22 نوفمبر، 2024 1:16 م
Search
Close this search box.

حذار من الاعيب طهران

حذار من الاعيب طهران

بعد المماطلة والتسويف في تحديد موعد محدد للعودة للمحادثات النووية من جانب النظام الايراني وظهور أکثر من مٶشر ودليل على إن هذا النظام يميل للمراوغة والتمويه من أجل تحقيق مآربه وأهدافه فإن التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية أمير عبداللهيان والتي طالب فيها الولايات المتحدة الامريکية بإطلاق 10 مليارات من الاموال الايرانية المجمدة کدليل حسن کي يعود نظامه للمحادثات، فإن الاستنتاج الذي يمکن الخروج به من کل هذه المجريات هو إن النظام الايراني يريد کعادته دائما أن يقبض من دون أن يدفع شيئا أو بتعبير أدق أن يحصل على مکاسب کبيرة في مقابل تنازلات صغيرة لاتٶثر على أصل وأساس برنامجه النووي وإن الاحداث والتطورات وخلال 3 عقود من التفاوض النووي معه قد أثبت ذلك بوضوح.
التصريحات والمواقف الصادرة من جانب القادة والمسٶولين في النظام الايراني ولاسيما بعد تشکيل حکومة ابراهيم رئيسي، لاتبشر بالخير أبدا خصوصا وإنها أبعد ماتکون عن الشفافية والتلقائية وتسعى للمراوغة والمناورة والتمويه وإضفاء أجواء من الضبابية على الموضوع وحتى التهرب من المسائل الاساسية والتمسك بالمسائل الفرعئية، ومن دون شك فإنه ليس مجموعة 5+1 التي تفاوض النظام حاليا تشعر بالقلق والتوجس من ذلك ولاسيما من نوايا النظام وأهدافه المبيتة بل إن الامر ينسحب أيضا على بلدان المنطقة التي تجد نفسها المعنية أکثر من غيرها بالنوايا المبيتة للنظام الايراني من وراء إصراره على المراوغة والتمويه من جهة ومواصلة مساعيها السرية من أجل إنتاج الاسلحة الذرية من جهة أخرى.
هذا النظام لايمکن أبدا الوثوق به والاطمئنان الى نواياه وإنه لايمکن أن ينصاع الى جادة الحق والصواب من خلال الاساليب التقليدية في التفاوض. هذا ماقد دأبت المقاومة الايرانية من التأکيد عليه مع التشديد على إن هذا النظام لايفهم ولايمکن أن ينصاع لأية لغة أو أو منطق سوى لغة ومنطق القوة والحزم والصرامة. ولاريب فإن تجارب مايقارب من 30 عاما من التفاوض مع هذا النظام قد أثبت ذلك أيما إثبات وأکد بعدم جدارة هذا النظام بالثقة وإن الاطمئنان إليه أشبه بالمجازفة والمراهنة على حصان يعلم الجميع بأنه خاسر حتما.
من المفيد إنه وبعد تمليحات النظام الايراني بضرورة تقديم خطوة حسن نية أو تنازل ما، مقابل عودة الوفد الإيراني إلى المحادثات النووية التي توقفت في فيينا منذ يونيو الماضي، فإن ماقد أکده مسٶول أمريکي رفيع للصحفيين يوم الثلاثاء الماضي من إن الولايات المتحدة لن تعرض على إيران أي تنازلات لمجرد استئناف المفاوضات النووية، ورفض المطالبة بـ”بادرة حسن نية” مثل الإفراج عن 10 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج. هذا الموقف هو عين الصواب والمطلوب بحق للتعامل مع هذا النظام وألاعيبه.

أحدث المقالات