خاص: إعداد- سماح عادل
فاز الكاتب السوري “مصطفى موسى تاج الدين” بجائزة ArabLit Story لعام 2021، عن قصته المترجمة “كم هم لطفاء”، والتي كتبها تحت القصف.
فقد أعلن الكاتب السوري “تاج الدين” على حسابه الشخصي على “فيسبوك” عن فوزه بالجائزة الدولية للقصص المترجمة التي وصفت قصته المترجمة بـ” ترجمة جديدة ومثيرة للقلق” لـ ” حكاية مقنعة ومؤثرة ومؤرقة”، حيث وصلت قصته للقائمة من بين عشرات القصص.
وصرحت عضوة لجنة التحكيم “ناديا غانم” عن القصة”: “أنها نزول ممتع ومقلق للغاية إلى بطن الجحيم، وإحدى أكثر القصص القصيرة التي لا تنسى عن الجنون مقابل العقل، والتي لم أقرأ مثلها منذ وقت طويل، أنا ممتنة للغاية للمترجمتين ميساء طنجور وأليس هولتم لأنهما أدخلتاني إلى عالم مصطفى تاج الدين الموسى”.
ووصفتها عضوة لجنة التحكيم “ليلى العمار”: “أنها حكاية مقنعة ومخيفة تظل الترجمة البارعة وفية للصوت الأصلي مع جمل قصيرة وحادة غالبا ما تنتهي في مكان ما غير متوقع، وأضافت أن النجاح في الجمع بين السريالية والكوميديا السوداء معا في خلق تأثير تقشعر له الأبدان”.
وقد أشادت عضوة لجنة التحكيم “ليري برايس” بالقصة ووصفتها بالتحفة الفنية والمتقنة من السرد القصصي، وتبعث فيك شعورا أن الأرض الصلبة تتزعزع تحت قدميك.
يذكر أن القصة الفائزة كتبت في 2013 وترجمت لعدة لغات عالمية، وهذه أول مرة تمنح فيها الجائزة لكاتب سوري منذ انطلاقها لأول مرة عام 2018. وقال الكاتب أن هذه القصة كتبها تحت القصف مع غيرها، ووصف أن تلك القصص هي الأفضل بالنسبة له من تلك التي كتبها بدول اللجوء بعد الهدوء.
مصطفى تاج الدين الموسى..
“مصطفى تاج الدين الموسى” قاص ومسرحي سوري مقيم في تركيا، ولد في إدلب عام 1981، ودرس في مدارسها، قبل أن ينتقل إلى دمشق العاصمة ليتخرج من قسم الإعلام في جامعتها. قبل خروجه من سوريا إلى تركيا في 20 أبريل/ نيسان 2014، كان مسئول المكتب الثقافي والإعلامي، ومدير النادي السينمائي في فرع اتحاد الشباب الديمقراطي (إشدس) التابع للحزب الشيوعي السوري الموحد 2007 . وخلال وجوده في تركيا صار عضوا في رابطة الكُتاب السوريين المناهضة للنظام وعمل محررًا في مجلة حنطة، ومحررًا للأخبار ومعدًّا لفقرات ثقافية وفنية تلفزيونية.
بعد مجموعته القصصية “قبو رطب لثلاثة رسامين”، التي صدرت في 3 طبعات، صدرت عن دار بيت المواطن مجموعته الثانية “مزهرية من مجزرة” عام 2014، في حين أصدرت دار المتوسط مجموعته القصصية الثالثة عام 2015 بعنوان “الخوف في منتصف حقل واسع”، التي تجري ترجمتها حاليا إلى اللغة اليونانية.
في عام 2016، صدرت مجموعته القصصية “نصف ساعة احتضار” عن دار روايات، ثم صدرت مجموعته القصصية “آخر الأصدقاء لامرأة جميلة” عام 2017.
وصدرت مجموعته القصصية السادسة “ساعدونا على التخلص من الشعراء” عن دار نون العام الماضي، في الوقت الذي أصدرت فيه دار خطوط وظلال هذا العام مختارات من مجموعاته القصصية بعنوان “أغاني أخينا الكبير”. وفي هذا العام أيضا صدرت مختارات قصصية له باللغة الفرنسية عن دار “أكت سود” في باريس، وستصدر قريبًا مختارات من قصصه باللغات الإنجليزية والإيطالية واليابانية واليونانية.
بدأ إصداراته المسرحيّة كذلك مع فوز مسرحيته “صديقة النافذة” بجائزة الشارقة (2017)، لتتوالى مسرحيات “عندما توقف الزمن في القبو” (2016 – طبعة ثانية 2020)، و”رسائل إلى عامل المنجم”، و”الخادمة وعائلة الشعراء” اللتان صدرتا هذا العام عن دار نون في تركيا.
وهو ابن القاص “تاج الدين الموسى” الذي فاز بجائزة سعاد الصباح عام 1992 عن مجموعته ”مسائل تافهة” ، ثم اتبع الساحة الأدبية برباعية “الشتيمة الأخيرة” و”حارة غريبة و”سباق مقلوب” و “الخائب”. ويعتبر “تاج الدين” أحد أعمدة الثقافة في إدلب. وينحدر من إدلب وكان دليل المعارضة للنظام آنذاك، وتوفي عام 2012، وشارك بالثورة السورية.
و”أرابليت ستوري” هي جائزة لأفضل القصص القصيرة، في أي نوع، مترجمة حديثا من العربية إلى الإنجليزية. وتشترط أن يملك المترجمون حقوق العمل وأن تكون الترجمات غير منشورة مسبقا. وهي مبادرة مستقلة من أدباء مهتمين بالقصة العربية، وبحسب موقعهم الإلكتروني يتم تمويل المبادرة من الجماهير ويدعمها المشتركون وبدرجة أقل المعلنون، وهي لا تتبع أي مؤسسة ولا تتلقى أي دعم مؤسسي.
ذكريات الاختباء..
في حوار معه على “الجزيرة نت” حكي الكاتب الفائز: عن الذكرى التي أحاطت بكتابة القصة الفائزة: “أتذكر أنه في شتاء 2013 كنت أعيش أيامي مختبئا عند المعارف في مدينة إدلب، متحاشيا الشوارع العامة وضوء النهار مثل الكثيرين. خلال تلك الأيام المريعة كتبت قصة (كم هم لطفاء) وقصصا أخرى. إن قصص تلك المرحلة كانت تأتي مكتملة تقريبا، على خلاف النصوص الأخرى التي تأتي فكرتها أو جزء منها ثم يشتغل الكاتب عليها”.
وصرح أنه كان يقرأ تلك القصص للشباب الذين كنا “نختبئ معا في نفس المكتب” الواقع في سوق المدينة والمطل على الأزقة. وكان هذا المكتب مناسبا له ولرفاقه “لأنه في حال مداهمة الأمن المكان نستطيع الهرب منه بالقفز على أسطح بيوت الحارات القديمة”.
بحسب بيان لجنة التحكيم تنبع قيمة هذه الجائزة، من الاحترام التي تحوز عليه، خاصة من قبل دور النشر، التي تنتظر نتائج هذه الجائزة لتتواصل مع الفائزين، وتوقع معهم عقودا للترجمة والنشر. بينما قيمة الجائزة ما زالت منخفضة، إذ تقدر بـ500 دولار أميركي فقط.