يبدو أن الديمقراطية لا تصلح للعراق ولايمكن الوثوق بها لأسباب كثيرة ، وعليه فاننا لسنا بحاجة الى انتخابات فاشلة لا صلة لها بجوهر الديمقراطية . وكان الأجدر بالقائمين على قيادة هذا البلد تسليم الجمل بما حمل الى المتحكمين بمصير العراق السياسي والاقتصادي بدلا من صرف الأموال الطائلة على مسرحية كوميدية عنوانها الانتخابات التي لم ينتج عنها سوى وجع الراس وفقدان الثقة بين الشعب وقياداته من جهة وبين مكونات الشعب من جهة أخرى . وأرى أن عدم قناعة العراقيين بنزاهة الانتخابات وبقدسيتها من أهم الأسباب لعزوفهم عنها وطلاقها طلاقا خلعيا لا رجعة عنه . وأثبتت نسب المشاركة المتدنية في عام 2018 وعام 2021 التي لم تتجاوز ( 20% ) صحة هذا الرأي . ويبدو كذلك أن الكثير من السياسيين الطامعين في السلطة وفي امتيازاتها لا يروق لهم من الديمقراطية سوى االتعكز بها للوصول الى أهدافهم الشخصية والفئوية بغض النظر عن مصلحة البلد العليا . وقد وصل الأمر الى حد الاستهزاء بكرامة الشعب وعدم احترام أصوات ناخبيه ، وخداعه بتبريرات لا يصدقها حتى البسطاء من عامة الناس . وأصبح من الواضح جدا للجميع أن الولايات المتحدة الأمريكية هي المتحكم الأول بجميع المعادلات السياسية والاقتصادية في العراق بمساعدة بعض العراقيين من الذين خلعوا ملابس الشرف لينبطحوا كالعراة أمامها وأمام حلفائها في المنطقة مثل دولة الامارات ومملكة آل سعود . ولكن الأمر المحزن جدا أن يكون هذا البلد العملاق صاحب أعرق الحضارات كالخاتم بيد من لا يملك من الحضارة شيئا . فالى أي عار وصل بنا الأمر والى أي ذل وصل شأننا ليكون العراق العظيم كرقعة الشطرنج يتلاعب ببيادقها رعاة البقر وأهل الابل وآكلو الجرابيع والعجوز الشمطاء جينين بلاسخارت !!!! ألم يخجل أولئك المنحرفون الضالون من قبيح أفعالهم ؟