بعد سلسلة التظاهرات الحاشدة للإيرانيين ضد مشارکة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي في قمة المناخ التي ستعقد في غلاسکو وبعد أن قدم أهالي ضحايا التعذيب في السجون الإيرانية الأسبوع الماضي على تقديم طلب رسمي إلى السلطات الأمنية الأسكتلندية، يدعو إلى اعتقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في حال شارك في قمة المناخ، فقد أعلنت وزارة الخارجية الايرانية بأن رئيسي لن يحضر قمة المناخ.
ليست المرة الاولى التي يتهرب فيها الرئيس الايراني من الحضور في مٶتمرات دولية منذ توليه الرئاسة، إذ إنه لم يحضر إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وألقى بدلا من ذلك کلمة مسجلة أمام المٶتمر، ولئن بررت طهران ذلك بسبب جائحة کورونا ولکن السبب الرئيسي کان التظاهرات الحاشدة للإيرانيين في العديد من دول العالم والتي کانت تطالب بإعتقاله ومحاکمته على جرائمه التي إرتکبها بحق السجناء السياسيين خصوصا والشعب الايراني عموما، وبنفس السياق، فقد بررت الخارجية الايرانية عدم حضور رئيسي لقمة المناخ لأن عضوية إيران غير کاملة في إتفاقية المناخ.
عندما قام المرشد الاعلى للنظام الايراني بتنصيب رئيسي کرئيس للنظام، فإنه کان يسعى من خلال ذلك أن يتجاوز النظام الايراني المرحلة الصعبة جدا التي يمر فيها على مختلف الاصعدة، ولکن الذي جرى هو إن رئيسي قد أصبح بحد ذاته مشکلة کبيرة للنظام إذ أنه مطارد أينما يذهب والاهم من ذلك إن إستمرار الحالة على هذا المنوال من شأنه أن يٶدي في النتيجة الى صدور ثمة قرار دولي أقوى بکثير من قرارات أخرى صادرة بحق رئيسي، ولذلك فإن تکرار عدم حضور رئيسي لمٶتمر دولي کان المزمع أن يشارك فيه مٶشر سلبي بالنسبة للنظام وفي نفس الوقت بمثابة نصر سياسي جديد للمقاومة الايرانية التي تقوم بالاشراف على هذه التظاهرات والنشاطات والفعاليات المناهضة للنظام الايراني وتقوم بتنظيمها وتوجيهها.
رئيسي الذي کان منتظرا منه أن يقوم بکبح جماح النشاطات الداخلية للمقاومة الايرانية ويدأ عن النظام المخاطر والتهديدات بحقه بهذا الصدد، لکن إضافة الى إنه لم يتمکن من تحقيق ذلك بل وحتى يمکن القول من إنه قد فشل غير إن الذي تسبب بصداع لرئيسي والنظام من خلفه هو إن النشاطات الخارجية للمقاومة الايرانية قد تضاعفت منذ مجئ رئيسي وبصورة غير عادية حتى أصبح ذلك يشکل کابوسا حقيقيا لرئيسي الذي صار أشبه بالمطارد المطلوب للعدالة والذي يتوجب عليه دوما التحوط والحذر من أن يلقى القبض عليه!