فرح الكثير من أبناء عراقنا العزيز، وهو يشاهد الخطوة الأولى الحقيقية لمواجهة الخلل الواضح في إدارة الأموال المخصصة لوزارات يديرها من يصفهم خصومهم السياسيين بالفاشلين!! وتمثلت هذه الخطوة بقيام الأمانه العامة لمجلس الوزراء العراقي وبتنسيق مشترك مع وزارة التعليم العالي العراقية، لإستحداث دراسة الدبلوم العالي في التخطيط الأستراتيجي ، وهذا المنجز بمجرد التفكير به، يعني أن هناك من يشخص الخلل ويحاول إيجاد الحلول لمشاكل ضلت عصية على مختلف الادارات المتعاقبة،والأن وبعد تخرج الدفعة الأولى من طلبة هذه الدراسة، وبقراءة بسيطة لما يفكر به أولئك الخريجين الجدد، يلاحظ المراقب حجم الأحباط والملل الذي سيعانوه في وزاراتهم، بعد أن أصبحو مهيئين لمراكز قيادية بالتأكيد هم الأجدر بها من أسلافهم، الذين يحاولون ويعملون لمنعهم من ذلك، لأسباب ربما تكون قد استمدت وحيها من صراع سياسي غير شريف على مستوى الطبقات السياسية، لكنه صراع وضيفي هذه المرة، فتارة يحاول البعض التشكيك بقدرة اولئك المخططين الجدد، وتارة أخرى يقللون من أهمية التخطيط لإدارة الأموال والأعمال، وما عبارة(انشالله ترهم) الا دليل على فشل الأخرين في إدارة بيوتهم قبل مؤسساتهم!!!
والمتبع للمشهد العراقي وضاهرة الغرق من مياه الأمطار، يلاحظ الأسلوب السئ والملئ بالفساد بإدارة المحافظات والعاصمة، فرغم الميزانيات الأنفجارية التي خصصت لتلك المحافظات، شاهدنا مدن غارقة وشوارع امتزجت فيها مياه الامطار مع مياه المجاري، لتنتج لنا كماً هائلاً من سياسيي(صورني وأني مادري) يتجولون بذات العربات المصفحة والجرارات المزنجرة،وكثير منهم لايعرف شيئاً عن التخطيط والية إدارة المشاريع في البلد، ومن خلال لقائنا ببعض الدارسين للتخطيط الأستراتيجي والاحتكاك بهم، تبين بأنهم جادين بتغيير الواقع الحالي ولديهم الرغبة القوية بإثبات جدارتهم، والتوجه نحو إدارة الدولة الحقيقية وليس إدارة روتانا وmcp!!
ووتفاجئت كثيراً بما يطلبه اولئك المخططون الجدد،فلم تكن طلباتهم مرتكزة على أموال من ميزانية شعب يوصف بأنه الأغنى والأفقر معاً، في مفارقة عجيبة وغريبة في نفس الوقت، بل ان كل مايرغبون به هو تكاتف الجهد الحكومي خلفهم، ودعمهم لإنجاح المشروع الذي وضع بلمسة أكادمية خالصة، لاتدع اي مجال للشك بصحتها، والنيل من قيمتها،كما ينال سياسيي ( صورني ) من بعضهم البعض على شاشات ملعونة هي الأخرى ، يتزايدون لفضح أحدهم الأخر، دون أن يبادرو لخدمة فقراء حي التنك وغيره ممن ضللوهم بخطابات رنانة، وشعارات طائفية ، لم تجد من يلعنها، مايتطلبه هذا المشروع الأكثر من رائع هو المتابعة الخالصة والجدية للجهة التي بدأت المشروع، وأعني هنا الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي، لانها ستكون سبب نجاح التخطيط وتقليل فرص الميزانيات المهدورة في بلاد النهرين، الغارق في امطار الرحمة، وتغفو على صدره صخرة عبعوب، وبخلاف هذا الجهد المنتظر أعتقد أن التخطيط سيضل مجرد عبارة كبيرة مفقودة الهوية، كسابقاته من المشاريع التي اقرت ولم تطبق بشكلها المثالي والصحيح …