التنازلات السريعة التي قدمها محور طهران- المالكي للإقليم والغرب على حساب الشعب، تؤكد أنه- أي المحور- (لم) و(لن) يعد صانع حدث سوى الحدث الدموي ببعده الطائفي، والذي يلد ردات فعل تديم الصراع المقابل. أثارت المرحلة الأخيرة من حكم المحور وما رافقها من طرف “نوري المالكي” من رياح التغيير في العالم العربي مشاعر متناقضة وأيقظ مشاريع كانت نائمة ومعها مخاوف لم تنم. إضعاف المحور يعني نزع ورقة إبتزازه خصومه بإسم الدين والمذهب. من الآن فصاعداً سوف يبقى هذا المحور يلهث وراء مايجري، يتأمل ويخشى ويدفع ليرضى عنه الخارج على حساب الداخل “الشعب”. لكي يستطيع أن يبني علاقاته الجديدة لابد من إستقرار بلدان التغيير والثورات وليس هنالك مايوحي بقرب ذلك. هذا يعني أن على المحور بطرفيه- حكومة بغداد الحالية والمقبلة وحكومة طهران المؤقتة لحين ميسره- أن يدير علاقات سياسية ودينية وثقافية وأمنية معقدة مع عالم عربي مضطرب ومتحول. يمكن أن نضيف إلى القلق من العلاقات مع الجوار قلق الخوف من عدوى الثورات في الداخل. يعرف المالكي ومن خلفه المرجعية الدينية حاميته أن السؤال المطروح هو: من.. ومتى.. وكيف.. سيحدث التغيير في العراق. يسبق إيران أو يعقبها أم بالعكس. متى ينفجر.. وأين.. في (النجف) و(قم) حيث مركز السلطة الحوزوية وشرعيتها الممنوحة لحومتا روحاني- المالكي. أم قريباً من (كربلاء) و(طهران) بالتحريض والمصالح. أم في (البصرة) و(الأحواز) حيث العروبة والنفط والفقر والخطر والموروث؟.. الخوف والإنتظار وحدهما الجواب. المحور “نمر من ورق”. متعب ومريض ويخشى مابعده. مابعده ينتظر. قليله معروف ومجهوله أكثر.