة فارس الإيرانية، تعرض محافظ أذربيجان الشرقية، زين العابدين رضوي خزام، إلى صفعة من جانب مواطن غاضب أثناء إلقاء كلمة في حفل تنصيبه.
وقالت الوكالة إن سبب الاعتداء على المسؤول الإيراني هو قيام رجل (ممرض) بتطعيم زوجة المعتدي اللقاح المضاد لفيروس كورونا لعدم وجود ممرضات، ما أشعل غضبه ودفعه للاعتداء على المحافظ.
وأشارت الوكالة الإيرانية إلى أن المحافظ واصل كلمته، وأعرب عن اعتذاره عن الموقف الذي حصل، مؤكدا أنه سامح المواطن الذي اعتدى عليه، ولا يتذكر ملامح وجهه.
وكشفت وسائل إعلام إيرانية، عن هوية صافع المحافظ، قائلة إنه عقيد في الحرس الثوري يدعى أيوب علي زاده، وهو ما أكده محافظ أذربيجان الشرقية، الذي كان سابقا قائد الحرس الثوري الإيراني في المحافظة، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني.
أن “الاعتداء تم على يد عقيد في الحرس الثوري الإيراني”، مشيرةً إلى أن “سبب الاعتداء على المسؤول الإيراني يعود لتلقي زوجة الرجل المعتدي اللقاح المضاد لفيروس كورونا على يد ممرض ذكر بسبب عدم وجود ممرضات، ما أشعل غضبه ودفعه للاعتداء على المحافظ”،
*** كشف قائد عسكري إيراني بارز عن أن لدى بلاده 6 جيوش خارج حدودها تعمل لصالحها.
واشنطن: ندرك استمرار تعنت الحوثي ودور إيران التخريبي في المنطقة
اليمن
اليمن والحوثيواشنطن: ندرك استمرار تعنت الحوثي ودور إيران التخريبي في المنطقة
وأعلن علي غلام رشيد قائد ما يعرف بـ “مقر خاتم الأنبياء” في تصريحات نقلتها وكالة مهر الإيرانية من حفل أقيم الأحد، في مقر الأركان العامة، عن أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق أعلن قبيل مقتله بـ3 أشهر أنه قام بتنظيم 6 جيوش خارج الأراضي الإيرانية بدعم من قيادة الحرس الثوري الإيراني وهيئة الأركان العامة للجيش.
واعترف بأن تلك الجيوش تحمل ميولاً عقائدية، وتعيش خارج إيران، ومهمتها الدفاع عن طهران ضد أي هجوم، وفق زعمه.
ما هي؟!
كما ادعى في معرض تصريحاته أن هذه الجيوش تشمل حزب الله اللبناني، وحركتي حماس والجهاد، وقوات النظام في سوريا، والحشد الشعبي العراقي، وميليشيا الحوثيين في اليمن، مؤكداً أن تلك القوات تمثل قوة ردع بالنسبة لإيران.
وشدد على أن سليماني كان اعترف قبل مقتله بـ 3 أشهر، بأنه قام بتنظيم 6 جيوش خارج الأراضي الإيرانية.
الجدير ذكره أن القوات الأميركية كانت قتلت سليماني ونائب رئيس ميليشيا الحشد الشعبي في العراق، أبو مهدي المهندس، في غارة بالقرب من مطار بغداد الدولي، يوم الثالث من كانون الثاني من العام الماضي.
*** صرح رئيس “هيئة الحشد الشعبي” العراقي فالح الفياض في 8 أغسطس، خلال لقائه القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، في طهران بأنهم “فخورون بنموذج الحرس الثوري الإيراني، وأنه من الواجب استخدام تجربة الحرس وفقاً للقوانين والخصائص العراقية”، في إشارة إلى إمكانية استنساخ تجربة الحرس في العراق، وتشكيل “حرس ثوري عراقي”.
وفي المقابل، أكد سلامي أن “الكلمة الأساسية تقال في الميدان دوماً والقدرات السياسية الحقيقية هي القدرات الميدانية، وأداء الحشد الشعبي رائع جداً في هذا الميدان وستتوسع قدراته كقوة دفاعية وجهادية ذات أهداف كبيرة”.
وتكشف هذه التصريحات ليس فقط عن رغبة إيران في إقامة جيش موازٍ للجيش العراقي، على غرار حزب الله اللبناني، والحوثيين اليمنيين، ولكن كذلك محاولة توحيد الجماعات كافة المنضوية تحت مسمى الحشد الشعبي في إطار تنظيمي واحد.
بيئة إقليمية ودولية متغيرة:
جاءت الدعوة لتأسيس الحرس الثوري العراقي في سياق إقليمي ودولي يشهد متغيرين أساسيين وهما:
1- الانسحاب الأمريكي من العراق: لا شك أن انسحاب القوات الأمريكية المقاتلة من العراق نهاية العام الحالي 2021، وفق ما أفضت إليه الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق، قد تستتبعه زيادة النفوذ الإيراني في العراق.
وفي سبيل ذلك، كرست إيران من زياراتها المعلنة وغير المعلنة في سبيل ملء الفراغ الأمريكي المرتقب على المستويات كافة. فعلى سبيل المثال، أعلن الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني عن إنشاء خط سكك حديد يربط بين إيران والعراق وسوريا في مايو الماضي، كما جاءت زيارة وزير الأمن الإيراني حمود علوي، إلى العاصمة العراقية بغداد في 14 يوليو الماضي، ولقائه الرئيس العراقي برهم صالح، من أجل بحث ملفات التنسيق الأمني بين البلدين، وهي كلها مؤشرات على إبداء المسؤولين الإيرانيين حرصهم على تعزيز التعاون مع العراق على المستويات كافة.
2- تولي رئيسي رئاسة إيران: لا يتوقع أن يؤدي وصول الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي إلى سدة الحكم في طهران إلى حدوث تحول جديد في الدور الإيراني في العراق، نظراً لأن المرشد الأعلى علي خامنئي والحرس الثوري الإيراني، هما اللذان كانا يديران هذا الملف، ولذلك، فإن سياسات رئيسي سوف تواصل دعم سياسة المرشد القائمة على محاولة إخراج القوات الأمريكية من العراق.
ومن أجل تجنب استهداف واشنطن، أعلنت ميليشيات شيعية مغمورة مسؤوليتها عن تنفيذ عمليات ضد القوات الأمريكية، ولكن في حقيقة الأمر لم تكن هذه الميليشيات سوى واجهة لميليشيات الحشد الشعبي، مثل كتائب حزب الله العراقي وغيرها. وبالتالي، فإن الإعلان عن الحرس الثوري العراقي يمثل استكمالاً لاستراتيجية طهران نفسها الرامية إلى الهيمنة على العراق عبر ميليشيات عقائدية تنضوي تحت الحرس الثوري ويكون ولاؤها لطهران.
دلالات الدعوة لحرس ثوري عراقي:
تكشف زيارة فالح الفياض في هذا التوقيت لطهران ولقائه سلامي، وكذلك التصريحات التي صدرت عنهما عن عدد من الدلالات، والتي يمكن توضيحها على النحو التالي:
1- محاولة إدامة النفوذ الإيراني على بغداد: تسعى طهران إلى تأكيد نفوذها في العراق، وعلى إطالة هذا النفوذ، خاصة العسكري. وتدرك طهران جيداً أن نفوذها في العراق يواجه تحديات غير هينة، وهو ما يتضح من التظاهرات “الشيعية” الغاضبة في العراق ضد إيران خلال العامين الماضيين، والتي جاءت أبرز شعاراتها “إيران برا برا”، بالإضافة إلى حرقها قنصليات إيران في العراق، في تعبير عن حجم الاستياء الشعبي من الدور الإيراني السلبي، ومن طبقة السياسيين المرتبطين بإيران في بغداد.
ولذلك أكد الفياض لسلامي أن “القوى السياسية الحقيقية هي القوى الميدانية”، أي تلك التي تتمتع بميليشيات مسلحة، وهو ما يعني أنه لا قيمة للقوى السياسية والمتظاهرين وقوى الشباب المعادية للنفوذ الإيراني على بغداد.
كما أنه يعد مؤشراً سلبياً على أنه في حال تراجعت الأصوات التي قد تحصل عليها القوى السياسية المرتبطة بالحشد الشعبي في الانتخابات العراقية المبكرة المقرر لها أكتوبر القادم باستخدام سلاح الترهيب والرشاوى الانتخابية، فإن طهران سوف تتجه للتعويل على القوة المسلحة لضمان استمرار نفوذها على بغداد.
2- إحباط سياسات الكاظمي الإقليمية: يسعى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى تبني سياسة تقوم على تجنيب العراق أن يتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات بين إيران والولايات المتحدة، كما يسعى إلى إقامة علاقات اقتصادية متوازنة مع الدول العربية.
ويتضح ذلك من دعوة الكاظمي لقمة دول الجوار الإقليمي، وكذلك من سعيه للتعاون الاقتصادي مع مصر والأردن، عبر ما يعرف باسم “المشرق الجديد”، وبحث إمكانية استيراد الكهرباء من دول الخليج العربية، عوضاً عن الاعتماد على إيران في هذا الإطار.
وتبدى إيران قلقاً من هذه التوجسات، وتعارضها ميليشياتها صراحة، نظراً لما قد يترتب عليها من إضعاف لنفوذ طهران الاقتصادي على العراق، ولذلك فإن الدعوة للحرس الثوري العراقي تستهدف تأكيد سطوة إيران على بغداد عسكرياً، ومحاولة امتلاك أدوات تهديد لأي حكومة عراقية قادمة تخالف توجهات إيران.
3- قلق إيراني محتمل من الدور المصري: زار وزير الدفاع العراقي الفريق جمعة عناد سعدون القاهرة في 7 أغسطس، حيث سلم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رسالة من نظيره العراقي مصطفى الكاظمي، تتحدث حول مواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.
كما تناول اللقاء التباحث بشأن التعاون الثنائي العسكري بين البلدين، بما في ذلك برامج التدريب المشتركة وتبادل الخبرات ورفع القدرات. ويجيء هذا التطور في الوقت الذي تتجه فيه واشنطن إلى تقليص دورها في العراق عبر تحويل دور قواتها من أدوار قتالية إلى أدوار استشارية. وتخشى بغداد من أن يؤدي فشل القوات العراقية في توفير الأمن للقوات الأمريكية في مواجهة هجمات الحشد الشعبي إلى دفع الجيش الأمريكي للمغادرة.
ولعل الكاظمي يتجه للاستفادة من التعاون العسكري مع مصر، لرفع قدرات القوات العراقية، ولتعزيز قوة الجيش العراقي في مواجهة الحشد الشعبي. وقد يكون هذا التطور أقلق إيران، ودفعها للرد عليها في اليوم التالي مباشرة عبر زيارة الفياض لطهران ولقائه سلامي.
4- رفض التفاوض على النفوذ الإقليمي: تسعى طهران من الإعلان عن تشكيل الحرس الثوري العراقي التأكيد أنها سوف تتجه خلال المرحلة المقبلة لتعزيز نفوذها في العراق، وأن نفوذها الإقليمي لن يكون محمل تفاوض.
فقد أكدت واشنطن أنها سوف تسعى إلى ضم بنود في الاتفاق النووي الحالي، الذي يجري التفاوض حوله في فيينا ينص على التفاوض في مرحلة تالية على برنامج إيران الصاروخي، وملف نفوذها الإقليمي، وبالتالي فإن الدعوة لتأسيس الحرس الثوري تهدف إلى تجاوز هذه المحاولات الأمريكية، وفرض أمر واقع جديد.
تحديات استنساخ الحرس:
تواجه إيران محاولة إقامة الحرس الثوري العراقي عدد من التحديات التي يمكن توضيحها في التالي:
1- رفض حشد المرجعية: تواجه إيران في مسعاها لتأسيس الحرس الثوري العراقي مشكلة انقسامات الميليشيات الشيعية المسلحة بين تلك الموالية لإيران وتلك الموالية للمرجعية. وكان آخر هذا الانقسام رفض “حشد المرجعية”، المقرب من المرجع الديني الشيعي، علي السيستاني، المشاركة في الاستعراض العسكري لقوات الحشد الشعبي الموالية لإيران في أواخر يونيو 2021.
2- تعدد قيادات الحشد الشعبي: تتعدد قيادات ميليشيات الحشد الشعبي، وتعاني انقسامات داخلية، وقد تواجه إيران إقامة مشكلة مقاومة بعض قيادات الحشد الشعبي لمحاولة إيران إقامة إطار تنظيمي متماسك، وفرض قائد جديد عليها، على غرار الحرس الثوري.
3- اختلاف القوى الإيرانية المؤثرة في العراق: كان قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، يحتكر إدارة الملف العراقي، في حين أنه بعد تصفيته، صار هذا الملف يدار بأكثر من شخصية. ولعل أبرزها قائد فليق القدس “إسماعيل قاآني”، والذي زار العراق خلال العام الحالي ست مرات، ومدير الاستخبارات في فيلق القدس، حسين طائي، وكذلك قائد الحرس حسين سلامي. وليس من الواضح ما إذا كانت هذه الجهات تتفق سياستها تجاه العراق، أم أنها قد تشهد بعض الانقسامات، بما يؤثر على السياسة الإيرانية حيال العراق.
وفي الختام، يمكن القول إن جهود إيران سوف تلاقي تحدياً من محاولتها لإقامة الحرس الثوري العراقي، خاصة في ظل الرفض المتوقع لذلك من جانب حشد المرجعية، وكذلك القوى السياسية التي ترفض الانصياع لتوجهات إيران على غرار التيار الصدري، بالإضافة إلى صعوبة إخضاع مختلف الجماعات المندرجة تحت الحشد في إطار تنظيمي واحد.”.
*** في خضم الأوضاع العراقية المضطربة، ومن وسط جحيم الحروب الأهلية والعشائرية السوداء تظل أشباح الحرس الثوري الإيراني لتكون أحد أهم احتمالات تطور الوضع العسكري والسياسي على خلفية ووقائع حرب الأنبار الساخنة التي دخلت اليوم في منعطف خطير للغاية لم يعد متعلقا بالشؤون العراقية الداخلية فقط بل أضحى ملفا إقليميا صعبا وحساسا.
وما تناقلته الأخبار عن رغبة إيرانية في مساعدة الحكومة العراقية في معارك الأنبار والفلوجة وما سيتطور بعدها لم يكن سوى صفحة واحدة من صفحات الدور الإيراني الكبير والمتعاظم في العراق، فبرغم الإعلان الرسمي الإيراني عن استعداد طهران لتزويد العراق باستشارات عسكرية ولربما معدات معينة ونفيها لأي تدخل قد يتضمن إرسال مجاميع قتالية إيرانية!، إلا أن الوقائع الميدانية تؤكد فعلا ووفقا لشهادات حية من إقليم عربستان المحتل المحاذي للعراق من أن مجاميع مقاتلة إيرانية تابعة لقوات الحرس الثوري (باسداران) وتعبئة المستضعفين (باسيج) قد دخلت فعلا للعمق العراقي ومن منافذ حدودية مختلفة بدءا من الشلامجة ومن ثم البصرة وليس انتهاء بإيلام ومن ثَمَّ واسط وبغداد!!، وبأن تلكم التعزيزات العسكرية تضم عناصر مقاتلة ومدربة على حرب العصابات وتمتلك تكتيكات قتالية خاصة!! وهو تطور خطير يعمق الشرخ المجتمعي/ الطائفي في العراق، ويرسم حدودا واسعة لتدخل الحرس الثوري في المجال الحيوي العربي في الشرق الأوسط، فقوات الحرس متواجدة في عمق الأراضي السورية، كما أن لها وجودها في لبنان!، وتواجدها التدريجي والمكثف في العراق المضطرب يرسم ميدانيا خريطة توسع عسكري إيراني فريدة وجديدة ولربما تكون حالة استنزافية مرهقة لإيران أكثر من حالة زهو وقوة وهمية!!، فالواقع إن الوجود العسكري الإيراني المباشر في العراق له وجوه عديدة مخفية تحت ركام الأحداث والتطورات منذ أن نجح التفاهم الإيراني/ الأمريكي في تنصيب حكومة عراقية في بغداد أطرافها الرئيسيون في واقع الأمر من رجال المشروع الإيراني التاريخي والقديم في العراق، فالحكومة يقودها حزب الدعوة وهو واحد من أقدم الأحزاب الطائفية التزاما وولاء بمرجعيته الإيرانية رغم انقسامه لفروع ومسميات عديدة لا يمثل نوري المالكي إلا فرعا واحدا منها بينما تتواجد الفروع الأخرى الأشد ولاء في مؤسسة الرئاسة (نائب الرئيس الملا خضير الخزاعي)!، وفي المؤسستين الأمنية والعسكرية (المخابرات وقوات الدمج)!!، كما أن أبرز عناصر فيلق القدس للحرس الثوري من العراقيين وهو الإرهابي المعروف وبطل تفجيرات الكويت عام 1983 المدعو (جمال جعفر محمد الإبراهيمي) يعمل بشكل حثيث ويقود تنظيم عسكري إيراني في عمق المنطقة الخضراء ووفق برنامج سري غير معروف للملأ، كما أن الوجود الاستخباري والحرسي الإيراني ظاهر للعيان رغم الحرص الشديد على إخفائه، والتحرك العسكري الأخير لنوري المالكي نحو الأنبار وتوجهه المعلن لإنهاء الإعتصامات الجماهيرية بالقوة المسلحة أمر لم يكن ليحدث أصلا لولا المشاورات المكثقة التي أجراها مع الجانب الإيراني وقبله الأمريكي خلال زيارتيه الأخيرة لواشنطن وطهران والتي كانت حصيلتها التطورات الأخيرة التي شرشحت المالكي وحكومته وقواته وأبرزت نقاط الضعف الخطيرة في المؤسستين الأمنية والعسكرية في العراق وبنيتهما الهشة برغم الإمكانات التسليحية والمادية الهائلة المتوفرة، ولكن الافتقار للقيادة العسكرية المتمكنة وليست المترهلة، وانعدام كفاءة الإدارة السياسية والتخبط الفكري والسلوكي قد أنتجت كل هذا الكم الهائل من التردي الذي جعل مجاميع كبيرة من الجيش والشرطة العراقية تهرب بالدشاديش من ساحة المعركة في منظر يمثل قمة الكوميديا العراقية السوداء وبما يعبر عن حالة الهرجلة والفوضى السائدة في العراق الذي يئن تحت حكم الفاشلين والهواة وعديمي الخبرة في شؤون الستراتيجيا والتكتيك وإدارة الصراع، الإيرانيون اليوم باتوا في حيص بيص حقيقي أمام محنة حلفائهم في العراق وأزمة ومأزق حليفهم الأكبر في الشام الذي يواجه ثورة شعبية ساحقة باتت مؤشرات إنتصارها النهائي واضحة ومرتسمة في الأفق وبما يعني هزيمة عسكرية وسياسية كبرى للدور الإيراني في الشرق القديم بأسره، واحتمالات تدخلهم العسكري المباشر في العراق ستقلب قواعد اللعبة وتحولهم لقوة احتلال علنية ومفضوحة وهو ما سيفتح أبواب وتطورات ميدانية هائلة في العراق ولربما سيؤسس لتحالفات وطنية عراقية تقلب المائدة على رؤوس أهل المشروع الإيراني الذين يواجهون اليوم شد لحظاتهم قتامة وسوداوية، الإيرانيون اليوم وأمام محنة حلفائهم التاريخيين وفشلهم في إدارة فصول الصراع العراقي المتعاظم هم في طريقهم بكل تأكيد لتوسيع تدخلهم في العراق عبر إرسال المزيد من قوات الدعم العسكرية والتي لن يكون مصيرها مختلفا عن مصير قوات الاحتلال… كل الرؤى والتصورات وحتى الخرافات والغيبيات تتصارع اليوم في الساحة العراقية، واستباحة الحرس الثوري الإيراني للعراق سيكون أشد فصول المحرقة العراقية خطورة.! فهل يفعلها الإيرانيون لتشتعل داحس وغبراء عراقية بلون جديد؟ أم سيكتفون بالتفرج والمشورة من بعيد؟.. كل الاحتمالات مفتوحة وممكنة!
عرض بيان محطات الكهرباء.pdf.