بعد سنوات من الآن سيكتب التأريخ الكهل ان عقول العقلاء في العراق كانت طافحة بالأسئلة عن صحة موضوعة إعادة تشكيل رؤوس الكيانات السياسية بعد تفكيكها وتجسيدها بالنتائج الأولية التي تمثل مولود إنتخابات تشرين 2021 , إلا أنهم لم يسألوا بها أحدآ , لسبب بسيط وهو ان المولود الجديد المتحرر من صبغة ومعالم الإنتخابات الطبيعية إلا في محاكاة بعضها وهو يخرج مندفعآ من أرحام مكائن الإنتخابات شريحة بأثر شريحة ليحطم ويركل رؤوس عائلته بدلآ عن رؤوس الكيانات كان يصرخ عاليآ :
– هذا قراري الذي ارغمتموني به على تجاوز طبيعتي الفنية !
نحن جميعنا نتذكر وعلى وجه الخصوص ولادة إنتخابات 2018 وقد كانت متحرره أيضآ من صبغة وقيود الطبيعة كونها خرجت من أيدي فاعلين لم يمتلكوا اي احساس بالألتزام الوطني , وكانت القلوب على اختلاف احزانها تود لو ان الحكومات القادمة لاتتبع طريق التزوير الذي إتبعته حكومة 2018 وحملت لوائه لكي لا تألفه بشكل واضح لأنها في ذلك سوف لن ترتقي أبدآ عتبة واحدة على سلم الثقة بينها وبين الشعب وستفقد منجزاتها , وقبل أن ترحل على ظهور بغالها الى القبور مدحورة ملعونة ,
سيخرج عليها جزء ضئيل من اتباع العقلاء وبحجج ظاهرية جديرة بالتصديق ترتبط بالموضوعة تلك على التظاهر والإحتجاج وقطع الطرق وحرق الإطارات كأرث تقليدي تناولوه من أيدي سابقيهم ليتحملوا عبئه , وستقوم الحكومات تلك في محنة كهذه بقطع طرق اخرى بعيدة عن إنبعاثات الهتافات واصوات خشخشة الرايات وبشكل ملموس ومرئي من اجل تحفيز المتضررين من الأزدحامات وقطع الطرق للكيل بعبارات السخط على المتظاهرين والمحتجين لكسب الشارع من ناحية , وليكون دليلآ عليها , اي على الحكومات , كونها تقف وراء تلك الموضوعة .
وهكذا أيضآ سيكتب ذو اللحية البيضاء عن الكتّاب والمحللين الذين كانوا كالغنم بين الذئاب وهم يكتبون ويتحدثون لينالوا البر من لدن الأب البايولوجي للمولود , وأن افراد عائلتة كانوا يقفون بأجنحة الملائكة وهم بما خط الفاعلون يلقون بجرعات من بياناتهم التي لاتستحق ان تقرأ على ذباب .
فيا ويلنا من هذا الكهل المعظّم والمصغّر لمنجزات البشر , أنه يتقدمنا دائمآ بقول الحقيقة , أما نحن الكتاب ومعنا المحللين السياسيين الذين عشنا زمنآ طويلآ مرعوبين من عقلية الحكام العصابيين العاكسة للحقيقة ومعنا هذه المرة عائلة المولود الصاخب , فقد مشينا خجلين لاهثين وراءه لنحثه على ان يكتب وهو في شرفاته المشرقة بعد عمر طويل عما سيقوله الوليد الصاخب عندما يبلغ سن الرشد ولم يقله في 11 اكتوبر 21 خوفآ من لحيته الجليلة البيضاء ليعيد لنا إعتبارنا .