23 نوفمبر، 2024 4:31 ص
Search
Close this search box.

السيد القائد العام للقوات المسلحة : من يضرب من (بيد من حديد) ؟

السيد القائد العام للقوات المسلحة : من يضرب من (بيد من حديد) ؟

 لم يعد الحديث عن الأيام الدامية في العراق بالأمر الجديد أو ربما حتى المهم، فأحداث القتل والدم والارهاب كانت غزيرة كمطر 2013 الغير متوقع. منذ فترة وانا أعد اخبار الموت والقتل والتفجيرات وكل ماله علاقة بالارهاب وألاحظ إن عددها يتزايد يوما بعد يوم، حيث توسعت الرقعة لتعبر حدود بغداد ولتعود مدن المنطقة الغربية الى سخونتها ويطال التهديد كل شبر من أرض البلد، وليتوزع الموت بعدالة على أبناءه دون تفرقة بين طائفة واخرى.
الملفت للنظر ان هذه السنة التي شهدت صعود وتيرة الارهاب، لم تشهد في المقابل خططا جديدة او ستراتيجيات معينة على الصعيد الأمني، ولا حتى (وعود)، كتلك التي كانت تتدفق على شفاه المسؤولين في السنوات التي سبقت خطة فرض القانون أي 2009، وكل مانسمعه هو تصريحات مكررة في نشرات الأخبار، تبدأ من الاحلام الوردية للناطق الرسمي لوزارة الداخلية الذي أعلن مرارا وتكرارا (ان الارهاب يلفظ انفاسه الاخيرة، وانه عملياته عشوائية، وان الخطط الامنية نوعية)؟؟ وتنتهي بتهديد رئيس الوزراء في كل عملية ارهابية (تكسر الظهر): سنضرب بيد من حديد؟؟
أين كانت اليد الحديدية عندما حصد الإرهاب اليوم نخبة من ضباط الجيش: محمد الكروي فريق اول ركن/ قائد الفرقة السابعة ومجموعة من ضباطه ومنهم: العميد نومان محمد الزوبعي/ معاون قائد الفرقة السابعة، والعقيد جاسم الطائي – آمر لواء 27 في الفرقة السابعة، والمقدم مرتضى الحسني/ مسؤول حركات الفرقة السابعة، والنقيب سلام المالكي/ ضابط استخبارات الفرقة السابعة، بالإضافة إلى اثنين من نواب الضباط ورئيس عرفاء، حيث بلغ عدد القتلى 16، سبعة منهم من الضباط؟؟
مالذي تبقى في الفرقة السابعة؟ كل هؤلاء اغتيلوا اثناء عمليات الجزيرة خلال معارك مع جماعات مسلحة غرب محافظة الأنبار في وادي حوران. وذكر (مراسل العربية) ان قائد الفرقة محمد الكروي وضباطه قتلوا في منزل مفخخ نصب لهم ككمين من قبل تنظيم (داعش).
هل كان مراسل العربية يحلم أيضا، لأن ماصدر عن الفريق )علي غيدان) قائد القوات البرية من تصريح على قناة الحرة كان مختلفا، حيث أكد على إن محمد الكروي لم يقتل بكمين او منزل مفخخ، وإنما ب(لغم)، كان مدفونا، أودى بحياته وهو يتجول في صباح اليوم لتمشيط معسكر كانت يتخذه بعض أفراد القاعدة مكانا للتدريب والغريب في التصريح، ان السيد علي غيدان ذكر إن الفريق محمد الكروي قد طهر المعسكر من افراد القاعدة مساء اليوم الذي سبق مقتله، وان جميع من في المعسكر فر هاربا ولم يتبق سوى عملية التمشيط، وفي اتصال بين الشهيد محمد الكروي والسيد علي غيدان، أصدر الأخير أوامره الى محمد الكروي بالمبيت في مخبأ والايعاز له بدخول المعسكر فجر اليوم التالي، أي السبت. فاذا كان المعسكر خاليا من أفراد القاعدة فعلا، حيث تم اقتحامه من قبل الجيش قبل ليلة، فهل هي من قبيل الصدفة أن (يتعثر) الفريق الكروي باللغم؟ وأي لغم هذا الذي يقتل ستة عشر مرة واحدة؟
حقيقة مرّة يرفض أن يواجهها كل من يقود المساكين من جيشنا وشعبنا، إن الإرهاب استفحل في كل تفاصيل الدولة، جيشا ومؤسساتا وحكومة، وإن قتلة محمد الكروي ومارافقه من نخبة من ضباط الفرقة السابعة ربما كانوا برفقته وضمن من هاجم المعسكر، فالى متى يظل القادة في الحكومة والجيش والداخلية يخدعون أنفسهم بتصريحات وردية وبنفسجية ونارية لم تعد قادرة على إقناع طفل، ولم تعد حتى تطابق الحقائق، بل كل له سيناريو مختلف.
وفوق البيعة كما يقال، خبر مسائي يشيد بقوة يد الحديد حيث اغتيل العميد احمد البطاوي مدير شرطة الشرقاط ومن ومعه؟؟؟
لا أظن إن (يد من حديد) كافية لردع الارهاب، بل ربما علينا أن نضع ضمن موازنة 2014 فقرة لشراء الرجل الحديدي بنفسه؟؟
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات