18 ديسمبر، 2024 7:46 م

الانتخابات العراقية بين صمت الطامحين .. واصوات الناخبين

الانتخابات العراقية بين صمت الطامحين .. واصوات الناخبين

قراءة استشرافية
ماهي الا دقائق وتفتح مراكز الاقتراع ابوابها امام الناخبين للادلاء باصواتهم، وفي قراءة استشرافية للشهد الانتخابي نجد ان احزاب السلطة ماتزال تسعى بكل ما تمتلكه من وسائل الترغيب والترهيب من مال سياسي وسطوة امنية وسلطة وظيفية او غير وظيفية وعلى اتباعها من اجل الخروج من الازمة . اذ ان التحديات الانتاخبية التي تواجه هذه الاحزاب في هذه الانتخابات باتت اكثر من ذي قبل، فقد بدأت بضغط جماهيري انتهى بتغيير قانون الانتخابات ، الذي اقر تعددية الدوائر الانتخابية في المحافظة الواحدة، ( واعادة تشكيل المفوضية المستقلة للانتخابات) اضافة الى ضغط المرجعية الدينية الناشيء عن اسقاط ثقتها بالطبقة السياسية الحاكمة في احداث تغيير نحو الافضل، والتحدي الجديد الذي ظهر في هذه الانتخابات هو ظهور الكيانات السياسية الجديدة والمنافسة.
وبالرغم من كل ما تتمتعع به هذه الاحزاب من عوامل القوة والفوز المحتمل الا انها بلا شك تخشى من ظهور هذه الكيانات التي حتى وان لم تحقق شيئا مذكورا في هذه الانتخابات الا انها استطاعت الى وعي سياسي اجتماعي جديد يتمثل في ايقاد جذوة الطموح لدى النخبة في التغيير واستعدادها للدخول على خط المنافسة السياسية من اجل اعادة رسم الخارطة السياسية الجديدة.
وفي قراءة ادق لقوة هذه الكيانات الجديدة على المنافسة ومدى قدرتها على تحقيق التغيير ( النسبي ) فاننا نجدها كانت بحاجة الى التعاطي مع المنافسة السياسية مع احزاب السلطة الى اكتساب عناصر القوة اكثر وخصوصا ما يقع تحت دائرة امكانها وتحقيقها مثل:
اولا: البرنامج الانتخابي اذ ان ضسق الوقت وقلة الخبرة في متطلبات المنافسة السياسية لدى بعض هذه الكيانات جعلها تتحرك في خطواتها بطريقة تسلسلية وليست عرضية بمعنى انها انشغلت ولفترة في عمليات التاسيس والتسجيل ومن ثم انشغلت في عملية اعداد قائمة المرشحين ولم تلتفت الى اهمية العمل على اعداد وصياغة برنامج انتخابي يضع الناخب امام رؤية واضحة لما يمكن ان يكون عليه قراره يوم الانتخاب. ومن ثم دخلا هذه الكيانات الى ساحة المنافسة كدخول الكيانات السياسية الحاكمة وربما اضعف من هذه الناحية.
ثانيا: الخطاب الانتخابي افتقدت الكثير من الكيانات السياسية الجديدة ان لم نقل باجمعها الى خطاب انتخابي يمكن ان يلفت نظر الناخب العراقي اليها، ولذلك غاب الجدل السياسي والحوار الانتخابي عن هذه الكيانات الجديدة واستمر هذا الجدل والحوار بنفس مستواه السابق مكررا لذات الموقف الناقد للاداء السياسي لاحزاب السلطة.
ثالثا: الدعاية الانتخابية: شهدت الدعاية الانتخابية لهذه الكيانات الجديدة ضعفا واضحا من خلال حجم دعايتها بالقياس الى حجم دعاية احزاب السلطة فضلا عن نوعيتها. فضلا عن عدم استثمارها لوسائل التواصل الاجتماعي بطريقة علمية ومركزة.
وعلى هذا ربما لن نشهد تغييرا واضحا في خارطة المشهد الانتخابي الجديد، وان فرص الحضور للكيانات الجديدة ربما سيكون اقل من المتوقع ( 20 الى 30%) الا ان هذه النسبة في ظل الظروف المحيطة بالعملية السياسية عموما، والانتخابية على وجه الخصوص يمكن ان تشكل بداية الحراك الجديد نحو اصلاح العملية السياسية، رسيما وان الكثير من احزاب السلطة باتت تعيد حساباتها في التعاطي مع الجمهور الانتخابي.
اعتقد ان الرهان على الوعي السياسي القائم على بناء المجتمع السياسي والنخبة السياسية الوطنية والفاعلة يمكن ان يكون مفتاح التغيير في الدولة العراقية، خصوصا وان الارادة الجماهيرية موجودة الا انها تحتاج الى اعادة الثقة في نخبها السياسية، اضافة الى ما تقدمه المرجعيات الدينية من خطط وبرامج للناخبين يمكن لها ان تساهم في عملية بناء المجتمع السياسي والنخبة السياسية، وايضا صحوة احزاب السلطة التي وان جاءت متاخرة الا انها يمكن ان تكون خطوة في الطريق الصحيح اذا ما اقترنت هذه الصحوة بخطوات عملية واضحة تؤكد فيها مصداقية ما تدعيه.
#سننتخب