23 ديسمبر، 2024 11:13 م

معركة يزيد مع الحسين ومعركة الحسين مع يزيد

معركة يزيد مع الحسين ومعركة الحسين مع يزيد

قد يرى البعض ان هذا العنوان ذو معنى واحد ولا يتعدى فيه الاختلاف الا بتقديم الكلمات وتأخيرها ليس الا ولكن نظرة تأمليه في عقلك البطن يتضح لك الاختلاف جليا والفرق كبيرا فمعركة يزيد مع الحسين لها مكانها وزمانها ( ارض كربلاء في العاشر من محرم ) ومعركة الحسين مع يزيد لا مكان لها ولا زمان يحددهما فهي مستمرة الى قيام الساعة ( كل ارض كربلاء وكل يوم عاشورا ) كما انها بدأت حيث انتهت الأولى , اما المخاطب في معركة الحسين فهم كل أحرار العالم بغض النظر عن أديانهم وطوائفهم بل هي رسالة الى المؤمنين الذين هم في الأصلاب الطاهرة والأرحام المطهرة التي  جاد ويجود بها الزمان ويقوى بها الأيمان .
اليوم نلتمس من خطاب الحسين (ع ) استجابة النداء من اهل الصابئة والمسيحيين بمشاركتهم بمواكب التعزية في ذكرى عاشورا الأليمة , في حين ترى خطاب يزيد يتجسد في النفوس الحاقدة والبهائم العمياء الذين يستهدفون الناس الأبرياء وبالأخص المشاركين في عزاء الحسين كان هدف الحسين من هذه المعركة واضحا ومعلنا ( لم اخرج بطرا ولا اشرا ولا مفسدا بل خرجت لطلب الإصلاح في دين جدي ) نعم إصلاح الدين بعد الانحرافات التي زرعها ال سفيان ومروان , اما أدوات المعركة فهي الفكر والوعي والأيمان .
يزيد لا هدف سامي له الا التسلط على رقاب المسلمين بالترغيب والترهيب هو ورهطه لا فكر ولا سلاح لهم الا قوة السيف , انظر أصحاب الحسين بعضهم أصحاب نجباء لرسول الله (صلى) من أمثال حبيب بن مظاهر ومسلم بن عوسجه وبرير وزهيربن القين ثلة من المؤمنين , الحسين كنى حبيب بالفقيه لعلمه وورعه وبرير الذي يقال عنه صلى صلاة الفجر أربعين عاما بوضوء صلاة المغرب وزهير الذي وزع أمواله وطلق نساءه وترك أمرة قبيلته واستجاب لنصرة الحسين , اليوم أصحاب الحسين هم الثائرون على الطغاة في كل زمان ومكان فالثورات الشعبية التي أطاحت بنظام مبارك والقذافي وبن علي  وصالح وستطيح باخرين اكتسبت شرعيتها واستلهمت جدوها من ثورة الحسين وترى أصحاب يزيد من عمر بن سعد الذي أغراه ملك الري وشمر بن ذي الجو شن وحرملة وقيس بن الأشعث بطانة بائسة همها جمع المال ورضا السلطان حتى ولو بسخط الخالق فهم منزوعي الدين والضمير والانسانية بدلالة قتلهم طفل رضيع عطشان بل حزوا راسه ورفعوه على اسنة الرماح .
الحسين كان على يقين باستشهاده وأهل بيته وأصحابه بل حتى طفله الرضيع بقوله ( من لحق بنا استشهد ومن لم يلحق لم يبلغ الفتح ) نعم انه الفتح الجديد للإسلام والى قيام الساعة لان (الإسلام وجوده محمدي وبقاءه حسيني ) اما النصر الحقيقي في المعركة فكانت من نصيب الحسين وهذه حقيقة كان يدركها الأمام زين العابدين (ع ) عندما سأله إبراهيم بن طلحه من المنتصر في المعركة ؟ كأنه أراد الشماتة فقال له الامام عندما يؤذن المؤذن وتصلي فستعرف المنتصر , اما العقلية زينب فأشرات بخطبتها في مجلس يزيد الى هذا النصر والخلود لأخيها عندما قالت (فكد كيدك وأجهد جهدك  فانك لن تبلغ غايتنا ولن تمحو ذكرنا فما رأيك الا فند وأيامك الا عدد وجمعك الا بدد والحمد لله الذي حكم لأوليائه بالسعادة وختم لأصفيائه بالشهادة ) الحسين في معركته مع يزيد كان ذائبا في حب الله مستعجلا بلقاءه ( تركت الدنيا طرا في هواك وايتمت العيال كي اراك فلو قطعوني اربا لما مال الفؤاد الى سواك ) ويزيد كان متمعنا بالكفر والالحاد بقوله لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل .
[email protected]
http://rajialawady.jeeran.com