26 نوفمبر، 2024 1:48 م
Search
Close this search box.

ثقافة الإيفاد بين واقع السلطتين

ثقافة الإيفاد بين واقع السلطتين

تغرب عن الأوطان في طلب العلا….وسافر ففي الأسفار خمس فوائـد

تفرج هم واكتســــاب معيشة…..وعلم وآداب وصحبة مـــاجد
.
.فإن قيل في الأسفار هم وكربـة…..وتشتيت شمل وارتكاب الشدائـد
.
فموت الفتى خير له من حياتـه…..بدار هوان بين واش وحــاسد
الامام علي (ع)
بلا شك ان للسفر فوائد عديدة للإنسان وأهمها انه يتشارك ويتفاعل ويتحاور مع المجتمع الذي يلتقي به في البلد الاخر الذي يقصده في حوار الحضارات والثقافات ,ويتزود منهم ويتزودوا منه ,وعليه ان ينقل الوجه الحسن والجميل لوطنه وان كان قاسياً عليه الا انه هو الأب في نهاية المطاف,واخص بالذكر الوزارات والمؤسسات التي ترسل موظفيها اما لتطوير قدراتهم في برامج تهدف للارتقاء بمستوى أداء الموظف في العمل الوظيفي ,أومن خلال صفقات عمل للوزارة المعنية.
على الموظف ان يضع في نظر الحسبان احترام دولته وخصوصياتها وان يتجنب المساس بالحديث عنها وان لايقدحها في طرحه إثناء اللقاءات التي تجرى هنا وهناك,فلو أجرينا مقارنة بسيطة مع ماكان يحدث خلال سنوات النظام السابق فقد كانت المعايير التي يتم عن طريقها ارسال الموظف هو مدى ولاؤه لخط الحزب والثورة,وان لا يتأخر في كتابة التقاريرعن رفاقه وعن اي صغيرة وكبيرة , بصريحة العبارة رجل مخابراتي وأمن ,والبعض الأخر كانوا يجندون للممارسة بعض الاعمال التي لا تمت بصلة للقيم الأخلاقية والإنسانية ,فضلاً عن التزكية من احد كبار رجال السلطة آنذاك ,وقد يكون الإيفاد مقتصراً عن طائفة معينة والسبب في ذلك هو ان المكون الاخر كان معارضاً على مدار التاريخ للأنظمة التي تعاقبت على حكم العراق ,وكان لهم فلسفة معينة في اختيار القائد الذي يدير دفة الحكم .
ألان انا فرح جداً لأنني أجد الكثير من الموظفين الذين ترسلهم وزاراتهم لمختلف الدول من جميع الأطياف وكل المكونات,الجميع على مسافة واحدة من الايفاد ,والسلطة السياسية ليس لها اية علاقة في اختيار الموفدين القرار نابع من الدائرة المعنية ,ولا ينبع من جهاز المخابرات والأمن العامة كما في السابق, وحتى الذين لهم وجهات نظرمن التغيير وجدت ان الية الدولة لم تستبعدهم من الايفاد لانها كريمة معهم فهم أولادها وحضن الأم يستوعب الجميع .
 صحيح ان الإيفاد له مردود ايجابي من حيث القيمة المالية التي يجنيها الموظف منه في تحسين وضعه الاجتماعي ,ولكن على الدائرة المعنية ان تضع معايير موضوعية ومهنية معينة في الاختيار,منها ان يكون برنامج الدورة التطويرية يتلائم مع الموفدين من حيث مؤهلاتهم العلمية, ويرتقي بقدراتهم بهدف التواصل لما يطرأ من تطورات علمية وانسانية في مختلف المجالات ,وان لايكون حكراً على أشخاص معنيين دون غيرهم وكأن الأمر الوزاري بالسفر جاء خصيصاً لهم,الآخرين الذين استبعدوا بدون وجه حق أولئك سنترك انطباع نفسي سيء فيهم وسنجعل منهم ادوات تعرقل العمل وتؤخر انجازه .
على الموظف ان يحمل معه رسالة شعبه الذي لا يفارقه الموت في كل ساعة ودقيقة ,رسالة توصل معاني ودلائل للعالم بأسره ان سلطة الموت والخوف لدكتاتورية الصنم ذهبت مهب الريح وحل محلها ثورة الأصبع البنفسج في اختيار السلطة ,الموظف الذي طالما حلم في الإيفاد  الذي انتظره بفارق الصبر ,عليه ان يضع جميل الدولة التي ترسله وان يردلها الوفاء بصونها وعدم الحديث بما يسيء لهيبتها ,فللبيوت أسرار, فماذا يقولون عنا رجالات تلك الدولة وهم يسمعون كلام بعض الموفدين مملوء بالسخرية والهزل عن دولة التغيير والديمقراطية ,وآخرين يملئهم الحقد والغل في ان يشوهوه الحقائق ويزورا التاريخ لقصور ذاتي في تركيبتهم .
من المفترض تشكيل لجنة من ذوي الخبرة والكفاءة في كل وزارة تتولى على عاتقها اختيار الموظفين واختيارهم على أسس منطقية وموضوعية لكافة الايفادات خارج العراق وليس على أساس المحسوبية والمنسوبية ذلك سيصحح المسار لبناء دولة المؤسسات .

أحدث المقالات