وكالات – كتابات :
تسعى القوى الكُردية في “إقليم كُردستان العراق”؛ إلى ترتيب بيتها الداخلي، في ظل التوتر السياسي الحاصل بين الكتل الشيعية خلال الأيام الأخيرة، عقب نتائج انتخابات العاشر من تشرين أول/أكتوبر؛ التي أسفرت عن خسارة مدوية لحلفاء “إيران” في الداخل.
وكانت الانقسامات السياسية تسود القوى الكُردية، ولا سيما عقب أحداث الاستفتاء على الانفصال، في 25 أيلول/سبتمبر 2017، وسحب قوات (البيشمركة) من “كركوك”، والمناطق المتنازع عليها الأخرى، ما أدى إلى شرخ سياسي كبير بين “أربيل” العاصمة و”السليمانية”، “إلا أن عودة الأمور إلى مكانتها الطبيعية؛ ستكون من مصلحة الشعب الكُردي”، وفقًا للمحلل السياسي، “عماد باجلان”.
نحو تكوين “مركز قوة” في بغداد..
ووفقًا لما أعلنته “المفوضية العليا المستقلة للانتخابات”؛ فقد تصدر “الحزب الديمقراطي الكُردستاني” نتائج الانتخابات في الإقليم، وذلك بحصوله على: 32 مقعدًا؛ بعدما كان عدد مقاعده: 25 في البرلمان المنحل، بينما حصل غريمه، “الاتحاد الوطني الكُردستاني”، على: 17 مقعدًا متراجعًا مقعدين. أما كتلة (التغيير)؛ التي خاضت الانتخابات ضمن، (تحالف كُردستان)؛ الذي جمعها بـ”الاتحاد”، ففقدت تمثيلها النيابي بعدم حصولها على أي مقعد؛ بعدما كانت تحظى بأربع مقاعد في الدورة السابقة. وكان اللافت في الإقليم فوز حراك (الجيل الجديد) بتسعة مقاعد؛ بعدما كان يحظى بثلاثة فقط.
وفي حال نجاح الاتصالات الكُردية الجارية، والتي يمكن من خلالها تشكيل كتلة تكون الثانية بعد (الكتلة الصدرية)، داخل “البرلمان العراقي” المقبل، سيحظى الصوت الكُردي بمركز قوة فاعل في “بغداد”، وهو ما يسعى إليه تحديدًا الحزبان الرئيسيان، “الديموقراطي الكُردستاني” و”الاتحاد الوطني الكُردستاني”.
ويقول المحلل السياسي الكُردي، “ياسين عزيز”؛ إنه: “في حال تحالفت الأحزاب الكُردية في ما بينها؛ سيصير عدد مقاعدها النيابية: 59، وبالتالي سيكون لها ثقل كبير داخل البرلمان العراقي”.
اجتماعات السليمانية..
وقبل يومين باشر وفد رفيع من “الحزب الديمقراطي الكُردستاني”؛ إلى مدينة “السليمانية”، محادثات مع القوى الكُردية الرئيسة في مرحلة ما بعد الانتخابات التشريعية. واجتمع الوفد الذي ترأسه سكرتير المكتب السياسي للحزب، “فاضل ميراني”، وضمّ كلاً من: “عارف طيفور” و”دلشاد شهاب” و”محمود محمد”، مع رئيس “حزب الاتحاد الوطني”، “بافيل طالباني”؛ وأعضاء من المكتب السياسي، وجرى البحث في تشكيل تكتل كُردي موحد للتفاوض مع القوى العراقية في شأن تشكيل الحكومة الجديدة، في “بغداد”.
ويقول “باجلان”، المقرب من “الديمقراطي الكُردستاني”؛ إن: “الأجواء السياسية بين الأحزاب الكُردستانية تمضي بشكل جيد، إذ أن هناك تفاهمات كبيرة بين الأحزاب الرئيسة وباقي الكتل السياسية الكُردية”.
ويؤكد أن الأمور تتجه إلى: “ظهور تحالف كُردي جديد وقوي ورصين على الساحة الكُردية، خلال الأيام القريبة المقبلة، بين الحزبين الرئيسيين”، لافتًا إلى احتمال: “انخراط بعض الكتل الكُردية في هذا التحالف المرتقب”.
ويُعد تحالف الحزبين هو الأقرب إلى الواقع في الوضع الكُردستاني؛ لما يجمعهما من اتفاق إستراتيجي يعود إلى أعوام عديدة. ويرى المحلل السياسي الكُردي، “محمد زنكنة”؛ أن: “التوافق على تشكيل حكومة إقليم كُردستان؛ والتوافق السياسي في بغداد سابقًا خضعا لهذا الاتفاق الإستراتيجي، واليوم أيضًا يُشكل الحزبان قوة تُقدر: بـ 49 مقعدًا نيابيًا”. ومن خلال زيارات وفد “الديموقراطي”، للسليمانية، تبين أن “الاتحاد” هو الأقرب للتحالف معه، في ظل رفض (الجيل الجديد) و(جماعة العدالة) الدخول في مفاوضات تشكيل الحكومة.
وبحسب “زنكنة”؛ فإن: “الواقع يُبيّن بأن تقارب الديموقراطي والاتحاد الوطني؛ سيكون أولاً من أجل رئاسة الجمهورية، ويتعلق ثانيًا بتوزيع الوزارات، بالإضافة إلى الوضع في كركوك والمناطق التي تشملها المادة (140) من الدستور العراقي”.
خلاف على منصب رئاسة العراق..
وفي هذا الصدد؛ أفادت معلومات كُردية؛ أن المحادثات التي جرت، يوم الإثنين؛ في “السليمانية”، شملت ملف منصب رئاسة الجمهورية العراقية، ففيما يُصر “الاتحاد” على بقائه من حصته، يُحاول “الديمقراطي” حيازته متذرعًا بتفوقه الواضح في نتائج الانتخابات.
وكان لافتًا إعلان وفد “الديموقراطي”؛ أن محادثاته تشمل كذلك الأحزاب والقوى غير الفائزة في الانتخابات، ومنها حركة (التغيير)، التي استقبلت الوفد الزائر في مقرها. أما في ما يتعلق بالقوى الكُردية المعارضة؛ فقد أعلن (الجيل الجديد) أنه لا يُريد المشاركة في الحكومة المقبلة ولا يرغب في الحصول على أي مناصب، لكنه أبدى في المقابل انفتاحه على: “فتح صفحة جديدة” في العلاقات مع الحزبين الرئيسيين في الإقليم، بعد مرحلة من الفتور والتوتر منذ تأسيسه بقيادة؛ “شاسوار عبدالواحد”.