18 نوفمبر، 2024 2:27 ص
Search
Close this search box.

أزماتنا حالة مطلوبة ..!

أزماتنا حالة مطلوبة ..!

في زمن ما ترك أحدهم حفرة أمام بيته بعد إتمام بعض إصلاحات في رصيف ملاصق لباب بيته الرئيسي ، ومع مرور الأيام تحولت الحفرة إلى بؤرة للوساخة من كل أنواع ، وقبل أن يستفحل وضع الحفرة هذه أصبح كلما يمر أحد من الجيران أمام البيت ويرى صاحبها يسألونه عن سبب ترك هذه الحفرة دون علاج ، فيقول صاحب البيت : ببساطة يظهر فيه لا مبالاة : ( إن شاء الله سهلة ما يحتاج شيء ، فقط قليل من السمنت …الخ ..إن شاء الله .. فقط أحتاج كم يوم أتفرغ !!) ولم يتفرغ الرجل ، وتحولت الحفرة إلى بؤرة للوساخة والقاذورات ، وترك الناس اهتمامهم بها …!!
وللتذكير فقط : نشرت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية قبل عامين ! تقريراً بعنوان : السياسيون العراقيون يكلفون البلد (ألف دولار) كل دقيقة  جاء فيه : إن الساسة العراقيين يحصلون على ألف دولار للدقيقة الواحدة من دون أن يضعوا قانوناً واحداً يهم بلدهم ، ويسكنون مجاناً في أرقى فنادق بغداد ، وحصلوا على رسوم بمقدار 90000 دولار ، وراتب شهري قدره 22500 دولار ، وبعد انتهاء الدورة البرلمانية يحصلون على تقاعد 80 بالمائة من رواتبهم الشهرية مدى الحياة ، ويسمح لهم بالاحتفاظ بجوازاتهم وجوازات عائلاتهم الدبلوماسية ، في حين يفتقر البسطاء إلى الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء …..
حال العراق فيه حفرات لا تحصى ولا تعد ، ويحكمها رجالات كل دقيقة يكلفونه ألف دولار ، كحال البيت الذي أمامه الحفرة ، وكان صاحبها شبيهاً بهؤلاء السياسيون ، وعندما تسأل أي واحد منهم عن حال العراق لماذا هو تعبان ؟ يقول لكَ : إن العلاج بمكافحة الفساد والذي هو منتشر في كل مفاصل السلطة ، ويبدأ يبسِّط لك العلاج : إنه يكمن في محاربة الفاسدين ! فمثلا فخامة السيد رئيس الوزراء يقول هذا ، وكذلك رئيس مجلس النواب ، وكثير من النواب وحتى رئيس هيئة النزاهة ، لا بل إن أحدهم هدَّد بأن لديه وثائق عن الفساد ، لو كشفها لسقطت عروش ! ولكنه لم يكشفها ولحد الآن ولم تسقط العروش (أكيد كان يقصد المفسدين !) مرة واحدة ومنذ تأسيس هيئة النزاهة أعلن عن أحد المفسدين بالوثائق ، ولكن تم إيصاله إلى المطار وسافر بكل سهولة ولم يعد !!
أتذكر أن أحد الأصدقاء قال مرة ما معناه : إننا نعيش أحداث الماضي لدرجة أن دماءنا  تفور وتغلي ، وإن تشعب الأزمات وتراكمها فوق بعضها البعض دون رغبة لمعالجتها أو نفض بعضها عن كاهلنا يجعلنا ننوء بحمل ثقيل يشدنا إلى الأسفل بحيث يجعل وضعنا لا يعيش أزماته الراهنة فقط ، بل إنه يعيش حتى أزمات مؤجلة تاريخياً مصدَّرة من الماضي إلى الحاضر ، ذات بعد زماني أو تاريخي تماماً كما يعيش أزمات مصدرة من الخارج ( ذات بعد مكاني أو جغرافي – منذ أن حررنا أخلص صديق لحرية شعوب هذه المنطقة المهمة !! وغالية على قلب قادتها التاريخيين ! من ريغان إلى أوباما ) حتى أصبحنا نعيش أزمة التحرير ! وما نجم عنها من معارك مرسومة لها ، ويظهر من المفروض تراكم بعضها البعض إلى حد تصبح عند المواطنين : أنها حالة مطلوبة ولا حول ولا قوة إلا بالله .

أحدث المقالات