17 نوفمبر، 2024 5:27 م
Search
Close this search box.

تقرير انتخابات تشرين 2021 انتكاسة دراماتيكية للأحزاب الحاكمة

تقرير انتخابات تشرين 2021 انتكاسة دراماتيكية للأحزاب الحاكمة

لقد رأينا أن الانتخابات قد أصبحت الوسيلة الوحيدة للجمهور لمعاقبة السياسيين السنة والشيعة باستثناء الكرد لان الوضع هناك يختلف اختلاف جذري عن الوضع عند السنة والشيعة ، في كردستان كما نعلم أن هناك حزبين مسيطرين على الساحة السياسية ولهذا لم نرى مفاجأة تذكر في الساحة الكردية، ما علينا من الكرد ولنعود للضربات الموجعة التي تلقتها الكتل السياسية في الغربية والوسط والجنوب

لنبدأ بالمفاجئة الكبرى والتي حدثت في الجانب الشيعي، الأحزاب الشيعية تتهاوى وتتلقى ضربة وعقاب شديد من الجمهور والمرجعية

كيف متى واين؟

كما كان واضح أن الجمهور ساخط على الأحزاب الشيعية والوعود الكاذبة والفارغة قبل كل انتخابات وهذه المرة لن تنطلي اكاذيب فصل الربيع الانتخابي كما كان يحدث في السابق، لان الجمهور صار يعي ان بعد كل ربيع ياتي خريف طويل ولا ينتهي الا بقدوم الانتخابات القادمة، على مدار السنوات التي تلت الانتخابات ارتفعت أعداد العاطلين عن العمل وزاد الغضب الجماهيري على الكتل الشيعية التي لم تكن تملك الا الشعارات الفارغة والبعيدة عن تطلعات جمهورها، وزادت الهوة بين الجماهير والسياسيين لدرجة كبيرة حيث لم يتم معالجتها ولم تشخص اصلا من قبل الأحزاب الشيعية وبقوا مكتفين بالوعود والاعتماد على الاحلام الوردية الخادعة وما خدعوا الا انفسهم. وكما قال الله تعالى في كتابه الكريم “وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ” وقد فعلوها وخدعوا انفسهم بجدارة منقطعة النظير

المرجعية تجلد السياسيين بالصمت واللامبالاة

لم نعهد مرجعية النجف بهذا الهدوء من قبل ، خاصة وان كانت هناك انتخابات او ظروف فيها تقرير لمصير البلد والشعب، اعتقد ان المرجعية وما حولها من رجال أصبحوا غاضبين من الأحزاب الشيعية، وخاصة الموالية لإيران ونحن نعلم ان مرجعية النجف ليست على وئام مع مرجعية قم، لهذا رأينا ان النجف قد تخلت عن الأحزاب الشيعية لأنها رأت وشعرت ان الولاءات قد صارت ومالت اكثر من اللازم نحو قم وتركت النجف خلفها، وهذا ما جعل نداء المرجعية ضعيف وخجول في الترويج للانتخابات، وهناك أيضاً اشارة أخرى تدل على تخلي المرجعية عن شيعة الاحزاب وهي قرار عودة صلاة الجماعة بعد يوم واحد من نهاية الانتخابات وبالتحديد بتاريخ 2021/10/11! وهذا هو الخبر كما نشر في وسائل الإعلام “بعد انقطاعها بسبب الأوضاع الصحية في البلاد .. عودة إقامة صلاة الجماعة في صحن المولى أمير المؤمنين (عليه السلام)” ولماذا بعد الانتخابات بيوم واحد ؟ هل تغيرت الأوضاع الصحية فجأة! ام ان المرجعية لم تكن ترغب بالترويج في خطب الجمعة للانتخابات ولم ترغب في ان تكون في موقف يحرجها أمام المجهور والأحزاب، لهذا كان قرارها بعد الانتخابات وليس قبلها.
ولا ننسى ان المرجعية لم تسمي الحشد الشعبي بإسمه الصريح في خطبها السابقة التي كانت تناشد فيها ابطال التحرير والانتصارات، بل كانت تكتفي بالاشارة للمقاتلين ولم تنطق كلمة الحشد ابداً وارجو ان اكون مخطى في هذه النقطة والله اعلم، المهم ان هذه الإشارات تبين الفجوة بين النجف وشيعة الأحزاب ، وأيضاً الصيحات التي انطلقت من الصحن الحسيني في أربعينية الإمام الحسين (ع) الأخيرة ضد الجارة إيران وأمام انظار المرجعية ووكلائها! وانشقاق الحشد (العتبوي) عن الحشد الشعبي.

الشباب ونقمة بدون لقمة

هل تعلم الأحزاب الحاكمة كم هو عدد العاطلين عن العمل ام انهم انشغلوا بالتخطيط لفشلهم الذريع وسقوطهم الحر، “فقد كشفت لجنة العمل والشؤون الاجتماعيَّة والهجرة والمهجرين النيابيَّة، ، عن بلوغ عدد العاطلين في البلاد نحو 15 مليوناً” كلام اللجنة كان بتاريخ 20 من الشهر الثالث من السنة الحالية، يعني ان اكثر من ثلث الشعب تحت مطرقة البطالة، هل كانت الاحزاب تعلم بهذه الارقام ام انهم انشغلو بارقام اخرى! هذه الارقام جعلت الشباب تدخل في نفق اليأس والعزوف عن كل دعوات المشاركة في تغيير الفاسدين وتخلوا عن حقوقهم في الانتخاب

تزوير التزوير

لقد زورت الانتخابات قبل ان تزور، نعم فالماكنة الإعلامية المضادة عملت على تشويه الانتخابات قبل ان تبدأ ولا الوم هذا الإعلام، فقد كان على حق، لقد زورت الانتخابات كما كان يروج له وكما كان يصور للناس من إمكانية التلاعب بالنتائج من فلان وعلان وصعود ونزول النائب كما يصعد وينزل الدولار في البورصة، لقد صارت الأمور بورصة وأموال اكثر من كونها عملية ديمقراطية حقيقية غرضها هو تحديد مصير شعب يبحث عن امان ولقمة تسد جوعه، ولاننا ذكرنا الاعلام المضاد لا ننسى ان نمر على قرقوز الإعلام الموازي ، واعلم انكم عرفتموه ، واعتقد ان البعض سيرى انها عبارة قاسية ولكنني في الحقيقة لا اصفه الا بوصف واقعي ووصف دقيق لعمله ، فعمله عبارة عن كونه دمية في يد من يدفع ومن لا يدفع، فهمتم قصدي كما اعتقد، وهذا هو حال اغلب وسائل الإعلام للأسف، ولا ننسى الاعلام التابع، وما اقصده هنا هو الإعلام التابع والخاضع للأحزاب وما وراء الاحزاب، وهذا الإعلام لا فائدة ترجى منه غير تلميع صورة الحزب ورجالات الحزب.

القرار رونك سايد وعابر للحدود والعقول

لا ننسى ان قبل وبعد كل انتخابات ياتي المبعوث الأمريكية والإيراني لتشكيل الحكومة العراقية! نعم يا عزيزي، لقد قرأتها كما هي والجملة حقيقة وليست من بلاد العجائب ” مبعوث ترامب وسليماني يحثان الخطى نحو بغداد ، يسعى بريت ماكغورك مبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي، لوضع النقاط على الحروف في ملف تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، ليسبق بذلك قائد فيلق “القدس” الإيراني قاسم سليماني” هذا جزء من خبر قد تناقلته بعض وسائل الإعلام بتاريخ 2018/8/16 قبيل الانتخابات وتشكيل الحكومة في حينها، هل اقتنعت الان ان القرار رونك سايد وعابر للحدود والعقول ولا يمكن ان يقبله العقل والمنطق! فكيف ننتظر ان نرى اقبال شعبي في الانتخابات والشعب يرى حكومته تتشكل من خارج حدود صناديق الاقتراع،

الاحزاب في المزراب

لقد كان وما زال الحزب الحاكم وكل شركائه في الحكومة يسيرون في مزراب ضيق وخاص بهم وحدهم، ضيق في النظر والافق وضيق في كل شي الا في احلامهم الواهية، لا يرون ولا يشعرون بمن في الخارج ولا من في الخارج يستطيعون الوصلون لمن في الداخل، مزراب الأحزاب جعلهم كالمجنون الذي لا يؤمن ولا يشعر الا بنفسه ووجوده، اعتقد انهم صاروا كفرعون وظنوا أنهم لا يحتاجون الى السعي للبقاء ولا لتقديم شيء، استكبروا لدرجة ظنهم ان الشعب هو المدين لهم وليس العكس!

تغيير شعيط بمعيط

هل تعلم الأحزاب انهم صاروا بضاعة مبغضة وفاسدة ولا احد يرغب بها، طبعاً استثني بكلامي جمهور الكتلة الصدرية، لأنهم جمهور يشتري البضاعة حتى وان كانت سمكة بالبحر الاحمر فقط ان قال السيد، المهم، نعود من حيث بدأنا، البضاعة الفاسدة بدلت ببضاعة فاسدة أخرى، وهذا ما جعل الجمهور يغضب اكثر، كل الاسماء التي كانت مطروحة لم تلبي الطموحات و الكتل والأحزاب لم تنزع ثوبها العفن، بل أصرت على النزول للعرس بثوبها البازة الذي لا يلبي طموحات العصر الحديث، اعتقدوا أن شعارات النصر على داعش ما زالت تعمل وستبقى تعمل ليوم الدين! من قال لهم أن زهو النصر سيبقى ولن ينطفى وسيبقى لابد الابدين!

الجهاد في ساحة الفردوس

اعتقد ان أحزاب المقاومة لم تعي ان ساحة المعركة تختلف عن ساحة الفردوس وساحة التحرير وساحة المدرسة وساحة كرة القدم ، لم تفرق بين البيئات المختلفة ولهذا رأينا أحزاب المقاومة تتعامل مع كل البيئات على كونها ساحات معركة وجهاد وهذا خطأ عظيم و انتحار سياسي واجتماعي، الناس تقدر وتحب شجاعة المقاتل في ساحات المعركة ولكن المقاتل يبقى مقاتل ولا يمكن ان نبدل الادوار على حساب الكفاءة والمسؤولية، مسؤولية المقاتل ساحات القتال للدفاع عن وطنه وشعبه وأرضه لا ساحات السياسة ودهاليزها، انا هنا لا أنكر او انفي او امنع ان يدخل المجاهد في السياسة، ولكن قبل أن يدخل يجب ان تتوفر فيه الشروط المناسبة للعمل في السياسة، وهذا ما لم يتوفر في أغلب الشخصيات التي طرحت نفسها للساحة السياسية

أحزاب المقاومة تكتب بالكلاشنكوف

وهذا هو الخطأ الثاني، ان تستعمل الاداة غير المناسبة في الزمان والمكان غير المناسبين، وجود السلاح غير المبرر في بعض الأحيان في المكان والزمان غير المناسبين جعل هذه الأحزاب لقمة سائغة للإعلام وفرصة سهلة لتسقيطه والانقضاض عليه ، ان تحاول كسب الشباب بالقوة او في ابراز او استعراض القوة هذا غير صحيح وخطير وغير مناسب ابداً، لم تمتلك اغلب الأحزاب الشيعية اي توجه فكري أو اجتماعي أو ثقافي جدي، كل ما هناك هو السلاح والإعلام! نسوا ان هناك ساحات واسعة يمكن ان يتوغلو فيها ، الشباب والبنات والاطفال والنساء والرجال وغيرهم من الفئات التي يمكن ان تكسب كلٍ حسب احتياجه الاجتماعي والثقافي، نسوا ان يفتحوا المدارس والمستشفيات والنوادي الثقافية والجامعات وغيرها ،

النوم في الفساد

هناك الكثير من صفقات الفساد التي صارت كلام الشارع والاعلام وصارت الوزارات هي البقرة الحلوب للأحزاب ومصدر رزقهم الكبير في تمويل الجيوب والبطون “صنفت منظمة “الشفافية الدولية” العراق في المرتبة 117 من أصل 133 دولة عام 2003، قبل أن يتقهقر لاحقا إلى المرتبة 169 من بين 180 دولة” كما هو واضح ان الاحزاب الحاكمة تعمل على قدم وساق على تصدر قائمة الفساد الدولي وهم على قدر المسؤولية لذلك! وعلى حسب بعض المصادر التي ذكرت ان حصة المقاعد النيابية في انتخابات 2018 للمكون الشيعي مجتمعين هو 192 مقعد ، وهذا العدد هو كافي لازالة الفاسدين من الإنس والجن وليس الوزراء فقط، ولكنهم وللأسف اتفقوا ان يتفقوا على الشعب المسكين.

وهناك بعض الأسباب الأخرى التي ساذكرها باختصار

-فشل الماكنة الإعلامية للأحزاب في الترويج للانتخابات
-‏ الفقر الواضح في البرامج الانتخابية وعدم وضوح الرؤية
-‏الوعود الكاذبة في الماضي القريب
-‏العزوف العام من أبناء الشعب بسبب اليأس والخيبة من فشل القيادات
-‏الفشل في التعامل مع تأثير مواقع التواصل الاجتماعي (سوشيال ميديا)
-‏الأيمان بالسلاح وحده لحل المشاكل
-‏فقدان الثقة في المفوضية العليا للانتخابات وخاصة في استقلاليتها
– خسارة الزخم الجماهيري
-‏التشتت في الصفوف وعدم توزيع المرشحين بصورة صحيحة
– الجهل بالتعامل مع الجمهور
– الافتقار للشخصيات الاجتماعية و القيادية الحقيقية

أحدث المقالات