لا أعرف مخلوقا مسكونا برمزية – الكرسي – وإيحاءآته النفسية للجالسين عليه بمشاعر الغلبة والاستحواذ والثقة بدوام البقاء والزهو .. مثل اصحاب السلطة والنفوذ – مابعد المقبور القذر – ومن كل الفئات ومن مختلف الاتجاهات – اسلاموي – قومي – عرقي – طائفي سني او شيعي – او مدعي العلمانية من مخلفات البعث .. فالجميع ( كورسويون بامتياز ) … والكرسي في اللغة يأتي بمعااني عدة منها : الكٌرسي : بمعنى تجميع الاشياء في مكان واحد .. وهو في السلطة تجّمّع الصلاحيات والقرار في يد صاحبه … وله معنى آخر يكون فيه الكرسي : بمعنى الاساس الذي يتّحّمل ثقل مايوضع عليه .. ومنه استعير الاشارة الى من بيدهم الامر والسلطة .. كونهم ركيزة الامر وبيدهم بناء او تهديم كل شيء .. وللعرب ما يقرب من خمسين اشتقاقا من كلمة
– كرسي – وخذ على سبيل المثال : تكرّيس .. وتعني محاولة توظيفه واستثماره للمنافع الخاصة وان تطلّب الامر القفز على الصالح العام وحقوق الناس .. وتأتي مٌكّرّس : بمعنى مخصص او موّظّف لخدمة او محتكّر لــــــــ فلان بقرار من كرسي آخر – اعلى مرتبة منه – وحين تتأمّل في حال ذوي الكراسي الجدد من اعلى مرتبة منها : كرسي الرئيس والوزير .. والى أدنى مرتبة – كرسي فرّاش بباب مسؤول ما .. تراهم جميعا .. متّشّبثين حد المذلّة بهذه الكراسي اللعينة .. ولا يستنكفون من استخدام اخس وارذل الوسائل لادامة بقاءهم فيها — فالتذلل والنفاق والتملق والتزلّف — اصبحت من مستلزمات البقاء ومن المسلّمات والضروريات الوظيفية . .. ومن مدخل الكرسي والتكرّيس أعرّج لالقاء الضوء على تكريس البعض من المسؤلين اجواء وشعائر الامام الحسين للدعاية الشخصية .. او للدعاية الانتخابية وتسويق نفسه للجماهير المشاركة في مراسيم العزاء بانه الحامي والمدافع لحقوقهم – مستغلا لعشق هذه الجماهير لآل بيت النبي ( ص ) – وعازفا على وتر العشق للحسين وقضيته — ناسيا هذا البعيد بانه لايختلف كثيرا عن الارهابي الذي يستغل هذه التجمعات لتفجيرها لصالح من يدفع له من مجرمي القاعدة او مجرمي السلفية الوهابية القذرة – فهما مشتركان بالتوظيف الشخصي المصلحي – البعيد عن هدف المشاركة بتقديم المواساة والعزاء للنبي الاكرم (ص ) ولعلي والزهراء سلام ربي عليهما .. وختاما اقول لاصحاب الكراسي : ان الناس قد عرفوكم جيدا والمرء لايلدغ من جحر مرتين – فاتركوا هذه الاساليب الرخيصة بتضليل الناس . السلام عليكم .