خاص: إعداد- سماح عادل
انطلق معرض فرانكفورت للكتاب 2021، وقامت بافتتاحه “مونيكا جروترز” وزيرة الدولة للثقافة الألمانية، فتح المعرض بابه للمتخصصين يوم الأربعاء (20 تشرين الأول/ أكتوبر) واعتباراً من الجمعة (22 تشرين الأول/ أكتوبر) سيكون بابه مفتوحاً للجميع. وينتهي المعرض يوم الأحد (24 تشرين الأول/ أكتوبر) بمنح جائزة السلام الألمانية التي تمنحها الجمعية الألمانية لتجارة الكتب، للكاتبة “تسيتسي دانغاريمبغا” من زيمبابوي. ويستضيف المعرض هذا العام أكثر من 1400 فعالية، تتضمن استعراضا لأعمال وقراءات ومناقشات مع أكثر من 300 مؤلف.
الافتتاح..
وقالت “جروترز”، في حفل الافتتاح: “اليوم بعد عام ونصف العام كانت فيه مواد القراءة غذاء للروح أكثر من المعتاد، يبحر معرض الكتاب في فرانكفورت نحو انطلاقة جديدة. أود أن أشكر جميع المشاركين على الإبداع والقيادة، اللذين أبقوا بهما صناعة الكتاب على قيد الحياة. وبشكل عام نجحوا في تجاوز الأزمة بأمان”، مؤكدة على تفهمها لمدى معاناة المؤلفين والناشرين وغيرهم من المبدعين في صناعة الكتاب من عواقب فيروس كورونا”.
وأملت أن يكون معرض فرانكفورت للكتاب 2021 بمثابة بداية أو استمرار للعديد من قصص النجاح الشخصية وريادة الأعمال.
بينما أعلنت الحكومة الألمانية عن المعرض في بيان لها: “سيكون هناك مرة أخرى هذا العام معرض في القاعة وعروض رقمية إضافية، وذلك بعد أن تم تأجيل افتتاح المعرض على أرض الواقع وافتتاحه رقميا في العام الماضي بسبب وباء كورونا، سيتم تمويل المعرض بما يصل إلى 7 ملايين يورو من ميزانية الثقافة الفيدرالية، مما يتيح خصم رسوم للعديد من العارضين وتخفيض أسعار القبول ومواصلة تطوير البرامج الرقمية التي تم طرحها العام الماضي”.
يذكر أن دعم صناعة الكتاب الألمانية تتم بإجمالي يصل إلى 41 مليون يورو من برنامج “بداية ثقافية جديدة”، كما يتم دعم المؤلفين والمترجمين وكذلك الأحداث من خلال صندوق الأدب الألماني وصندوق المترجم الألماني بمبلغ 24 مليون يورو.
ويراعي المنظمون تطبيقًا للمعايير السارية في ألمانيا لمنع الإصابات الجديدة بالفيروس، السماح بدخول المعرض فقط بتذاكر شخصية وللأشخاص الذين يمكنهم إثبات أنهم تلقوا الجرعات الكاملة من التطعيم ومن يقدمون اختبارا سلبياً للفيروس. وترافق فعاليات المعرض نسخة رقمية بهدف ضمان المرونة في حالة حدوث تطورات تتعلق بمسار الجائحة.
يشارك في المعرض دور نشر ووكالات وممثلون عن قطاع النشر من 60 دولة بينها إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا ودول أخرى في وسط وشرق أوروبا، وكندا هي ضيف شرف المعرض هذا العام.
وصرح “يورجن بوس” مدير المعرض: “سيكون معرض الكتاب في فرانكفورت مرة أخرى مكاناً مهماً للقاء لقطاع الكتاب والمؤلفين والقراء، الصناعة بحاجة إلى التبادل والرؤى أكثر من أي وقت مضى”.
مشاركة يمينية..
أثير جدل بسبب مدافعة مدير معرض فرانكفورت للكتاب “يورجن بوس” عن حضور دار النشر اليمينية بمدينة دريسدن “يونغه أوروبا” (أوروبا الفتية) في معرض الكتاب، مؤكدا أن مشاركة دور النشر اليمينية في المعرض من باب ضمان حرية التعبير. وسبب هذا الموقف الاستياء وأدى بالفعل إلى مقاطعة المعرض. فالكاتبة الألمانية ذات الأصول الإفريقية “ياسمينا كونكه” رفضت المشاركة في فعالية بالمعرض لتقديم روايتها الأولى “القلب الأسود”. وعبرت “كونكه” عن غضبها من المعرض في تغريدة على تويتر.
يذكر أن دار النشر “يونغه أوروبا”، التي تعرض كتبها في القاعة 3.1 بالمعرض، تدار من قبل يميني متطرف معروف. فصاحبها هو الناشط اليميني المتطرف “فيليب شتاين” الذي ينحدر من دريسدن ويبلغ من العمر 30 عاماً. قبل ذلك كان “شتاين” متحدثاً إعلامياً باسم منظمة “الأخوة الألمانية” اليمينية. كما ينظم مشروع التمويل الجماعي “واحد في المائة من أجل وطننا” والذي يروج للأفكار القومية والمناهضة للجوء في محيط “حزب البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي. وتم حظر صفحات المشروع المذكور على فيسبوك وإنستغرام ويوتيوب. وفي أحدث تقرير لمكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، تم تصنيف مشروع “واحد بالمائة من أجل وكننا” كحالة مشتبه بها.
كتبت على موقع تويتر قبل بدء معرض الكتاب الكاتبة “ياسمينا كونكه”: “لا يوجد مكان بجواري للنازيين، ولهذا السبب لن أشارك في معرض هذا العام”، مشيرة إلى أن القناة الألمانية الأولى (ARD) دعتها إلى جلسة نقاش (في المعرض)، لكن مشاركتها لم تكن ممكنة إلا تحت تدابير حماية خاصة، على حد تعبيرها، بسبب “تهديد من قبل يمينيين”، ولذلك لم يتم الإعلان عن الجلسة مسبقاً، كما قالت. لكنها علمت فيما بعد أنه تم السماح لدار “يونغه أوروبا” بعرض كتبها في المعرض، في مكان غير بعيد عن مكان جلسة النقاش.
وقالت “كونكه”، إن “شتاين”، بصفته رئيس المشروع اليميني المتطرف “واحد في المائة من أجل وطننا”، كتب بشكل معلن أنه يجب ترحيلها (كونكه)، وتضيف: “لذلك فمن المتوقع، بالإضافة إلى دار النشر والمؤلفين، أن يزور متطرفون يمينيون آخرون المعرض، ما يجعل الخطر بالنسبة لي شخصياً حاضراً بشكل لا لبس فيه”.
“كونكه” تجد أنه “من غير المقبول إعطاء النازيين مساحة لتقديم أنفسهم”. وكتبت على تويتر: “لا أتحدث إلى النازيين. لا أستمع إلى النازيين. لا أقرأ كتب النازيين. لهذا السبب اتخذت قراري، على حساب حضور كتابي والإعلانات المرتبطة بذلك، بإلغاء مشاركتي في معرض فرانكفورت للكتاب 2021″، مضيفة أنه لم يبق أمامها سوى خيار “المقاطعة، لحماية نفسي كامرأة سوداء”.
وقد تضامنت مؤسسة “آن فرانك/ Anne Frank” التعليمية في فرانكفورت مع الكاتبة “ياسمينا كونكه”. وقال مدير المؤسسة “ميرون مندل”: “إنها كارثة لثقافة النقاش المفتوح لدينا عندما ينسحب المتأثرون بالعنصرية ومعاداة السامية والكراهية من معرض فرانكفورت للكتاب، باعتباره أكبر معرض نقاش في البلاد، لأنهم لا يشعرون بالأمان هناك”، مشيراً إلى إن الهجمات مثل تلك التي وقعت في “هاله وهاناو” أو اغتيال العضو السابق في برلمان ولاية “هيسن فالتر لوبكه” قبل عامين أوضحت بشكل جلي أن الأيديولوجية السامة لليمين تمثل خطراً حقيقياً على حياة الإنسان. وقال: “من يقدم لهم منصة على منصات عامة بارزة مثل معرض الكتاب في فرانكفورت يساهم في تطبيع ونشر كراهية البشر”.
وقد صرح المتحدث الثقافي والسياسي للكتلة البرلمانية لحزب اليسار في بلدية رومر بفرانكفورت “مايكل مولر”، وشدد على أنه “يجب ألا يوفر معرض الكتاب في فرانكفورت منصة لدور النشر هذه، ولا حتى في الزاوية الخلفية الأخيرة”، وأن الحق الأساسي في حرية التعبير في ألمانيا لا يتم تقييده بذلك بالتأكيد”.
يذكر أن “يورجن بوس” قبل أربع سنوات، قال أنه لا يوجد أساس قانوني لفرض حظر على مشاركة دور النشر اليمينية. وقال في مقابلة مع DW: أن “الفكرة لا تنتهي بمجرد حظرها”. وصرح “هاينريش ريتمولر” رئيس جمعية تجارة الكتب الألمانية في ذلك الوقت: “إذا أخذنا حرية التعبير على محمل الجد، فيجب علينا أيضاً منحها لمن لا نشاركهم قيمهم وآراءهم، والذين نعتبر بأن آراءهم خطيرة”.
بينما ردت دار نشر “يونغه أوروبا” على بيان “كونكه” في تغريدة على تويتر. صرحت فيها الدار: “الضيفة المفاجئة ألغت حضورها في معرض الكتاب بسبب مشاركتنا (كما تدّعي). ما يتبقى: امرأة تعتقد حقاً على ما يبدو أن يمينياً سيعرفها أو يهتم بها. سخيف”.
الهيئة المصرية العامة للكتاب..
هذا وتشارك وزارة الثقافة المصرية بمعرض فرانكفورت الدولي ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب في نسخته الثالثة والسبعين، والأولى بعد تفشي وباء كورونا، وقد حضر الافتتاح رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور “هيثم الحاج علي” ، ونائب رئيس الهيئة الدكتور “أحمد بهى الدين العساسى”، ومدير المكتب الفني بالهيئة “نانسى سمير”.
ويضم جناح الهيئة المصرية العامة للكتاب بالمعرض أحدث إصدارات الهيئة ومنها أعمال الشاعر صلاح عبد الصبور، وأعمال الشاعر سيد حجاب، والشاعر عبد الرحمن الأبنودى. وتشارك أيضا هيئة الكتاب بمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب، بأعمال عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وأعمال عبد الرحمن الشرقاوي، وأعمال جمال الغيطاني، وموسوعة ثروت عكاشة فنون عصر النهضة، ملكات مصر، وصناعة الفيلم للمخرج علي بدر خان 3 أجزاء، وموسوعة تاريخ السينما لأحمد الحضري وكذلك كلاسيكيات الأدب العربي المترجمة، وغيرها، بالإضافة إلى كتب الأطفال، ومن السلاسل التي تصدرها هيئة الكتاب «سلسلة ما» التي تخاطب الشباب بأقلام كبار الكتاب المتخصصين في المجالات العلمية والأدبية المختلفة وتعرفهم بها بشكل مبسط.
معرض فرانكفورت الدولي للكتاب..
معرض فرانكفورت الدولي للكتاب هو أكبر تظاهرة دولية ثقافية تعنى بالكتاب والأدب بصفة عامة، المعرض يعد الأهم في العالم والذي يبلغ عمره الآن أكثر من خمسة قرون، في كل عام يلتقي هنا عشرات الألوف من المثقفين والكتاب والباحثين والناشرين من كل البلدان وتلتقي أيضا عشرات الألوف من عناوين الكتب من كل الثقافات وفي كل عام أيضا يحل على هذا المعرض ضيف شرف. يضم المعرض ست قاعات ضخمة تمتد على مساحة 171 ألفا و790 مترا مربعا.
لا يعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب فقط مجرد سوقا يلتقي فيه البائعون والمشترون لعقد الصفقات التجارية، وإنما هو بالدرجة الأولى منبر لتبادل المعارف والحوار، حيث تقام على هامشه وكجزء من فعالياته العديد من الندوات الثقافية والأدبية وحلقات الحوار والنقاش والمحاضرات وغيرها من الفعاليات الثقافية التي يشارك فيها في العادة كبار الأدباء والكتاب والفنانين والمبدعين في مختلف المجالات المعرفية والعلمية. أما من الناحية التجارية، فإن أهمية المعرض تكمن في الدرجة الأولى في كونه ملتقى بين المشتغلين في صناعة الكتاب في مختلف وسائلها وتقنياتها المكتوبة والمسموعة والمرئية وبعضهم البعض من جهة، وبين هؤلاء وصناع الثقافة من المبدعين والمثقفين والكتاب من جهة أخرى. حيث يكون المعرض فرصة للترويج للمنتجات المتصلة بالمعرفة. كما تعقد صفقات ضخمة على أرضية المعرض، سواء صفقات بيع وشراء للمنتجات أو لحقوق الطبع والنشر وعقود الشراكة والوكالة.
يذكر أن حوالي نصف زوار المعرض من التجار يأتون لتبادل حقوق وتصاريح الملكية الفكرية وحقوق النشر. وتشمل هذه العملية كل المنتوجات المتعلقة بالمعرفة، سواء كان ذلك في شكل كتب ورقية أو أفلام سمعية وبصرية وألعاب إلكترونية وغيرها من الوسائط الثقافية. كما تُسنح الفرصة عادة في اليومين الأخيرين للجمهور العادي لزيارة المعرض للإطلاع على كل ماهو جديد في مجال صناعة الكتاب واقتناء وسائل المعرفة والبحث عن خير جليس في الزمان.
كعادة المعرض في كل سنة، يتم دعوة إحدى الدول كضيف شرف على المعرض. وتتاح الفرصة “لضيف الشرف” لتسليط الضوء على إنتاجه الثقافي والأدبي والتعريف بتراثه ومستوى نموه وتطوره الحضاري. الهدف العام من ذلك هو إقامة جسور الحوار والتواصل المعرفي والثقافي بين الأمم والثقافات والحضارات.
أكاديمية فرانكفورت هي العلامة التجارية للمؤتمر الدولي ل معرض فرانكفورت الدولي للكتاب. بمساعدة علاقات دولية وطاقم من الموزعين المحليين ومختصين بشؤون الإعلام، أكاديمية فرانكفورت تهدف للوصول لجميع أسواق الكتب المهمة. أكاديمية فرانكفوت تعقد أحداث\ مشاريع في البرازيل، الصين، ألمانيا، الأردن، بريطانيا، مكسيك، بولاندا، سويسرا والولايات المتحدة. في العام 2013، أكاديمية فرانكفورت عقدت ورشتي عمل للناشرين: “إدارة دار نشر عصرية” و “سير العمل والتوزيع الخاص ب(كتب الكترونية -eBook) ”من قبل متحدثين عرب: صلاح شبارو من نيل وفرات وبلال زهرة من eKtab.