صحيفة أصولية إيرانية تتوجس من .. أول انتخابات عراقية في مرحلة ما بعد “قاسم سليماني” !

صحيفة أصولية إيرانية تتوجس من .. أول انتخابات عراقية في مرحلة ما بعد “قاسم سليماني” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

أعلنت مصادر محلية عراقية انتهاء عملية الاقتراع في الانتخابات البرلمانية، وإنطلاق مرحلة فرز الأصوات.. وفور انتهاء الاقتراع كتب، “مصطفى الكاظمي”، رئيس الوزراء؛ على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي، (تويتر): “الحمد الله وعدنا بإجراء انتخابات نزيهة وآمنة، وقد انتهت مهمتنا وهيئنا الإمكانيات لانتخابات ناجحة. وأنا أتوجه بالشكر إلى الشعب العراقي الشريف، وجميع المشاركين في التصويت، والمرشحين، والقوى السياسية، والمراقبين، وأعضاء اللجنة العليا للانتخابات، والقوات الأمنية، والأمم المتحدة، والمرجعية الدينية”.

بدوره وجه، “عثمان الغانمي”، وزير الداخلية؛ رسالة إلى الشعب والقوات الأمنية العراقية؛ وفيها: “لقد أوفيتم بتلبية نداء الوطن بعد أن توجهتم إلى صناديق الاقتراع، وأحدثتم ثورة بنفسجية يُشار لها بالبنان، فأنتم المحبون لبلدكم. يا من جعلتم أصابعكم في هذا العرس الانتخابي تغرس خيرًا حصاده قريب ولوحة ترسم حب الوطن. شكرًا لكم ولما بذلتم وسيكون لشعب العراق موعدًا مع صباح جديد ومستقبل زاهر”.

ووفق اللجنة العليا لانتخابات، يبلغ عدد من يملك بطاقة انتخابية: 20 مليون و919 ألف و884 شخص، وبلغ إجمالي المشاركين: 04 مليون و76 ألف و901 شخص، بنسبة: 17% من إجمالي الأصوات.

ووفق هذا التقرير؛ سجلت محافظة “صلاح الدين”؛ أعلى نسبة مشاركة بلغت: 27%. ويقول الدكتور “صالح المحمدي”، المحلل العراقي البارز: “في هذه الانتخابات لم يطرأ تغيير كبير على المعدلات الانتخابية، ومن المستبعد أن يتمكن تحالف واحد من تشكيل الحكومة؛ كما حدث في انتخابات 2010م. وفي رأيي فالمنافسة الأهم بعد تشكيل البرلمان؛ هي كيفية بلورة تحالف الأغلبية”.

وأكد: “تضاعفت إمكانية الشفافية والنزاهة بتغيير قانون الانتخابات، لكن هذا لا ينفي إمكانية التزوير بسبب فساد الهيكل. لكن من جهة أخرى، تزداد فرص المرشح المستقل في المناطق التي شهدت احتجاجات واسعة، في العام 2019م، كالناصرية، وهو ما قد يُمثل منعطف في انتخابات 2021م”.

يتدخل مراسل الصحيفة بالقول: “التقيت أثناء زيارة الأربعين؛ محلل آخر وقال: فرصة الصدريين أكبر بسبب انخفاض المشاركة في المدن”. بحسب “سيد صادق الحسيني”؛ في تحليله الذي نشرته صحيفة (وطن آمروز) الأصولية الإيرانية.

تغيير موقف آية الله “السيستاني” من انتخابات 2021م..

تقدم “عادل عبدالمهدي”؛ باستقالة فور خطبة مندوب المرجعية؛ وقال: “استمعت إلى خطبة المرجعية الدينية العليا باهتمام؛ وفيها: بالنظر إلى عجز الأجهزة المختلفة في التعامل مع الأوضاع، خلال الشهرين الماضيين؛ والحيلولة دون إراقة الدماء؛ يتعين على البرلمان إعادة النظر في اختياراته والعمل وفق مصالح العراق والمحافظة على دماء العراقيين والحيلولة دون المزيد من الاضطرابات. وعليه تقدمت باستقالة رسمية من رئاسة الوزراء إلى البرلمان”.

وبعد خمسة أشهر على استقالة، “عبدالمهدي”، كُلف “مصطفى الكاظمي”؛ بتشكيل الحكومة الجديدة والدعوة إلى الانتخابات؛ وفق دعوة آية الله “السيستاني”، باعتبارها الحل للقضاء على الفساد.

وفي انتخابات 2021م؛ دعت المرجعية الشعب للمشاركة في الانتخابات تحت مسمى: “المشاركة الواعية”، وهذا لم يحدث في انتخابات 2018م.

ومما جاء في بيان “السيستاني”: “تدعو المرجعية الدينية العليا إلى المشاركة الواعية والمسؤولة في الانتخابات… ويتعين على المصوتين الاستفادة من التجارب السابقة واغتنام هذه الفرصة الهامة في إحداث تغيير حقيقي في إدارة الدولة وإقصاء الأيادي الفاسدة من مفاصل الدولة الرئيسة. وهذا لن يحدث إلا بتكاتف المصوتين والمشاركة الواعية في الانتخابات واختيار الأفضل. خلاف ذلك سوف تتكرر مشاهد الفشل البرلماني المسؤول عن تشكيل الحكومة”.

أول انتخابات في مرحلة ما بعد الحاج “قاسم”..

انتخابات 2021م العراقية، هي ثاني انتخابات بعد تطهير البلاد من تنظيم (داعش) الإرهابي، وأول انتخابات تخلو من أي دور للحاج، “قاسم سليماني”.

وتصارع “طهران”، العقوبات والضغوط الاقتصادي المتزايدة، كما أن الحكومة الإيرانية الجديدة بصدد الاستقرار وتقييم الأوضاع.

في الوقت نفسه، سحبت “الولايات المتحدة” جنودها من “أفغانستان”؛ وسهلت صعود (طالبان) إلى السلطة وتوتير الأوضاع، شرقي “إيران”. وبينما تركز السياسة الأميركية الخارجية على المحور الصيني، لكنها لم تتخلى عن مساعي احتواء النفوذ الإيراني.

في ضوء هذه الأوضاع؛ تُمثل الانتخابات العراقية معيار حقيقي لإثنين من الأطراف الرئيسة. ووفق المعلن تهدف الانتخابات للمنافسة بين التحالفات والأحزاب والكتل السياسية للحصول على أكبر حصة من السلطة والحقائب الوزارية، إلا أن انتخابات 2021؛ تمهد الساحة للمنافسات بين القوى الإقليمية وفوق الإقليمية؛ وتشمل “إيران”، و”الإمارات العربية المتحدة”، و”تركيا”، و”السعودية” إلى حد ما، و”بريطانيا” وبالطبع “الولايات المتحدة الأميركية”؛ على إدارة المشهد العراقي في مرحلة ما بعد الحاج “قاسم” !

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة