جندي بلا حدود .. أهمية الحوار “الإيراني-السعودي” من منظور “عبداللهيان” !

جندي بلا حدود .. أهمية الحوار “الإيراني-السعودي” من منظور “عبداللهيان” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

تلعب “وزارة الخارجية” في الحكومة الإيرانية الجديدة؛ دورًا بارزًا مقارنةً بباقي المؤسسات الحكومية، بحيث تضاهي التخطيط السياسي لـ (الحرس الثوري). وجولات وزير الخارجية، “حسين أمير عبداللهيان”، في المنطقة ومواقفه الواضحة؛ تُثبت هذا الإدعاء. بحسب “كامليا انتخابي فرد”؛ في صحيفة (إينديبندنت) النسخة الفارسية.

جندي بلا حدود..

يُذكر أن “عبداللهيان”، عضو (فيلق القدس) الإيراني، يُعتبر جندي بلا حدود ويلعب دورًا كبيرًا في توفير الأمن والسلام على المستويات الإقليمية والدولية.

وقد طلب إلى “الولايات المتحدة”؛ دفع مبلغ: 10 مليارات دولار، (من الأموال الإيرانية المجمدة)، لقاء العودة إلى طاولة المفاوضات، وقال: “نحن لا نتعجل العودة إلى المفاوضات”، وأضاف تعلقيًا على الأوضاع اللبنانية: “الأوضاع تسير وفق ما أردنا”.

وأعلنت “الخارجية الإيرانية”؛ أن الأولوية بالنسبة للسياسات الخارجية هي التركيز على المنطقة لا العودة إلى “الاتفاق النووي”. وما يدعم الإدعاءات الإيرانية للاستعراض في المنطقة، وكذلك عدم المبالاة تجاه الغرب و”الولايات المتحدة”، هو موقف “جو بايدن” وإدارته؛ تجاه “أفغانستان”.

لا ثقة في واشنطن..

لأن أداء الرئيس الأميركي غير المسؤول؛ تجاه دولة عقدت معها اتفاقية أمنية إستراتيجية، والتعاون مع أعداء الشعب الأفغاني، وتسليم الدولة إلى أخطر التنظيمات الإرهابية، وغض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان، ليس في “إيران” فقط، وإنما في كل دول المنطقة، يعكس حقيقة واضحة؛ هي: “لا للثقة في الولايات المتحدة”.

وحقيقة الأمر أن الإدارة الأميركية الحالية والإستراتيجية الأميركية طويلة المدى، لا تعبأ بمنطقة الشرق الأوسط والأزمات الحالية، وتضحي بسهولة بأي دولة. وبهذه الرؤية فقد حلفاء “الولايات المتحدة” الأمل؛ في حين امتلك أعداءها جرأة الاستعراض.

ونظرة على خريطة العالم والأحداث الراهنة تعكس بوضوح أفول القوة الأميركية، وتشكل تحالفات واستعراض القوى المتمردة.

تضخم الدور الإيراني..

وحاليًا تنشغل “الجمهورية الإيرانية” بتطوير برنامجها النووي، واحتياطياتها من (اليورانيوم) المخصب، وانتهاكات حقوق الإنسان. وهي تتقدم باتجاه التحول لدولة نووية وتوفر الصفقات غير القانونية وسوق “النفط” السوداء احتياجات هذا النظام.

ورغم معارضة الحكومة اللبنانية؛ سلمت “إيران” بسهولة، (حزب الله)، حاويات الوقود وتتحدث عن المزيد من المساعدات وتكثيف وجودها في المنطقة.

في غضون ذلك أعرب “عبداللهيان”؛ عن التفاؤل بالمفاوضات مع “المملكة العربية السعودية”، في حين تستهدف صواريخ (الحوثي)، المدعوم بـ (فيلق القدس)، الأهداف المتوالية في الأراضي السعودية.

الحوار المباشر مع الراعي الرئيس للميليشيات..

ومن الطبيعي في ضوء موقف “الولايات المتحدة” غير الحاسم تجاه “إيران”، أن تلجأ دول المنطقة إلى التحاور والعمل على حل المشكلات وتقبل حقيقة التعايش معًا في النهاية. ولو أن “السعودية” تخوض حاليًا في محادثات مع “إيران”، وتنهض لحل الأزمة اليمنية ومشكلة الحوثيين، من خلال الحوار مع الراعي الرئيس لتلكم الميليشيات، (أي الجمهورية الإيرانية)، فإن الحوار مع “السعودية”، بالنسبة للمسؤولين الإيرانيين؛ بمثابة مدخل للتطبيع مع كل دول المنطقة العربية وتحقيق الإزدهار الاقتصادي.

أضف إلى ذلك أن أحد أسباب فشل “الاتفاق النووي” الإيراني مع الغربي، هو عدم دعم الدول العربية بالمنطقة للاتفاق. لقد تنحت الدول العربية جانبًا لأن الرئيس، “باراك أوباما”، اتخذ نهجًا صعبًا إزاء هذه الدول، وأخذ الغرور جهاز الدبلوماسية الإيراني، (روحاني-ظريف)، على أمل تحسن العلاقات بشكل كامل مع “الولايات المتحدة” ورأوا أنه لا حاجة لدول المنطقة؛ ومن ثم بقيت مشكلاتهم مع هذه الدول على حالها.

ورغم وعود، “ظريف”؛ بتحسين العلاقات الإيرانية مع دول المنطقة، إلا أن ذلك لم يتحقق، ونسى “ظريف” بعد التوقيع على “الاتفاق النووي”؛ أن الاستثمارات الغربية في “إيران” لن تكون سهلة دون مساعدة دول المنطقة. وقضى توتر العلاقات مع دول الجوار على حتى أبسط المتنفسات الإيرانية للتخلص من العقوبات.

وانسحب الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، من “الاتفاق النووي”، لكن حلفاءه من الدول الغربية؛ انتقدوا الموقف الأميركي وحافظوا على وجودهم بـ”الاتفاق النووي”، لكن دون إجراء تعاملات مالية وتجارية مع “إيران” وتذرعوا بحجج مختلفة للتملص من تعهداتهم.

وعليه فهمت “الجمهورية الإيرانية”، بعد فشل “الاتفاق النووي”، أن العلاقات الجيدة مع دول الجوار أهم من مبدأ الاتفاق مع الغرب و”الولايات المتحدة”. ومن هذا المنطلق، تتفاءل “الجمهورية الإيرانية” بمساعي إحياء “الاتفاق النووي”، وسوف تلعب دول المنطقة دورًا بارزًا في نجاح هذا الاتفاق والانفتاح الاقتصادي الإيراني. وعليه تنطوي المفاوضات “الإيرانية-السعودية” على أهمية بالغة بالنسبة للبلدين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة